جريمة قتل في الطريق العام.. ولا شهود

جريمة قتل في الطريق العام.. ولا شهود

قسم: اخبار العالم جريمة قتل في الطريق العام.. ولا شهود » بواسطة adams - 24 نوفمبر 2024
المتهمان في جريمة العوير «محمد  ع.ف» و«أفشار  ن.ز». «شرطة دبي» 
 
كشفت الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي جريمة قتل وقعت في منتصف النهار، راح ضحيتها رجل أعمال هندي الجنسية. وعلى الرغم من وقوع الجريمة في شارع مزدحم بالسيارات والمشاة «لم تتلقَ الشرطة بلاغاً واحداً يفيد بوقوع جريمة، ولم يتقدم أحد للشهادة، ما أدى إلى تسجيل الواقعة حادث دهس عادياً في بــداية الأمر».

 

وقال القائد العام لشرطة دبي بالنيابة اللواء خميس مطر المزينة لـ«الإمارات اليوم» إن «هذه الجريمة تحمل جوانب إنسانية مختلفة، فقد ترك المجني عليه (شمير م.ك) وراءه أسرة مكونة من طفلة وزوجة على وشك الولادة» لافتاً الى أن الجناة كادوا يفلتون بجريمتهم لولا شكوك رجال التحريات في وجود شبهة جنائية في الواقعة».

 

 وكان عدد من الأجهزة الأمنية في إمارات مختلفة، اشترك في العملية التي أطلق عليها اسم «صيد العصافير» نظراً للصعوبة الكبيرة في تعقب الجناة.  وأعرب نائب مدير الإدارة العامة للتحريات والبحث الجنائي العقيد خليل ابراهيم المنصوري عن استغرابه من «الموقف السلبي للأشخاص الذين كانوا في الشارع لحظــة وقوع الجريمة»، معتبراً أنه «من غير المعقول أن يحــدث هذا القدر من العنف في منتصف النهار دون أن يشاهده أحد».

 

وشرح المنصوري تفاصيل القضية قائلاً إن المجني عليه كان دائم التردد على بنك دبي الإسلامي، حيث رصده المتهمان (أحدهما لا يحمل أوراقاً ثبوتية ويدعى «محمد.ع.ف» والثاني إيراني ويدعى «أفشار.ن.ز»)، مضيفاً أنهما قررا تنفيذ جريمتهما في منتصف الأسبوع الماضي، فانتظر أحدهما المجني عليه يوم ارتكاب الجريمة داخل سيارة أمام بنك دبي الإسلامي في منطقة رأس الخور في دبي فيما انتظره الآخر داخل البنك منذ التاسعة صباحاً.

 

وبعد نحو ثلاث ساعات حضر المجني عليه (يعمل في تجارة المحروقات) إلى البنك وسحب 329 ألف درهم، وعقب خروجه من البنك، تعقبه الجناة حتى وصل إلى شارع جانبي في منطقة العوير الصناعية، حيث  صدماه من الخلف، فنزل لتفقّد ما حدث لسيارته (موديل كامري)، وعندها دهسه المتهمان، ثم نزل أحدهما بسرعة وفر بسيارة المجني عليه، ولحق به الآخر بالسيارة التي كان يستقلها.

 

 وتابع أن المجني عليه لفظ أنفاسه الأخيرة بين يدي رجال الإسعاف، واتخذت الإجراءات القانونية باعتبار الواقعة حادث دهس عادياً.  وباشر وكيل نيابة السير عمله المعتاد، لكن رجال البحث الجنائي كان لهم رأي آخر بعدما تبين لهم أن الرجل كان يقود سيارته ولم يكن يمشي على قدميه، وأنه كان موجوداً في البنك الذي يبعد 1500 متر تقريباً عن مكان الحادث ونحو كيلومترين عن مكان عمله.

 

واستناداً إلى ذلك زادت شكوكهم في احتمال وجود شبهة جنائية، ثم تأكدت حينما راجعوا البنك، وعلموا أنه سحب 329 ألف درهم، في حين لم يجدوا في حافظته سوى 10 آلاف درهم. لذلك، أعــدت إدارة التحريات على الفور خطة عمل ميدانيــة برئاسة نائب مدير الإدارة العامة للبحث الجنائي ونحــو 60 فريقاً. وشملت عملية البحث إمارتي دبي والشارقة على اعتبــار أن المجــني عليه يقطن في الأخيرة، فضلاً عن أن نتائج البحث انتهت بالعثــور على سيارته بعد بضعة أيام في منطقة مويلح في الشارقة، واتضح أنها مصدومة من الخلف، وتم تفريغ أنبوب الإطفاء فيها لمسح أي آثار عليها لعملية نقلها من موقع الجريمة إلى الإمارة كما وضعــت لوحتا أرقامها في حقيبتها الخلفية.

 

وقال المنصوري إن الإجراءات الفنية لمعاينة مركبة الجاني بعد العثور عليها، إضافة إلى معلومات فريق البحث الميداني المكلف بتمشيط المنطقة، كشفت نوع السيـــارة التي استخدمت في تنفيذ الجريمة، وهي من طراز «برادو» ولونها أبيض.

 

ولكن المعلومات لم تحدد ما هو أكثر من ذلك. لهذا ارتكزت تحركات الفرق  المختصة على البحث عن «سيارة برادو بيضاء» وأضاف المنصوري ان فرق البحث مرت بعدد كبير من الكراجات استناداً إلى احتمال أن تكون سيارة الجناة قد توجهت إلى أحدها بعد صدمها سيارة المجني عليه، وقال إنه تم فحص نحو 3700 سيارة منها 2800 في دبي فقط، وتوصلت عمليات البحث إلى وجود سيارة تحمل المواصفات نفسها يقودها شخص يحمل الجنسية الإيرانية، وكانت الدوريات المختصة بمتابعة البنوك ومكاتب الصرافات لاحظت وجودها وقدمت معلومات أولية عن أوصاف سائقها من واقع بيانات تم الحصول عليها أثناء وجوده في أحد المصارف.
 

 

وبعد تحديــد هويته، قبض عليه في  يوم الأحد الماضي. وبمواجهته، اعترف بارتكاب الجريمة بعد أن ضبط بحوزته مبلغ مالي كبير، وتبين أنه سافر إلى إيران عقب وقوع الجريمة وعاد إلى دبي لاعتقاده بأن الشرطة أغلقت القضية باعتبارها حادثاً مرورياً. ودلّ على شريكه، ويدعى محمد، كما أرشد الشرطة إلى السيارة التي استخدماها في الجريمة، واتضح أنهما سرقاها من شخص هندي كان قد تركها في حال تشغيل في محطة بترول، لكنه لم يبلغ عن سرقتها.

 

وأفاد المنصوري بأن رجال البحث الجنائي قبضوا على المتهم الثاني في إمارة الشارقة قرب مسكن المتهم الأول، بالتنسيق مع شرطة الشارقة. وتبين أنه ذو سوابق حيث ارتكب نحو ثماني سرقات متنوعة.

مانشيتات قد يهمك