«شيخة» تؤرّخ بطولات شهداء الإمارات
«سفيرة أبناء الشهداء».. لقب نالته الفتاة، شيخة سليمان عبدالله العبري، ذات الـ14 ربيعاً، من متابعي أنشطتها المتنوّعة على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تهدف إلى تكريم شهداء الوطن البواسل، وتخليد أسمائهم، من خلال سرد مقتطفات من حياتهم، وتأريخ بطولاتهم.
شيخة العبري «كل واحد من شهدائنا في اليمن هو صورة مكرّرة لأبي الذي استشهد في 2002». |
تمثّلت أهم مبادرات (شيخة)، ابنة شهيد الوطن، الملازم أول طيار سليمان العبري، في إنشائها حساباً خاصاً بشهداء الإمارات على موقع «إنستغرام» يهتم، حسب قولها، بنشر صور ومعلومات وقصص عن أهم المحطات في حياتهم، إضافة إلى نشر أي أخبار، أو إجراءات رسمية، متعلقة بشهداء الوطن وذويهم.
وأضافت (شيخة) لـ«الإمارات اليوم»: «على الرغم من كوني لم أرَ والدي البطل، الذي استشهد في 2002، وكان عمري وقتها عاماً واحداً، إلا أني أشعر دوماً بأنه موجود معنا، وهذا الشعور غرسته أمي داخلي أنا وشقيقي (عبدالله)، منذ أن بدأنا ندرك الأمور، إذ لم يمر يوم من دون أن تتحدث فيه معنا عن أبي، وإذا ما اقترف أي منا خطأ، كانت تهدّدنا بأن هذا الأمر سيغضب والدنا منا، وهو تهديد كفيل بإثنائنا عن أي فعل لا تراه أمي صواباً».
وتابعت (شيخة)، التي تدرس في الصف التاسع بمدرسة «أبوظبي الوطنية»:
«أمي علمتنا منذ أن بدأنا الإدراك والسؤال عن والدي، ألّا نحزن على فراقه، بل عزّزت داخلنا الشعور بالفخر والعزّة، لما قدمه والدي الشهيد من تضحية قبل 13 عاماً، حينما أصرّ على أن يضحي بنفسه وحياته في سبيل إنقاذ مئات المدنيين، حين أصيبت طائرته بعطل فني خلال إحدى الطلعات التدريبية، فرفض مغادرتها لإمكانية سقوطها فوق منطقة سكنية، وظل يناور ويحاول جاهداً السير بها، إلى أن سقطت به في منطقة صحراوية، لينال مبتغاه المُشرف».
ولفتت إلى أنها «منذ أن كانت في السابعة من عمرها كانت تسأل وتجمع كل المعلومات والذكريات الخاصة بوالدها، وتصغي دوماً لكل ما يُحكى عنه من أمها وجدها وجدتها، حتى بات لديها مخزون كبير من المعلومات عن والدها، جعله أشبه ما يكون بمرجع أسري عنه».
وقالت (شيخة): «حين بدأت العملية العسكرية الإماراتية في اليمن، وجاءنا خبر استشهاد مجموعة من رجال قواتنا المسلحة، شعرت وقتها بأن كل واحد من هؤلاء الشهداء هو صورة مكرّرة لأبي، ووقتها بدأت أفكر في العمل على تخليد ذكراهم، وتأريخ بطولاتهم، مثلما أفعل لأبي تماماً، فنقلت الفكرة إلى أمي، التي شجعتني وساعدتني كثيراً على التنفيذ، فأنشأت صفحة على موقع (إنستغرام) في 19 أغسطس الماضي، تحت إشراف وإدارة والدتي، عبّرت فيه عن اعتزازي باستشهاد والدي وشهداء قواتنا البواسل، وبدأت مع والدتي في جمع كل الأخبار والصور والقصص والإجراءات التي تخصّ الشهداء أو أسرهم، ووقتها وجدت نسب المتابعة ترتفع بشكل لم أتوقعه، إذ وصلت حتى الآن إلى نحو 10 آلاف متابع ومتفاعل مع الصفحة».
وعن الأسباب التي دفعت المتابعين لوصفها بـ«سفيرة أبناء الشهداء»، قالت (شيخة): «هناك احتياج فعلي إلى وجود من يمثل أبناء الشهداء في جميع المحافل».