تحدّيات تقنية وبشرية تعوق دمج المكفوفين
كشف الملتقى الدولي الأول لتقنيات المعوقين بصرياً المنعقد حالياً في أبوظبي عن وجود تحديات تقنية وبشرية تعوق دمج المكفوفين في المدارس الحكومية، أهمها عدم توافر أماكن وآليات تقنية للتدريس، وافتقاد المعلم المؤهل القادر على توصيل المعلومة بكفاءة عالية لتلك الشريحة، وعدم إتقان الطلبة لغة برايل.
وطالب آباء الطلبة المكفوفين، فايز عمر العمري، وعبدالله صالح الجنيبي، ومحمد صالح العامري، بتعليم المكفوفين في مدارس خاصة، معتبرين ان عمليات الدمج في المدارس الحكومية لم تحقق الفائدة المرجوة، قائلين إن «أولادهم يواجهون صعوبات الاندماج فى المرحلة الابتدائية لعدم اتقانهم لغة برايل، كما تفتقد المدارس الحكومية إلى المعلم المؤهل القادر على تعليمهم مفردات المناهج»، مؤكدين عدم وجود أجهزة تقنية خاصة بالمكفوفين داخل مدرسة أبوبكر الصديق في منطقة اليحر في مدينة العين.
وقال العمري إن «التعامل تربوياً مع ابنه عمر يتم شفهياً وبدوافع انسانية تفتقر الى التخصصية، وابنه يتسلم معظم كتبه المدرسية ولايفتحها على مدار العام»، فيما اكد الطالب عمر العمري انه يحضر في المدرسة مستمعاً ويتسلم الكتب ولايتعامل معها لعدم إتقانه لغة برايل، مؤكداً وجود كتب مطبوعة بلغة برايل، لكنه يفتقد إلى من يدرسها له.
من جانبه أكد الامين العام لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية محمد الهاملي، أن عمليات دمج المعاقين تتم منذ ست سنوات، لافتاً إلى وجود ثقافات قديمة تحول دون اتمام الدمج بالشكل المطلوب، معتبرا أن أهم تحديات الدمج «نقص البرامج الناطقة للمكفوفين والافتقاد الى المعلم المؤهل، ومناهج للمكفوفين معتمدة من قبل وزارة التربية والتعليم».
وقالت رئيسة قطاع ذوي الاحتياجات الخاصة في مؤسسة زايد العليا مريم سيف القبيسي، إن الجهات التعليمية في كل امارة تحرص على وضع شروط استيراد المناهج من الشركات المتخصصة ومعظمها غير مترجم بلغة برايل، ما يحرم الكفيف من فرصة توافر المناهج الدراسية مع بداية العام، مشيرة إلى وجود فريق متكامل للدمج في أبوظبي والعين والمنطقة الغربية يعمل منذ ثلاث سنوات ويمتلك رؤية انتقالية لدمج المكفوفين والمعاقين ضمن المنظومة التعليمية الحكومية. وأشارت إلى إعداد تقرير شامل قبل دمج المعاق فى المدارس الحكومية، وعقد دورات تدريبية للمعلمين، معتبرة أن لغة برايل لا تحتاج إلى معلمين متخصصين في المدارس الحكومية.
وتطالب رئيسة مطبعة المكفوفين المشرفة العامة على الملتقى، ناعمة المنصوري، بدمج المكفوفين بعد الصف الثالث، مؤكدة ضرورة اتقان الكفيف طريقة برايل من المراكز المتخصصة قبل الدمج في المدارس الحكومية.
وكانت احدى جلسات الملتقى ناقشت التحديات التي تواجه عملية الدمج، وتحدث خبراء ومتخصصون من مختلف الدول العربية على مزايا وسلبيات دمج المكفوفين في المدارس الحكومية. وبدأت فعاليات الملتقى الذي تنظمه مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية بالتعاون مع المجموعة الخليجية للإعاقة البصرية في مقر المركز الوطني للوثائق والبحوث، وتنتهي أعماله غداً بمشاركة لفيف من الخبراء العالميين المعنيين والمؤسسات والهيئات العاملة في مجال تقديم الرعاية لفئة المكفوفين.
يناقش المؤتمر خلال سبع جلسات عمل على مدار ثلاثة أيام، 21 ورقة عمل تصب في مجملها حول الأبحاث والدراسات المسحية والتطبيقية والتقييمية في مجال التقنية المساعدة للمعاقين بصرياً، الأجهزة والبرامج الحاسوبية المستخدمة في مجال العوق البصري، والتقنية المساعدة للمعوقين بصرياً في مجالات التأهيل والتدريب والقراءة والكتابة، ومجالات تنمية مهارات التواصل والمهارات الاجتماعية ومهارات الحياة اليومية وغيرها. كما يناقش الملتقى من خلال محاوره إعداد كوادر بشرية مدربة في مجال التقنية المساعدة للمعوقين بصرياً، وتكنولوجيا التعليم وأثرها في التعليم النشط والتعليم التفاعلي للمعوقين بصرياً، والانترنت والوسائط المتعددة ودورها في تطبيقات التقنية المساعدة للمعوقين بصرياً، والقضايا الأخلاقية والقانونية والآثار النفسية والاجتماعية التي تصاحب استخدام التقنية المساعدة من قبل المعاقين بصرياً.