مريض بالثلاسيميا يرفع شعار القوة ويفوز ببطولات رياضية

تحدى المواطن جمال حسين حمادي (29 عاماً)، مرض الثلاسيميا وصار بطلاً رياضياً، يحقق المراكز الأولى في بطولات محلية ودولية للماراثون والدراجات النارية والتزلج (الباتيناج).

وعلى الرغم من أن مرضه يصيب كثيراً من حامليه بضعف البنية والقوة، إلا أنه استطاع أن يسيطر عليه، وبات من بين مرضى الثلاسيميا الذين يحققون بطولات للإمارات.

ويقول حمادي لـ«الإمارات اليوم»: «علمت أمي بإصابتي بمرض الثلاسيميا، حين كنت جنيناً، إذ أجرت فحصاً مخبرياً في مستشفى ألماني أظهر أني مصاب بالمرض»، ويضيف: «مع الأسبوع الأول في عمري، أحاطتني أسرتي برعاية كبيرة، استمرت حتى دخولي المدرسة، وبلغ الأمر أن والديّ منعاني من ممارسة الرياضة نهائياً، خلافاً لرغبتي».

ويكمل: «شعرت بأني سأكون أسيراً لهذا المرض، ولن أزاول حياتي بصورة طبيعية، فأقنعت أسرتي بأن انتظامي في العلاج سيؤهلني لممارسة الرياضة من دون تأثير في صحتي، وسأنتصر على المرض».

ويوضح حمادي أنه «تلقى العلاج الكامل في مركز الثلاسيميا في مستشفى لطيفة بدبي، ما حماه من التعرض للهزال أو تأخر النمو أو تأثر العظام، ووقاه المضاعفات الشديدة للمرض، وحفّزه المسؤول عن متابعة المرضى في المركز، الطبيب عصام ضهير، على ممارسة الرياضة من دون خوف».

ويتابع: «اتجهت إلى ممارسة رياضة التزلج بالحذاء الرياضي (الباتيناج)، وحققت فيها نتائج متميزة بين ممارسي اللعبة في دبي، وعندما بلغت من العمر 18 عاماً، شكلت وزملائي من محبي اللعبة فريقاً رياضياً للمشاركة في البطولات الرياضية الدولية».

ويضيف: «شاركت بمبادرة شخصية مني في بطولة دولية في الكويت، حصلت فيها على المركز الأول، ثم تابعتها بالمشاركة في بطولة دولية في ماليزيا حققت فيها المركز الثالث».

وواصل حمادي تميزه في اللعبة حتى أصبح يجيد القفز بحذاء التزلج من ارتفاعات شاهقة، والتزلج للخلف، أو الوقوف باليد والتزلج باللوح.

ولم يكتفِ حمادي بتفوقه في هذه الرياضة، بل واصل تحديه للمرض وقرر التدرب على رياضة العدو، وشارك في ماراثون للعدو لمسافة أربعة كيلومترات، أقيم في دبي، وحقق فيه المركز الأول.

وإلى جانب تميزه الرياضي، اتجه حمادي، أخيراً، إلى هواية تعديل الدراجات النارية، وابتكار إضافات جديدة عليها، وشارك بدراجاته في معرضين أُقيما في الكويت وقطر خلال العامين الماضي والجاري، وفاز بالمركز الأول، بوصفه «نجح في تحويل الدراجة النارية إلى ما يشبه سيارات السباق». وعلى الرغم من أنه صار محترفاً في ممارسة الرياضة، إلا أنه «لم يتأخر دراسياً، إذ نجح بتفوق في الثانوية العامة، والتحق بجامعة الإمارات، وحصل على بكالوريوس علاقات عامة، ثم عمل ضابطاً إدارياً في مطارات دبي».

ولأنه يشعر بمعاناة مرضى الثلاسيميا، تطوع للعمل في جمعية الإمارات لمرضى الثلاسيميا، وصار عضواً في مجلس إدارتها، ليسهم في مساعدة كل مريض».

Comments are closed.