الموت يُغيّب أحمد بن زايد
غيّب الموت الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان، (41 عاماً)، في حادث سقوط طائرة شراعية كان يستقلها في المغرب يوم الجمعة الماضي، وأعلنت وفاته رسمياً أمس، بعدما عُثر على جثته، في أعقاب عمليات بحث واسعة، منذ خمسة أيام، شاركت فيها فرق إنقاذ من الإمارات والمغرب والولايات المتحدة ودول أوروبية عدة.
ونعى صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، أخاه الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى، إثر سقوط الطائرة الشراعية التي كان يستقلها في بحيرة «صخيرات» خلف سد «سيدي محمد بن عبدالله» في المغرب.
وأفادت وكالة أنباء الإمارات «وام» بأن «الصلاة على جثمان الفقيد ستكون في جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، عقب صلاة عصر اليوم، بعد وصول الطائرة التي ستنقل جثمانه من المغرب».
وقد أعلنت وزارة شؤون الرئاسة الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام، وتنكيس الأعلام اعتباراً من اليوم. ويتقبل رئيس الدولة التعازي في «قصر المشرف»، بعد أن يوارى جثمان الفقيد الثرى.
وكان مئات الغواصين والمتخصصين من فرق «الضفادع البشرية» من الإمارات والمغـرب وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة، شاركوا في عمليات غوص وبحث تحت المياه، منذ الجمعة الماضي، تحت متابعة من الفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.
وأفادت «وام»، أمس، بأنه تم تضييق نطاق البحث الذي كان واسعاً ومترامي الأطراف، بعد التأكد من خلو تلك المساحات تماماً، لكن عمليات المسح والتمشيط التي يقوم بها الفريق الإماراتي، إلى جانب فرق عالمية أخرى عدة، لم تعثر على نتائج».
إلى ذلك، لفت الاهتمام الأوروبي بالحادثة الأنظار إلى العلاقات الدبلوماسية الناجحة التي بنتها السياسة الخارجية للإمارات طوال العقود الماضية، كما عكس أهمية الفقيد نفسه، الذي عُرف عنه إيمانه بضرورة تعزيز المسؤولية الاجتماعية لدى الشركات، وقد تمكّن من الدفع بذلك من خلال توليه منصبين بارزين، هما: رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، والعضو المنتدب والرئيس التنفيذي لجهاز أبوظبي للاستثمار، أكبر صندوق سيادي في العالم.
الفقيد من مواليد عام ،1969 وكان يُنظر إليه باعتباره إحدى الشخصيات المؤثرة في اقتصادات الشرق الأوسط، لاسيما أنه أسس خبرته الشخصية في سوق الإمارات الحيوية الجاذبة للمال والأعمال، وتولى دوراً حكومياً تنفيذياً في هذا المجال، حينما تقلّد منصب وكيل وزارة المالية والصناعة قبل أعوام.
وعلى الرغم من أن الفقيد لم يكن على قرب مباشر من الإعلام، بحكم منصبيه البارزين في الجهود الإنسانية والخيرية، وفي الخطط الاستثمارية الطويلة المدى، التي تتطلب قدراً من الصمت إزاء الإعلان عن الإنجازات، فإن مجلة شهيرة، مثل «ميد» الاقتصادية، اختارته عام 2007 من بين أبرز الشخصيات التي كان لها دور بارز في اقتصاد المنطقة، كما صنفته مجلة «فوربس» في المركز الـ27 لأكثر الشخصيات نفوذاً في العالم. وكان من بين 209 شخصيات ذات تأثير في العالم، وفقاً لمجلة «تايم» الأميركية العام الماضي.