مشدات صناعية لإكثار الأسماك قبالة سواحل الدولة
أفاد مسؤولون وخبراء في قطاع صيد الأسماك بأن وزارة التغير المناخي والبيئة ستنفذ خطة خلال الأشهر المقبلة، تتضمن إنشاء مشدات صناعية لتربية وإكثار الأسماك قبالة سواحل الدولة، موضحاً أن المشروع يشمل نصب مشدات وكهوف صناعية (900 كهف) على هيئة محميات للأسماك، تسهم في تقليص كلفة التشغيل على الصيادين، وتضمن تراجع أسعار الأسماك في الأسواق.
وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن «هذه المشدات تساعد البيئة البحرية على إعادة إنتاج بعض الأسماك التي في طريقها إلى الانقراض»، مطالبين وزارة التغير المناخي والبيئة بتحديد مسافات حماية لا يسمح للصياد بالاقتراب منها لضمان استدامة المشدات، على ألا تقل عن 250 متراً، والتنسيق مع السلطات المحلية المختصة لوضع الضوابط وتحديد المخالفات.
وتفصيلاً، أعلنت وزارة التغير المناخي والبيئة، الأسبوع الماضي، عن مبادرة لإنشاء مشدات للصيد المستدام في مناطق قريبة من سواحل الدولة، بهدف رفع نسبة المخزون السمكي في تلك المناطق، وتقريب المسافات على الصيادين خلال رحلة الصيد، لتخفيف العبء المالي لكلفة رحلة الصيد.
وذكر وزير التغير المناخي والبيئة، الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، أن «الوزارة تنفذ هذه المبادرة على مرحلتين، بدأت الأولى الشهر الجاري، وتستمر لمدة شهرين، ويتم بموجبها إنزال 150 كهفاً اصطناعياً مقابل سواحل عجمان، وعدد مماثل من الكهوف مقابل سواحل إمارة أم القيوين، في حين ستشمل المرحلة الثانية إنزال 600 كهف ومشد صناعي مقابل سواحل رأس الخيمة والمنطقة الشرقية في بداية العام المقبل».
فيما اعتبر رئيس الاتحاد التعاوني لصيادي الأسماك في الدولة، علي محمد المنصوري «إطلاق هذه المشدات الصناعية فرصة للأسماك الكبيرة لوضع البيض، وستكون هذه المشدات جامعة للأحياء البحرية المختلفة وبيئة خصبة لتكاثر الأسماك».
وأضاف: «ستتخذ القواقع والأحياء البحرية من هذه المشدات ملاذات آمنة للتكاثر، كما أنها ستحقق بيئة حاضنة للأسماك الصغيرة والأنواع المهددة بالانقراض، مثل الشعري والصافي العربي».
من جهته، قال نائب رئيس جمعيات الصيادين في الساحل الشرقي نائب رئيس لجنة الصيد في الفجيرة، سليمان الخديم، إن «المشدات البحرية إذا كانت قريبة من السواحل ستوفر على الصيادين كلفة التشغيل واستهلاك الوقود، الأمر الذي ينعكس بالتبعية على أسعار الأسماك في الأسواق بصورة إيجابية لمصلحة المستهلكين».
وأكد أن «الصيد في المناطق المجاورة للمشدات يعني توفير كميات دائمة من الأسماك في فترات التقلبات الجوية، التي تحول دون تمكن الصيادين من ارتياد البحر، فالأماكن القريبة من الساحل يمكن للصياد الذهاب إليها دون مخاطرة».
وشدد الخديم على أن «من الضروري تحديد مسافات آمنة حول المشد لا يتجاوزها الصيادون، ففي الساحل الشرقي حددت السلطات المحلية مسافة 250 متراً حول المشد من الاتجاهات كافة، لأن ذلك يعطي فرصة لتكاثر الأسماك، ومن ثم ينبغي تعميمها على مستوى المشدات المزمع تنفيذها، فحماية المشدات أمر ضروري لإنجاح المشروع».
وأكد عضو جمعية الصيادين في إمارة دبي، سيف الشامسي، أن مشروع المشدات المستدامة سيفيد كثيراً، خصوصاً في أشهر الصيف، التي تذهب فيها الأسماك إلى الأعماق البعيدة، بينما بوجودها بالقرب من السواحل حالياً، فإنها توفر بيئة مثلى لحماية الأسماك».
وطالب بضرورة أن ترعى الوزارة مشروع إنشاء مشدات مدعومة للصيادين، على غرار الدعم المباشر الذي يحصلون عليه لمحركات الصيد، فمن الممكن أن يستثمر كل صياد بالتعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة مبلغاً من ماله، لقاء تأسيس مشد صناعي (مساحة 2500 متر مربع في المياه)، على أن توفر الوزارة دعماً مالياً لنصف الكلفة.
ونبه الشامسي إلى أن «الصيادين يستخدمون أجهزة مسح لمساحات تحت الماء، ستمكنهم من معرفة أماكن المشدات، ومن ثم تثبيت إحداثياتها الجغرافية لديهم، ومن ثم تبدأ رحلة أخرى من استنزاف أسماك المشدات، وتالياً ينبغي فرض مسافات أمان من قبل الجهات المعنية لا يجوز للصياد الاقتراب منها نحو المشد».