«الشريفي» أنشأ مـــركزاً لرعاية المعاقين بعد إنجاب طفل مصاب بالتوحد
يسهر مدير إدارة مراكز وزارة الداخلية لتأهيل وتشغيل المعاقين، ناصر بن عزيز الشريفي، على رعاية ذوي الإعاقة وتأهيلهم من خلال مراكز وزارة الداخلية ومركز العين لرعاية المعاقين، الذي أنشأه في عام 1999، إيماناً منه بأهمية الاهتمام بذوي الإعاقة وجعلهم معاونين في بناء المجتمع بدلاً من أن يكونوا عالة عليه.
خدمات تأهيلية حديثة قال مدير إدارة مراكز وزارة الداخلية لتأهيل وتشغيل المعاقين رئيس مجلس إدارة مركز العين للرعاية وتأهيل المعاقين، ناصر بن عزيز الشريفي، إنه بدأ إنشاء مبنى جديد لمركز العين لرعاية المعاقين في منطقة الفوعة بالعين، وفق أفضل المواصفات المعمارية الفنية، لتقديم خدمات رعاية وتأهيل للمعاقين على أفضل مستوى، بكلفة قدرها 78 مليون درهم، على مساحة قدرها 19 ألفاً و500 متر مربع. وأضاف أن المركز يوفر خدمات تربوية وتأهيلية حديثة للمعاقين، وتوفير سكن داخلي لهم تحت إشراف أشخاص متخصصين لحالات الإعاقة المختلفة، لافتاً إلى أن المركز ينفرد بتوفير إقامة معيشية كاملة ورعاية تأهيلية مكثفة لحالات الإعاقة الشديدة واضطرابات السلوك، مثل النشاط الزائد والشلل الدماغي والتوحد. مراكز وزارة الداخلية نجحت في توظيف 550 مواطناً معاقاً. من المصدر |
ويحلم الشريفي بإنشاء مراكز لرعاية وتأهيل المعاقين في الدول الفقيرة التي تشهد انتهاكات لحقوق ذوي الإعاقة، وتوفير منشآت خاصة لإيوائهم وتوفير احتياجاتهم من ملبس ومسكن ومأكل.
وقال الشريفي لـ«الإمارات اليوم» إن اهتمامه بذوي الإعاقة، وإنشاءه مركز العين لرعاية المعاقين، وعمله في مراكز وزارة الداخلية، بدأت عندما رزقه الله بابن يعاني إعاقة ذهنية (التوحد) وحاول إلحاقه بمركز لرعايته والاهتمام به وتعليمه أبسط الأمور الحياتية، ولم يجد مركزاً متخصصاً آنذاك لرعاية ابنه، إذ نصحه المسؤولون بابتعاثه إلى الخارج ليتلقى العلاج اللازم، إلا أنه رفض وقرر إنشاء مركز لرعاية المعاقين، وبالفعل افتتح أول مركز على مستوى الدولة، تحت مسمى مركز العين لرعاية المعاقين، عام 1999.
وأضاف «في عام 2002 عرضت فكرة إنشاء مركز خاص لتأهيل وتشغيل ذوي الإعاقة على الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، بإشراف مباشر من الدولة، خصوصاً وزارة الداخلية، وبارك سموه الفكرة، وبالفعل أنشأنا مراكز وزارة الداخلية لتشغيل وتأهيل المعاقين بهدف توفير الحياة الكريمة لذوي الإعاقات المختلفة وتأهيلهم ليكونوا معيلين في المجتمع».
وأشار إلى أن مراكز وزارة الداخلية لتأهيل وتشغيل المعاقين نجحت في توظيف 550 مواطناً معاقاً على مستوى الدولة، بينهم 230 تم تعيينهم بالفعل في وزارة الداخلية، مؤكداً أن القيادة الرشيدة حريصة على توفير البيئة المناسبة لذوي الإعاقة وتوظيفهم برواتب جيدة تلبي احتياجاتهم المعيشية.
وأوضح الشريفي أنه عندما علم بإصابة ابنه بالتوحد فكر في إنشاء مركز العين لرعاية المعاقين عام 1999، لتوفير التعليم الأساسي والرعاية لمجموعة من الأطفال ذوي الإعاقة وتقديم خدمات التأهيل المتخصصة لمئات الأطفال في الدولة، ومع الطلب المتزايد على خدمات ذوي الإعاقة في الدولة، سيتم افتتاح مرحلة ثانية وتوسعة مركز العين ليستوعب أعداد أكبر من المعاقين، وتوفير وسائل تأهيل تتفق مع المعايير الدولية، ليتحول إلى منارة أمل لذوي الإعاقة وأسرهم.
وعن مشواره العملي قال الشريفي «ولدت في مدينة العين بالقرب من ملعب القطارة، ودرست في مدارسها، ثم التحقت بشرطة أبوظبي، وحصلت على دبلوم علوم شرطية، وتقاعدت برتبة رائد عام 1999، وبعدها انتقلت إلى العمل في المجلس البلدي في مدينة العين، ومن ثم توليت إدارة مراكز وزارة الداخلية لتدريب وتأهيل المعاقين».
وأشار إلى أن مراكز وزارة الداخلية تهدف إلى توفير خدمات إعادة التأهيل النوعي لجميع حالات الإعاقة، بالتوافق مع السياق الاجتماعي والثقافي للدولة، مؤكداً أن المركز يعد من المراكز غير الربحية لتوفير خدمات إعادة التأهيل، وتعزيز الموارد البشرية الوطنية في مجال إعادة تأهيل المعاقين، وضمان المساواة في الحقوق والفرص لجميع الأطفال المحتاجين، والتعاون مع الجهات المحلية والخارجية في مجال إعادة تأهيل المعاقين.
وأكد أن القيادة الرشيدة، المتمثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، ومتابعة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، تولي اهتماماً كبيراً بذوي الإعاقة من حيث توفير مراكز لتأهيلهم ليكونوا منتجين في المجتمع وليسوا عالة عليه.
وذكر أنه يتعين على المجتمع الإسهام في حماية هذه الفئة والأخذ بأيديهم نحو مستقبل مشرق، مؤكداً أن المسؤولية لا تقع على الحكومة فقط بل تقع على جميع شرائح المجتمع، لافتاً إلى أن مراكز وزارة الداخلية ومركزه الخاص تعمل على تطوير قدرات ومهارات ذوي الإعاقة، خصوصاً الإعاقة الذهنية والتخفيف من وطأة ارتفاع التكاليف التي تتحملها الأسر في البحث عن خدمات إعادة التأهيل الخارجية، وضمان العدالة الاجتماعية للأطفال المحتاجين إلى إعادة تأهيل، وزيادة الوعي العام حول قضايا الإعاقة.
وأكد الشريفي أن استراتيجيته تعتمد على تعزيز المشاركة والتنسيق مع المؤسسات الحكومية والخاصة، وذلك في إطار ثقافة التكافل الاجتماعي التي يتميز بها مجتمع الإمارات، داعياً المؤسسات الحكومية والخاصة وأبناء الوطن لتحمل مسؤولياتهم الاجتماعية تجاه المعاقين انطلاقاً من أهمية التكافل والمسؤولية الاجتماعية تجاه هذه الفئة التي تستحق كل الدعم والمساندة والرعاية والاهتمام.
ولفت إلى أن مركز العين لرعاية المعاقين يقدم خدماته التربوية والتأهيلية من خلال موقعين: المدرسة التي تقدم خدمات التربية الخاصة للأطفال من الجنسين على شكل جلسات فردية وأنشطة جماعية، ووحدة السكن الداخلي، وهي من الخدمات التي ينفرد بها المركز، حيث يوفر إقامة معيشية كاملة ورعاية تأهيلية مكثفة لحالات الإعاقة الشديدة واضطرابات السلوك، مثل النشاط الزائد والشلل الدماغي والتوحد وفق أفضل برامج التأهيل وتحت إشراف نخبة من الخبراء وأساتذة الجامعات المتخصصين في هذا المجال وتنفيذ أخصائيين ومربيات مؤهلات، بهدف التخفيف من الكلفة الباهظة التي تتحملها الدولة وذوو المعاقين لتوفير الرعاية والتأهيل للمعاقين.
وأوضح الشريفي أن المركز عبارة عن ثلاثة طوابق، منها سكن داخلي ومدرسة، ويضم حديقة حيوانات صغيرة، وبركة مائية، ومشتلاً، وألعاباً تناسب المعاقين بمختلف أعمارهم وإعاقاتهم، مشيراً إلى أن المركز مصمم ليكون نموذجياً وعالمياً لرعاية ذوي الإعاقة، وفي مصاف المراكز المتطورة في العالم، وسيتم توقيع اتفاق توأمة مع عدد من المراكز العالمية للاستفادة من خبرتها، موضحاً أن المركز يجري اتصالات مع عدد من المؤسسات العلمية المتخصصة في مجال الإعاقة في أميركا للتعاقد مع عدد من الخبراء والكفاءات العلمية المتخصصة للنهوض بمستوى الدراسة والتدريب في المركز.
تتكون أسرة الشريفي من ثمانية أبناء، أكبرهم (محمد) حاصل على الماجستير ويعمل في الشرطة برتبة نقيب، ولديه طموح في الحصول على الدكتوراه من الصين، والثاني (ذياب) حصل على بكالوريوس من أستراليا ويعمل معه في الأعمال الخاصة، والثالثة فتاة تعمل في مركز العين لرعاية المعاقين، ثم (علي) المصاب بالتوحد، الذي يعمل في مكتب الرعاية والخدمات في العين (تسهيل)، وبقية الأبناء على المقاعد الدراسية المختلفة.