شرطة دبي تلاحق الدعارة
أعلنت شرطة دبي، أمس، أنها ضبطت 2713 حـالة دعـارة في 15 شهراً، منذ بدايـة العام الماضي وحـتى نهايـة شهر مارس من العام الجـاري، في إطار حـملات دهم بيوت الدعـارة، والقبض على من يديرها.
وأوضح رئيس شعبة الآداب في الإدارة العامة للتحريات والبحث الجنائي، النقيب علي السويدي، للصحافيين، أن الشعبة «تكثف حملاتها على الأوكار التي تنشط فيها الفتيات اللاتي يمارسن هذا النشاط غير المشروع». وأضاف أن «هناك حالات تتم إحالتها إلى قسم مكافحة الاتجار في البشر بالإدارة العامة للتحريات، وغالباً ما تكون لفتيات تعرّضن للاحتيال في بلادهن، من خلال تلقي وعود من عصابات منظمة بتشغيلهن في دبي بمهن أخرى، وحينما يأتين يتم إجبارهن على ممارسة البغاء»، لافتا إلى أن «آخر هذه الحالات لفتاة بنغالية عمرها 14 عاماً تم ضبطها منذ أيام».
وأكد أن الإدارة العامة للتحريات تلاحق تلك العصابات، وتركز على زعيمات شبكات الدعارة اللاتي يعرفن بـ«البوسات»، وتمكّنت من القبض على 107 نساء يدرن بيوت الدعارة في العام الماضي من جنسيات مختلفة، موضحاً أن «هؤلاء الزعيمات يجبرن عشرات الفتيات على ممارسة البغاء من خلال حجز جوازات سفرهن بمجرد قدومهن إلى الدولة، وبيعه لهن مجدداً مقابل مبلغ يراوح بين 20 و30 ألف درهم، وإذا لم تدفع الفتاة تبيع الزعيمة الجواز إلى زعيمة أخرى».
وأضاف السويدي أن «الفتيات اللاتي يتم القبض عليهن بتهمة الدعارة يخضعن لفحص طبي شامل عند ضبطهن»، لافتاً إلى أن «نتائج الفحص أثبتت إصابة عدد منهن بأمراض خطرة معدية، مثل: الإيدز، والزهري، والتهاب الكبد الوبائي»، مطالباً بضرورة إجراء فحص طبي لحاملي تأشيرات الزيارة، خصوصاً للفتيات القادمات من الدول التي تشتهر بتصدير البغاء. وبلغ عدد حالات الإصابة بالأمراض المُعدية بين الفتيات اللاتي قبض عليهن العام الماضي 72 حالة، بواقع 17 حالة إيدز، و35 حالة إصابة بالزهري، و20 حالة إصابة بالتهاب الكبد، وتنوّعت الجنسيات المصابة بتلك الأمراض، بمـا لا يعطـي مؤشـراً أنها تزيـد بين فتيات جنسية بعينها.
ومثّلت الإحصاءات السابقة زيادة ملحوظة مقارنة بإحصاءات العام قبل الماضي ،2007 التي تفيد بإصابة 45 فتاة بأمراض مُعدية، تتنوّع بين 24 حالة إصابة بالزهري، و13 حالة إصابة بالتهاب الكبد الوبائي، وثماني حالات إصابة بالإيدز.
وذكر السويدي أن «الإشكالية في مواجهة شبكات البغاء تتمثل في عدم القدرة على منع قدوم فتيات لا يفترض دخولهن البلاد من دون مرافق، نظراً لصغر أعمارهن»، مؤكداً أنه تمت «مناقشة هذه المشكلة مع قنصليات الدول التي ينتمين إليها، ويكون الرد عادة بأنهن يدخلن من خلال دول أخرى مجاورة لبلادهن لا تمنع إصدار تأشيرات للأجنبيات». وأضاف أن «شعبة الآداب استطاعت القضاء على هذه الظاهرة في مختلف الشوارع، وتركز في حملاتها على المناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة، مثل: الرفاعة والمرقبات والرقة، إذ تجري مسحاً ميدانياً لتلك المناطق، وتدهم التي تؤوي هؤلاء الفتيات بعد الحصول على إذن النيابة». ولاحظ أن من النادر مشاهدة هذه الممارسات في الشوارع في ظل الحملات المستمرّة التي تنفذها شعبة الآداب في الإدارة العامة للتحريات، في ظل تسيير دوريات خارجية ومطاردة الرؤوس المدبرة، معتبراً أن المشكلة تكون أحياناً في اختلاف الثقافات، وجهل هؤلاء الفتيات، وعدم امتلاك كثيرات منهن جوازات سفر، مشيراً إلى أن من بين كل 10 منهن واحدة فقط في الأغلب تجيد اللغة الإنجليزية.