«حق الليلة».. حلوى ومكسّـرات وإحياء لموروث قديم

«حق الليلة».. حلوى ومكسّـرات وإحياء لموروث قديم

قسم: اخبار العالم «حق الليلة».. حلوى ومكسّـرات وإحياء لموروث قديم » بواسطة adams - 24 نوفمبر 2024
«حق الليلة».. فرحة للأطفال في كل عام.   تصوير: عمران خالد
 

يحتفل  الأطفال في دول الخليج في النصف من شعبان بيوم «حق الليلة»، وهي عادة تناقلتها الأجيال للاحتفال بقدوم شهر رمضان المبارك، ويغمرهم الفرح ابتهاجاً بهذا اليوم، فتقوم الأمهات بتجهيز ملابس الأطفال، كما تحضر الحلويات والمكسرات التي سيتم توزيعها عليهم، وتعّد ألذ الأطعمة الشعبية مثل الهريس والخبيص لتوزيعها على الجيران، ولأن هذه العادة شارفت على الاندثار فالقليل من العائلات هي التي تستعد وتحتفي بهذه المناسبة، فقد حرصت دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي على إحياء هذا الموروث في بيت الشيخ سعيد آل مكتوم وقرية التراث والغوص، وتوزيع أكياس الحلويات على الأطفال وتعريفهم به. 

ويقول مدير إدارة بيت الشيخ سعيد آل مكتوم، عبدالله بن جاسم المطيري، إن «حق الليلة» موروث شعبي وعادة اجتماعية حميدة محببة إلى نفوس الأطفال والكبار معاً، وفيها نوع من التكافل والترابط الاجتماعي، وهي عادة موجودة في  الإمارات وبعض من دول الخليج».

ويتابع في وصف الليلة: «يتجمع الأطفال على هيئة مجموعات وهم يتجملون بالزينة والملابس الجديدة، ويطوفون على بيوت الحي «الفريج» بعد عصر ليلة النصف من شعبان إلى ما بعد غروب الشمس».

أما بالنسبة إلى العادات التي يمارسونها في الاحتفال فيقول: «يحمل الأطفال أكياساً من القماش (الخرائط)، ليضعوا فيها ما تجود به عليهم ربات البيوت من حلوى ومكسرات وبعض الدراهم، وغالباً ما تجلس ربة البيت أمام باب المنزل وبجوارها أكياس الحلوى لتغرف لهم (بالقفه) عندما يحضرون».

ويضيف: «يردد الأطفال خلال طوافهم أمام البيوت أهزوجة تحمل معاني جميلة، لا تخلو من المداعبة الوجدانية لمشاعر أصحاب البيوت، وذلك لدفعهم إلى العطاء والبذل قائلين: عطونا من حق الله      عطونا حق الليلة جدام بيتكم وادي        والخير كله ينادي عطونا حق الليلة         ولا بنذبح عييله» ويكمل: «كان شخص اشتهر في دبي يدعى (رباع) يقوم بترديد هذه الأهازيج مع الأطفال في الأحياء احتفالاً بهذه المناسبة، ليبدأ استعداداته لنشاطه المعتاد في رمضان لإيقاظ الناس لتناول وجبة السحور». 

«قرقيعان» و«حلَّ وعاد »
وعن تسميات الاحتفال للنصف من شعبان يقول المطيري: «يطلق عليه في الإمارات وعمان (حق الليلة)، ويطلق عليه في قطر والبحرين (بالقرقاعوه)، وفي الكويت والسعودية يعرف (بالقرقيعان)، لأن النقود والحلويات (تقرقع) أي تحدث صوتاً نتيجة احتكاكها ببعضها، أما في الساحل الشرقي للسعودية فتسمى (الناصفة) و(كريكشون) و(حل وعاد). ويتابع: «في الإمارات وعمان يحتفلون بقدوم رمضان في النصف من شعبان، وتبدأ بعد صلاة العصر مباشرة حتى صلاة المغرب، وفي الكويت والبحرين وقطر والسعودية يحتفلون في النصف من رمضان احتفاءً بقدوم أيام العشر الأواخر المباركة من رمضان، وتبدأ بعد صلاة المغرب حتى منتصف الليل».

ويقول المطيري عن الحلويات التي مازالت تقدم حتى الآن لهذه المناسبة: «(الشكريا) وهي حلوى محلية مصنوعة من السكر والنشا تقدم جافة بألوان مختلفة وتسمى أحياناً (أصبيعات)؛ لأنها على شكل الأصابع ثم تقطع قطعاً صغيرة، كذلك منها (البرميت) وهي الحلويات الشفافة التي تأتي من الخارج مغلفة بورق السولوفان بأنواع وأحجام مختلفة»، و(الجاكليت) وهي مصنوعة من الحليب أو الكراميل أو الشكولاته، بالإضافة إلى (الزليبيا) وهي الحلوى التي على شكل مشبك ويطلق عليها (الزلابيا). أما أنواع المكسرات، يضيف المطيري: «فمنها (البيذام) وهو اللوز بأنواعه المقشر والخفيف والجاف وذو القشر، و(اليوز) وهو الجوز أو عين الجمل، كذلك (النخي) وهو الحمص المحمص، و(الحبة الخضراء) وهي حبة صغيرة لونها أخضر، بالإضافة إلى (حب الفساد) وهو الحب المستخرج من البطيخ الأحمر، و(حب البوبر) وهو الحب الأبيض المستخرج من القرع. 

 وتحتفل قرية التراث والغوص وبيت الشيخ سعيد آل مكتوم في كل عام بهذه المناسبة لإدخال الفرحة والسرور إلى قلوب الأطفال. وكان مدير إدارة قرية التراث والغوص، أنور الهنائي، قد دعا جميع الأطفال إلى الاحتفال بهذه المناسبة والحضور إلى قرية التراث والغوص وبيت الشيخ سعيد آل مكتوم للاحتفال بقدوم رمضان في ليلة النصف من شعبان، وقال إن قرية التراث والغوص وبيت الشيخ سعيد آل مكتوم «تحتفل بهذه المناسبة لإدخال الفرحة والسرور إلى قلوب الأطفال، وبالأخص لأن بيت الشيخ سعيد آل مكتوم اعتاد أن يحتضن هذه العادات والتقاليد بكرم».

وقال الهنائي: «احتفالاً بهذه المناسبة ستوزع الحلويات على الأطفال المرضى في مستشفى الوصل في دبي بالتنسيق مع وزارة الصحة، حتى يتسنى للأطفال غير القادرين على الحضور إلى القرية لحالتهم الصحية الاحتفال بهذا اليوم مثل أقرانهم».

مؤكداً أن الهدف الأساسي من الاحتفال بهذا اليوم هو «إيصال وترسيخ هذا الموروث من عادات وتقاليد إلى الجيل القادم، وربط الماضي بالحاضر، وليتم تناقلها من جيل إلى جيل».

 
استعدادات الأطفال 
يستعد الأطفال لهذه المناسبة قبل فترة مناسبة بتجهيز الملابس، فالفتيات يرتدين الملابس المطرزة ذات الألوان الزاهية والمزخرفة وهي مكونة من «كندورة مخورة» وتكون قصيرة حتى حد «السروال بوبادلة»، و«المخنق» أو «البخنق» اللاتي يغطين رؤوسهن به، وتفصل هذه الملابس من أقمشة «أبوطيرة» و«أبوقليم» و«المزري»، أما الأولاد فيرتدون «الكندورة أم طربوشة» و«القحفية» وتكون مطرزة بالخيوط المتعددة الألوان، كذلك يتم إعداد أكياس خاصة لهذه المناسبة وتخيطها الأمهات لإطفالهم، وتسمى «خريطة» وتكون مصنوعة من القماش وله ربطة طويلة حيث يعلقها الطفل على رقبته، وتكون للأولاد باللون الأبيض أما الفتيات فبألوان متعددة حسب لون «الكندورة» التي ستلبسها.  
 
 
  أطفال في النادي العربي يحصلون على «حق الليلة». تصوير: يونس الأمير
 
 
 
مانشيتات قد يهمك