4 طالبات يبتكرن مشروعاً للمكفوفين
ابتكرت أربع طالبات في مدرسة «ماريا القبطية» في دبي، فكرة معرفية لمصلحة المكفوفين، من شأنها أن «تدخل هذه الفئة في تفاصيل الحياة اليومية مثل الأصحّاء، ما يدعم اتخاذهم القرارات التي تناسبهم بأنفسهم».
فكرة المشروع الذي فاز بالمركز الأول في مسابقة «التاجر الصغير» التي تنظمها «مؤسسة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب» تقوم على إدخال لغة «برايل» في الأماكن التي لا يستغني عنها المبصر، مثل النشرات المرفقة بالسلع الاستهلاكية، والألبسة والأكسسوارات، وكذلك على مداخل المراكز التجارية والمرافق الرسمية وغيرها». وقد أطلقت الفائزات على المشروع اسم «نور رؤية الغد».
ووفقاً للطالبة فاطمة حسن البلوشي، فإن فكرة دعم المكفوفين جاءت من خلال «البحث الطويل والمعمّق عن طريقة يمكن من خلالها دعم المكفوفين بوسيلة مبتكرة، تجعلهم يكتشفون تفاصيل جديدة في الحياة». وأوضحت أن المشروع يسعى إلى الكتابة بلغة «برايل» على جميع السلع التي تباع في المحلات والمراكز التجارية، مثل الألبسة والأغذية، وكذلك أجهزة البيع الذاتي الكهربائية، إذ سيتمكن المكفوف من شراء نوع المشروب الذي يرغب فيه، ويدفع النقود في المكان المخصص من دون حاجة إلى أحد. مشيرة إلى أن هناك إمكانية إضافة لغة «برايل» على المشروبات الغازية والعبوات الغذائية، وبمجرّد لمس المكفوف للسلعة، فإنه يعرف اسمها ومكان صنعها ومكوناتها، وتاريخ الإنتاج والانتهاء، وجميع المعلومات التي يهتم الأصحاء بقراءتها.
وتضيف زميلتها شيماء يوسف أن «فريق العمل وضع خطة لنشر لغة برايل وكتابتها على العملات المحلية، في محاولة لمساعدة المكفوفين على التعامل مع النقود في الأسواق»، لافتة إلى أن الخطة «اشتملت على إضافة لغة برايل على أجهزة الهاتف المحمول لمنح الأشخاص المستهدفين فرصة العيش والتعلم».
وتمنت شيماء أن تجد الفكرة من يدعمها مالياً، لاسيما أن «فكرة المشروع بسيطة ولا تحتاج إلى مبالغ كبيرة».
وأوضحت الطالبة الفائزة حورية أحمد أن المشروع «يمكّن الشخص المكفوف من دخول المطاعم واختيار المأكولات التي يفضلها بكل سهولة». مؤكدة أن «الهدف الأساسي من المشروع، منح المكفوفين ثقة بالنفس، وفرصة الاختيار التي تنقصهم في المجتمع، وتحرمهم من التعامل بشكل طبيعي معه».
بدورها تطمح الطالبة هيفاء سلطان إلى أن تضاف لغة برايل إلى خرائط الدول، والمواقع الدينية والسياحية في الإمارات كافة، فضلاً عن البطاقات البنكية وأدوات المكياج. مؤكدة أن الهدف من ذلك «تشجيع المكفوفين على استعمال تلك الأشياء مثل الاصحّاء تماماً».
وأكدت الطالبات الفائزات أن «الفكرة مبتكرة ولم تطبق في أي مكان، ويخشين أن تذهب أدراج الرياح، مالم يجدن الدعم والمساندة من المعنيين، لا سيما التجار وأصحاب المحال التجارية». وأضفن أن «الهدف من المشروع ليس المال، وإنما مساعدة المكفوفين على التواصل مع الناس من حولهم والتعايش معهم، ومنحهم فرصة جديدة لتطوير أنفسهم في مجال التعليم».