السحر والشعوذة يطرقان كرة القدم من الأبواب الخلفية

السحر والشعوذة يطرقان كرة القدم من الأبواب الخلفية

قسم: » بواسطة adams - 29 نوفمبر 2024

عدد من دو ل إفريقيا السمراء تخصصت في تصدير السحرة والمشعوذين لملاعب كرة القدم.أرشيفية 

 

بات السحر والشعوذة يمثلان كياناً مهماً من تكوينات العديد من الفرق والمنتخبات الكروية في معظم أنحاء العالم، فمع انطلاق كل نسخة جديدة من بطولة الأمم الإفريقية يتفنن الأفارقة في اختراع تعويذات جـديدة وتمائـم حظ يتفاءلون بها، قناعة منهم بأنها ستساعد فرقهم على الفوز بأهم بطولة في القارة السـمراء في كرة القدم. لكن الظاهرة تخف كثيراً في مونديال كأس العالم وأمم أوروبا، ويقتصر الأمر فيهما على التوقعات المعروفة حاليا بالمراهنات. 

 

وتُعين بعض المنتخبات الإفريقية ما يسمى بـ«الحكماء» الذين يسافرون مع الفريق من أجل مساعدتهم في البطولة عن طريق أعمال السحر والشعوذة، ومن أشهر هذه الدول الإفريقية مالي ونيجيريا وبوركينا فاسو وغانا والكاميرون والكونغو وتوغو وكوت ديفوار وزامبيا.

 

وعلى الرغم من قرار الاتحاد الإفريقي بمنع هذه الأساليب فقد تحايلت بعض المنتخبات على هذا القرار، حيث يتفق عادة مسؤولو هذه المنتخبات مع السحرة والمشعوذين من أجل السفر للدولة المضيفة للبطولة الإفريقية قبل انطلاق المنافسات بفترة لاستقبال الفريق عند وصوله.

 

وفي بطولة أمم إفريقيا الأخيرة في غانا توعد بعض المشعوذين والسحرة بإيقاف أخطر مهاجمي الخصوم من أجل فوز منتخب بلادهم بهذه البطولة،  وهؤلاء في الغالب إيفواريون وكاميرونيون ونيجيريون. ويتبارى كبار المسؤولين الأفارقة ورجال الأعمال بعرض مبالغ طائلة على هؤلاء السحرة والمشعوذين لابتكار تمائم جديدة تؤثر في الخصوم ونجومهم وتساعدهم على الفوز. والمثير في الأمر أنه على الرغم من كل دجلهم ذهبت البطولة في النهاية إلى المنتخب المصري. 

 

سر الطفل الغيني 
ويعد المنتخب الغيني أشهر من عرف بقيامه باستخدام السحر والشعوذة، عندما استعان مدرب المنتخب الغيني الفرنسي روبير نوزاريه بطفل عمره 10 سنوات اسمه «أمادو أوريباري»، ويلازم هذا الطفل «الأمهق» الفريق بصورة دائمة في التدريبات ويشاهد المباريات عن قرب.

 

ويتفاءل كل فرد في المنتخب الغيني بهذا الطفل، ولا يدلي أي واحد منهم بأية تصريحات عن هذا الطفل الذي يعتبرونه تميمة الفوز الخاصة والقوة السحرية السرية للفريق.

 

ويشاهد هذا الطفل في كل تدريبات المنتخب الغيني، حيث يفضل اللعب مع نجم المنتخب الغيني باسكال فيندونو، ويحب تحديه واللعب أمامه في تدريبات الفريق.

 

ورفض المدرب الفرنسي نوزاريه الحديث عن هذا الطفل الذي يعمل والده في صباغة الملابس، وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن والد الطفل يبيع تمائم وتعويذات من أجل فوز المنتخب الغيني بالبطولة.

 

عدوى متنقلة
وانتقلت ظاهرة السحر والشعوذة إلى الملاعب الإماراتية عبر اللاعبين الأفارقة، أو السحرة الذين بدأوا ينقلون أنشطتهم إلى دول الخليج.

 

ويحاول بعضهم تفسير تلك الظاهرة على أنها قناعات بالتفاؤل والتشاؤم،  لكنها في الأصل مواقف تدل على تدخل السحر بصورة مباشرة في نشاط كرة القدم.

 

وشوهد لاعب في الموسم الماضي بالدوري الإماراتي يحمل «قارورة مياه» يقوم بتفريغها داخل المرمى قبل انطلاقة المباراة.

 

ويؤكد إداري بارز أن فريقه تعرض لأعمال سحر وشعوذة قبل مباراة مهمة مع أحد الفرق المنافسة، حيث ظهرت حالات الترهل والإسهال على لاعبيه بشكل واضح عقب إجراء عملية الإحماء وخسروا المباراة بنتيجة كبيرة.

 

ويتواجد داخل البلاد أعداد غير قليلة من السحرة سواء من الدول الإفريقية أو الدول المجاورة يحاولون التأثير في بعض اللاعبين والإداريين من أجل إقناعهم باللجوء لأعمال السحر والشعوذة لتحقيق  الفوز في جميع المباريات والنيل من منافسيهم.   

ضرار بالهول: الظاهرة موجودة.. ولا داعي للمكابرة 
قال عضو مجلس ادارة نادي النصر ضرار بالهول، إن ظاهرة السحر والشعوذة موجودة بالفعل في الرياضة الإماراتية بشكل عام وكرة القدم على وجه الخصوص، متحدياً في الوقت نفسه من ينكر عدم وجود مثل هذه الأمور في ملاعبنا.

 

وأضاف «علينا أن نتحلٌّى بالشجاعة عند مناقشة هذه القضية ونصدق مع  أنفسنا بالقول بإنها موجودة في الملاعب الإماراتية ولابد من التدخل السريع لعلاجها، بدلا من المكابرة والعناد». وأضاف بالهول: «هناك لاعبون وإداريون يمارسون مثل هذه الأنواع من السحر والشعوذة ومعرفون في الكثير من الأندية ليس في هذه الايام فقط، ولكن منذ وقت طويل، والبعض الآخر يدعي انه يمارس السحر للتأثير نفسيا ومعنويا في الفريق المنافس».

 

مضيفاً «هناك لاعب بأحد اندية الدولة قد تم ضبطه عن طريق اداري الفريق خلال معسكره الخارجي بأوروبا يمارس هذه الأعمال داخل غرفته، واصطحب معه بعض الملابس التي اعتقد أنها ستساعد على تطبيق مفعول السحر».

 

وقال «ظاهرة السحر والشعوذة موجودة بالفعل لغياب الثقافة الرياضية عند بعض اللاعبين الذين يؤمنون بمعتقادات خاطئة ضد الواقع والدين، ولابد أن نهتم أكثر بثقيف هؤلاء اللاعبين».

 

عادل عبدالله: لاعبو الإمارات بريئون 
دافع لاعب خط وسط نادي الشباب عادل عبدالله عن اتهام بعض لاعبي الإمارات باللجوء لأعمال السحر والشعوذة. 

 

وقال «مثل هذه الأمور قدمت إلينا من الخارج، ولا اعتقد أن لاعبا أو إداريا في الدوري الإماراتي يؤمن بمثل هذه الأمور»، وتابع «لعبت لسنوات طويلة، وما شاهدت واقعة بعيني داخل أرض الملعب يمكن أن أستند إليها في توجيه الاتهامات لأحد أو الاعتراف بأن الملاعب الإمــاراتية قد دخلها السحر والشعوذة».  

 

محفوظ صالح: ضعيف الشخصية يسقط ضحية للمشعوذين 
ربط استشاري الطب النفسي رئيس مستشفى الأمل السابق بدبي الدكتور محفوظ صالح الوقوع في المشكلات التي قد يتعرض لها الشخص في حياته الشخصية باللجوء إلى السحرة والدجالين، وقال صالح: «في الغالب يلجأ الشخص لأعمال السحر والشعوذة، عندما يتعرض لمشكلة لا يقوى على معالجتها».

 

وتابع صالح «هذه القناعات ليس لها علاقة بالأمور الدينية، ولكنها قد تحدث من قبيل المصادفة، حينما يقتنع الشخص بأن قيامه ببعض الأمور قد يزيد من رزقه أو يحسن علاقاته مع الآخرين».

 

وأضاف الدكتور صالح: «قد تبدأ القناعات بالتفاؤل والتشاؤم عندما يؤمن الشخص على سبيل المثال بأن ارتداء ملابس ما قد يجلب اليه المال او الحظ، وقد تتطور الامور بعد ذالك للقناعة بالسحر والشعوذة».

 
مانشيتات قد يهمك