جراحو «خليفة الطبية» و«توام» ينقذون مواطناً أصيب بتسرب دموي
نجح جراحو مدينة الشيخ خليفة الطبية ومستشفى توام في استبدال الشريان الأورطي الصاعد بآخر اصنطاعي، خلال إجرائهم عملية قلب مفتوح في مستشفى مدينة خليفة، لشاب مواطن عمره 32 عاماً، أصيب بتمدد وعائي قطره ثمانية سنتيمترات، بجانب تسرب دموي قطره سنتيمترين نتجا عن شق سابق خلال جراحتين سابقتين لعلاج صمام القلب التالف.
واستبدل استشاريو وأخصائيو الأمراض والجراحات القلبية الشريان الأورطي الصاعد الضعيف للمريض بآخر اصطناعي، عقب أن قاموا بتركيب جهاز اصطناعي للقلب والرئتين عبر أوعية الأربية (منطقة التقاء الحوض بالفخذ)، ليتم ضخ الدم من خارج الجسم الذي تم تبريده حتى 20 درجة مئوية مع استمرارية عمل الدورة الدموية، لأن جهاز ضخ الدم يقوم بوظيفة القلب، ويزود الجسم بالأوكسجين، وهذه وظيفة الرئتين، وبالتالي يتوقف عمل كل منهما (القلب والرئتان) من دون التأثير في بقية الأعضاء لمنع تلف خلايا الجسم، وبعد أن أعاد الجراحون تشغيل الدورة الدموية من خارج الجسم، استبدلوا شريانه الأورطي الصاعد الضعيف بآخر اصطناعي، ثم أزالوا عنه جهاز ضخ الدم، بعد أن أعادوا درجة حرارة جسمه تدريجياً إلى المعدل الطبيعي، ومرت المرحلة الأولى من رحلة تعافي المريض دون مشكلات أو مضاعفات، بينما أعيد المريض إلى مستشفى توام في حالة صحية ممتازة، بنشاط دماغي يعمل بشكل جيد.
وأوضح استشاري أمراض القلب، رئيس قسم أمراض القلب والطب الباطني في مستشفى توام، الدكتور حسام عوده، أنه تم نقل المريض من توام إلى مدينة خليفة بشكل فوري، على متن طائرة الطوارئ المروحية، وهو يعاني ألماً شديداً في الصدر، وصعوبة بالغة في التنفس، مشيراً إلى أن التمدد الكيسي الدموي أدى إلى تآكل خطر في عظام قص المريض (الجزء الأوسط من الصدر)، وكان السبيل الوحيد لإنقاذ حياته هو تركيب جهاز القلب والرئتين الاصطناعي عبر أوعية الأربية (منطقة التقاء الحوض بالفخذ)، ليتم خفض درجة حرارة جسمه، وضخ الدم من خارج الجسم ليستمر عمل الدورة الدموية.
من ناحيته، أوضح رئيس مركز علوم القلب في مدينة الشيخ خليفة الطبية، الدكتور نوربيرت أوغستين، أنه تم اللجوء إلى إجراء نادر لخفض درجة حرارة جسم المريض إلى ما يقارب نصف درجة حرارة جسمه الطبيعية، ليتمكن الفريق الطبي من إجراء العملية الجراحية المعقدة في منطقة خالية من الدماء، ويتم إيقاف الدورة الدموية الداخلية والاستعاضة عنها بدورة دموية مماثلة خارجية، وصولاً إلى فتح الصدر بالكامل وإجراء جراحة القلب العاجلة.
من جهة أخرى، أجرى مستشفى القاسمي في الشارقة خلال اليومين الماضيين ثلاث عمليات لحالات كانت تعاني رفرفة القلب الشديدة، استغرقت كل عملية نحو ساعة، تضمنت زراعة شبك جديد للأذين الأيسر لمرضى مواطنين، راوحت أعمارهم بين 50 سنة و65 سنة، وذلك إثر ورشة عمل نظرية وعملية حول رفرفة الأذين، بحضور طبيب زائر من زيوريخ، هو ميد تشارف، وفقاً لمدير المستشفى، الدكتور عارف النورياني.
ولفت إلى أن «مرضى رفرفة القلب يتناولون علاجات كثيرة، مثل الأدوية المميعة للدم، لكننا مع الشبك الجديد الذي يسمى الحارس أو المراقب للأذين، إذ تستخدم هذه التقنية للمرة الأولى في الدولة وللمرة الثانية في المنطقة بعد السعودية، نكون قد قطعنا شوطاً كبيراً ومهماً مع المرضى الذين يعانون حالة رفرفة الأذين، التي تتجاوز نسبة النجاح فيها 98٪».
وذكر أن «الحالات الثلاث راوحت أعمار أصحابها بين 50 سنة و65 سنة، كلهم مواطنون، وكانت الحالات تعاني الضغط والسكري وارتفاع الكوليسترول ورفرفة الأذين»، مشيراً إلى أنه «بعد شهرين ستكون هناك ورشة أخرى تتضمن إجراء عمليات زراعة شبك لبعض المرضى». وقال إن «الشبك يساعد المريض، خصوصاً الذي لا يلتزم بمواعيد تناول الأدوية، التي تعتبر أكبر مشكلة تواجه مريض القلب الذي يعاني رفرفة الأذين، لأن عدم الانتظام أو الاستمرار في المعاناة، وعدم تركيب الشبك يؤدي في النهاية إلى جلطات دماغية تؤدي إلى شلل نصفي».