روبنسون: تنمية الابتكار مهمة أساسية للمدارس العصرية
أكد خبير التعليم والإبداع السير كين روبنسون، ضرروة قيام المدارس العصرية بتنمية الروح الابتكارية والإبداعية لدى الطلبة، كهدف أساسي للعملية التعليمية، مشيراً إلى أن المدارس التقليدية تمتلك تصوراً محدوداً حول قدرات العقل البشري وإمكاناته، وطالب بوضع البرامج التعليمية التي تساعد على اكتشاف موهبة كل طالب، وتنميتها بما يتناسب مع متطلبات العصر.
تشجيع الطلاب على المبادرة يرى خبير التعليم والإبداع السير كين روبنسون، أن المدارس لن تبدع ما لم تشجع الطلاب على المبادرة، وتحفزهم على المخاطرة وعدم الخوف من ارتكاب الأخطاء. ويؤكد أن التربية ليست بحاجة إلى إصلاح فقط، بل إلى تحويل جذري، ومفتاح التغيير ليس نمط التعليم، بل تخصيصه وتفصيله على قدر كل طالب، وبناء أسس الإنجاز والإعجاز والإبداع والإشعاع بعد اكتشاف موهبة كل طفل، ووضع كل الطلاب وكل المتعلمين في بيئات تَعلُّم تمكنهم من استثمار قدراتهم ودوافعهم الداخلية ورغباتهم الذاتية، ذلك أن الإبداع لا يقل أهمية عن محو الأمية. |
جاء ذلك، خلال جلسة بعنوان «هل تقضي مدارس اليوم على الابتكار»، ضمن فعاليات اليوم الأول للقمة الحكومية 2015.
وأوضح روبنسون أن الطفل في المدرسة يمتلك الكثير من الإمكانات والقدرات وحب الاستطلاع والتعرف إلى العالم من حوله، ولكنه يفقد هذه الميزة حين ينخرط في الدراسة التي تغرس لديه فكرة أن الخطأ مرفوض، وتؤثر سلباً في غريزة الإقدام لديه، والقضاء على مكامن الإبداع والابتكار تدريجياً.
وأكد أن النظام التربوي يواجه الكثير من التحديات أمام التطور البشري، ولم تتمكن المجتمعات والحكومات، من رفع تلك التحديات وتقليصها إلا من خلال الارتقاء بالقدرات الابتكارية، فينبغي تعديل النظم التعليمية وبناؤها على أسس الخيال والابتكار والإبداع، حيث أن الخيال يمثل قدرة الشخص على التفكير المتعمق، والتنبؤ بالأشياء التي قد تحدث في المستقبل، فيما يمثل الابتكار الترجمة الواقعية للخيال الفكري لدى الإنسان.
وأفاد بأن وجود البرامج الابداعية وحدها لا تكفي لبناء أجيال تحاكي الابتكار والإبداع، بل تحتاج المدارس أيضاً إلى أشخاص متخصصين، يتمتعون بعقول وأفكار ابتكارية تستطيع تطبيق تلك البرامج وفق وسائل تتلائم ومهارات وقدرات الطلبة.
وأضاف أن الابتكار يشكل مرتكزاً أساساً في بناء أجيال المستقبل، ليصبح لديهم وسائل متجددة تجابه التحديات، وتتماشى مع الثورة التكنولوجية، وتواكب المتغيرات المتسارعة في قطاع التعليم عالمياً، فينبغي أن تعمل المدارس على التطوير المستمر للابتكار ووسائله التي تعزز الحصول على مخرجات الابتكار والإبداع.
وأكد أن الابتكار جزء لا يتجزأ من نمو الإنسان ويشكل ميزة أساسية في تكوين شخصيتة، ولا يمكن تطويره إلا بالتطوير المستمر للبرامج المدرسية، بحيث تخاطب عقول الطلبة بمفاهيم جديدة تعزز مهاراتهم وقدراتهم الفكرية، مؤكداً أن الأطفال لديهم القدرات الابتكارية، ولكنهم في حاجة دائمة إلى من يكتشف وينمي تلك القدارت ويوظفها بالشكل الصحيح وفق الميول الإبداعية للطالب، ودمجها في مسارات التقدم العلمي الحديث.
وشدد على أهمية تعليم الأطفال بما يغذي التفكير والمهارات الفردية لديهم، شريطة الاستمرار في عملية تطوير الابتكار، واكتشاف المهارات وتوظيفها داخل المدرسة وخارجها، واستحداث برامج ووسائل تشدد على مجالات تعليمية متنوعة مثل الرياضيات والعلوم واللغة والفن والأدب والثقافة.
واستعرض روبنسون عدداً من التجارب التي أظهرت اختلاف الفكر البشري والمهارات الابداعية والفروق الفردية بين شخص وآخر، مستعيناً بعدد من النماذج في بعض دول العالم.
وأضاف أنه «علينا تعليم أطفالنا وتنمية مهارة الإبداع كما نعلمهم مهارة القراءة والكتابة، لتجهيزهم لمستقبل لا نعلمه لكنهم سيعيشونه، لم تعد نظم التعليم الحالية مجدية لجيل يعيش عصر المعرفة والابتكار، حيث إنها وضعت منذ ما يقرب من 200 سنة لتخدم الصناعة، ولهذا فإنك كلما ارتقيت دراسياً وجدت علوم النظام التعليمي منصبة أكثر ناحية العلوم التي تخدم الصناعة، سواء كانت مباشرة كالهندسة والعلوم التجريبية أو غير مباشرة كالاقتصاد والتجارة، في حين أننا بحاجة إلى مناهج مصممة حسب تنوع مواهب وقدرات كل طفل، مناهج تنظر إلى الرياضة والفن والخيال بأهمية الفيزياء والرياضيات والكيمياء نفسها.