مساعد المعلم
استحداث الوظائف الداعمة في الهيكل التنظيمي للمدارس، والتي منها (مساعد صف، ومساعد معلم) كانت خطوة رائعة ومفيدة. وأتذكر أنه بمجرد الإعلان عن تلك الوظائف سارعت الكثيرات للتسجيل وإبداء الاهتمام للعمل في الميدان التربوي، فتلك الدعوة الموفقة أيقظت حُب مهنة التعليم المتوارية والمدفونة في نفوس البعض منهن، وحققت أمنيات البعض الآخر.
وبعد عام من التطبيق، وعند زيارة المدارس المستفيدة من وجود هذه الفئة من المساعدين، لوحظ أنهن يشاركن بكل حب وجد واجتهاد في المسيرة التعليمية، متعاونات مع زملائهن من المعلمين والمعلمات والإدارة المدرسية، وأن الوضع أصبح أكثر تنظيماً، وأن البيئة التعليمية ستصبح أكثر جاذبية مع توافر الأعداد المطلوبة لكل مدرسة.
فمساعد الصف هو من يقدم الدعم التنظيمي واللوجيستي والمساعدة بإعداد الوسائل التعليمية، وغيرها من المهام الصفية التي تخفف العبء عن المعلم وتساعده على التركيز أكثر على تخطيط الدروس والاهتمام بأبنائه الطلبة وتطوير مهاراتهم وقدراتهم، أمّا مساعد المعلم فكونها وظيفة لحاملي دبلوم متخصص فهو يقدم الدعم للمعلم داخل الفصل الدراسي، وذلك بالاهتمام بفئة معينة من الطلبة تحتاج إلى دعم خاص ومتابعة معينة لتطوير مهاراتهم ودعم عملية التعلم لديهم.
لقد كانت فكرة رائدة في تطوير التعليم فبها نتمكن من تحفيز المعلمين على العطاء والتطوير والتركيز على مهامهم الأساسية، وبها أيضاً نهتم بأبنائنا الطلبة ونقدم لهم الدعم والرعاية اللازمة لتطوير معارفهم ومهاراتهم والارتقاء بهم ليصبحوا أجيالاً منتجة للمعرفة، وكذلك حققنا أمنيات الكثيرين ممن رغبوا في الانخراط بالميدان التربوي، ولم تُسنح لهم الفرصة لاستكمال الدراسة الجامعية، كما أنها فرصة لزيادة التوطين في مجال التعليم، الذي يدعم تعزيز الهوية الوطنية لدى أبنائنا وبناتنا الطلبة بوجود قدوات تعليمية مواطنة.
يفترض أن يأتي الآن دور مرحلة التوسع في نشر هذه التجربة، ليشمل جميع المدارس لتعميم الفائدة، ولتعزيز نجاح هذا التجربة، ودعم استمرارية العطاء وتطوير القدرات، وللإسهام في سد الفجوة بين الحاجة لعدد معلمين أكثر في المستقبل، والمعروض في سوق عمل المعلمين.
كما أنه بالإمكان تطوير التجربة أكثر وأكثر، وذلك بعمل برامج أكاديمية معتمدة بحيث يتحول مساعد الصف بعد خضوعه لبرامج تدريبية وفترة عمل محددة إلى مساعد معلم، ومن ثم يتم تأهيله ببرامج وورش عمل تتناسب مع عمله لفترة زمنية معينة إلى مساعد معلم متقدم (Senior Teaching Assistant)، والذي بإمكانه التطور إلى وظيفة معلم بعد الالتحاق بمساقات جامعية معينة وفترة عمل تطبيقية محددة.
وهنا نرجو أن يكون هناك تمايز بين الوظائف والدرجات الوظيفية ومميزاتها فله دور مهم للتحفيز والتشجيع على التطور والارتقاء للوصول لرتبة معلم والتطلع لها، فمهما كانت رغبة وحماس الشخص في العمل إلا أنه مع مرور الوقت بحاجة للحوافز المعنوية والمادية لتطوير مهاراته وتحسين وضعه، وهذا أمر طبيعي وفطري لدى الإنسان، وبهذه الطريقة نشجع على الانخراط للعمل في الميدان التربوي، ونحقق أهدافنا المرجوة من نظامنا التعليمي.