أسرة «البادي» تتمنى العثور على ابنها حيّـاً في عُمان
تعيش أسرة المواطن سعيد سليمان البادي، على أمل العثور على نجلها أحمد (19 عاماً) حيّاً، في شاطئ المغيسيل في مدينة صلالة، بعدما فقدت شقيقه الأكبر يوسف (23 عاماً) غرقاً، أول من أمس، ومازالت عمليات البحث مستمرة حتى الآن من قبل فرق السواحل والإنقاذ في سلطنة عمان، على الرغم من الظروف المناخية الصعبة.
وقال سعيد البادي، (49 عاماً)، ويعمل موظفاً في شركة الفوعة للتمور، إن «حزني على وفاة ولدي يوسف مصيبة كبرى هزت أركان العائلة، ولا نعرف مصير ابني الثاني أحمد، الذي كان برفقته في صلالة، وننتظر بقلق كبير خبر العثور على أحمد حيّاً، على الرغم من أن المؤشرات لا تدعو إلى التفاؤل في ظل عدم توافر معطيات تؤكد أنه ربما يكون عالقاً في أي منطقة من الشاطئ».
وتابع: «أولادي يوسف وأحمد وإبراهيم أصروا على الذهاب إلى صلالة بغرض التنزه، على الرغم من تحذيري لهم بعدم السفر والبقاء إلى جوارنا في المنزل بمنطقة الظاهر في العين».
وكانت وكالة الأنباء العُمانية أفادت، أول من أمس، بأن خمسة أشخاص تعرضوا لحادث غرق على شاطئ المغيسيل في صلالة في محافظة ظفار، وتمكن بعض الأشخاص من إنقاذ ثلاثة أشخاص، مواطن عماني وإماراتيين.
وأضافت الوكالة، أن فرق الإنقاذ من الدفاع المدني والإسعاف وخفر السواحل، بمساندة طائرة من سلاح الجو السلطاني العماني تحركت على الفور، إثر تلقيها البلاغ للبحث عن مواطنين إماراتيين آخرين، حيث تم العثور على أحدهما ونقله إلى مستشفى السلطان قابوس بصلالة للعلاج، إلا أنه فارق الحياة، فيما لاتزال جهود الفريق مستمرة للبحث عن الشخص الآخر.
وأوضح البادي أن يوسف موظف في شركة ساعد في أبوظبي، كان ينوي التقدم لخطبة فتاة بعد عطلة العيد، وأن الموضوع كان قيد التشاور بين أفراد العائلة لاختيار الوقت المناسب لإتمام الأمر، بينما اجتاز أحمد الاختبارات المقررة للالتحاق بالمعهد البترولي في أبوظبي، التابع لشركة أدنوك، لدراسة هندسة البترول، بعد أن أمضى فترة دراسية في كليات التقنية العليا.
وأضاف الأب أن العائلة اضطرت إلى إخفاء الخبر عن (أم يوسف) إلى حين البحث عن أفضل وسيلة يمكن أن تجنبها تبعات الصدمة، وعندما أبلغها شقيقها مبارك بالخبر فقدت الوعي، وبعدما أفاقت راحت تنتظر خبر العثور على أحمد حيّاً.
وروى البادي تفاصيل ما حدث لنجليه، قائلاً إنهما غادرا إلى صلالة في الساعات الأولى من يوم الجمعة بسيارة ابن خالتهم «عمر شاهين»، الذي رافقهم في الرحلة بصحبة (إبراهيم ـ 22 عاماً) وابن خالهم عمر مبارك، مضيفاً «ساورني قلق عليهم قبل توجههم إلى صلالة، وعبثا حاولت إقناعهم بالعدول عن الرحلة، غير أنهم طلبوا مني الإيمان بالقضاء والقدر في حال حدوث أي مكروه لهم.
وأضاف «كنت أطمئن عليهم هاتفياً، وفي يوم الحادث تحدثت هاتفياً مع يوسف وإبراهيم بعد خروجي من مقر عملي، وأكدا لي أنهم في وضع جيد، وبعد عودتي إلى المنزل، حاولت الاتصال مرة أخرى على هاتف أحمد دون طائل، وتلقيت اتصالاً هاتفياً من خال أنجالي، مبارك خلفان، يفيدني بغرق يوسف، وفقدان أحمد في صلالة».
وأكمل الأب، بدا الأمر قاسياً جداً، خصوصاً أنني أعاني مرض القلب، وحاولت أن أبدو طبيعياً في المنزل حتى لا يشعر أفراد العائلة بما حدث، وتشاورت مع بعض الأهل عن الطريقة المناسبة لإبلاغ (أم يوسف) بالخبر، واحتسبت نجلي يوسف شهيداً، وتمنيت أن يتم العثور على شقيقه أحمد حتى نقوم بدفنهما معاً، ولا نتعذب أكثر بعدم العثور عليه، فتصبح الأمور صعبة على عائلتي. وتابع، هناك اتصالات مكثفة مع بعض أفراد العائلة في صلالة للإحاطة بالجهود الجارية لانتشال أحمد، ولا نعرف ماذا سيحدث.
Comments are closed.