مدارس مهجورة تتحول إلى«منازل رعب»

مدارس مهجورة تتحول إلى«منازل رعب»

قسم: » بواسطة adams - 29 نوفمبر 2024

ينظر كثيرون من أهالي بني ياس بريبة الى المدارس المهجورة في منطقتهم، بعدما حولتها الشائعات الى «بيوت للجن»، وجعلها غياب الرقابة موضعاً للشبهات، ومكباً للنفايات.

وفيما تعتبر منطقة أبوظبي التعليمية أنها أخلت مسؤوليتها بعدما سلمت المدارس المهجورة إلى بلدية أبوظبي لمباشرة أعمال الهدم والبناء منذ ثلاث سنوات، تؤكد البلدية أنها أجرت أعمال صيانة لـ140 مدرسة على مستوى الامارة، لا تندرج مدارس بني ياس المهجورة ضمنها، موضحة أنها أعادتها الى المنطقة منذ عام ،2005 وفقاً لمكاتبات بين الطرفين.

إهمال

وشكا محمد الرميثي، وهو أحد سكان بني ياس، من أن «المدارس المهجورة الباقية على حالها منذ أكثر من ثلاث سنوات، باتت مصدر إزعاج لسكان المنطقة المحيطة، بعدما تحولت مكباً للنفايات ومرتعاً للأعمال المشبوهة».

وقال إن «دوريات شرطة بني ياس تحوم حولها صباح مساء، والجميع يعلم أنها مواقع يسهل استخدامها لممارسة أي أعمال غير مشروعة».

ويكشف حمد سلطان لـ«الإمارات اليوم» أن «محتويات المدارس المهجورة في بني ياس من متبقيات الأثاث والنوافذ وأجهزة التبريد تعرضت كلها للسرقة على فترات متباعدة، دون مساءلة من أحد».

ويضيف أن المدارس، وعددها ثمانٍ، تحولت الى مكبات للنفايات في ظل إهمال الجهات المعنية لها، متسائلاً عما يمنع البلدية من مخاطبة شركات جمع وترحيل النفايات للمرور بها، بدلاً من تركها للقطط والفئران والحشرات.

أما أم حمد، وهي من سكان المنطقة أيضاً، فأعربت عن استغرابها من تحول المدارس المهجورة الى مسرح للشعوذة والخرافات، موضحة أن «بعض السكان يزعمون أنهم رأوا أشياء غريبة في داخلها. ومن ذلك، زعم امرأة من سكان المنطقة أنها رأت حماتها المتوفاة منذ أكثر من 10 سنوات خارجة منها».

وتلفت أم أحمد الى أن هذه القصص تتسلل الى عقول الأطفال، مشكلة مصدر رعب لهم، خصوصاً بعد غروب الشمس. وتابعت أن غالبية أبناء بني ياس من الاطفال يتخوفون من السير بجانب المدارس في المساء، مطالبة بالإسراع في هدمها.

تسلّم وتأكيد

وأفاد رئيس قسم الأبنية المدرسية في منطقة أبوظبي التعليمية، نبيل الحاج، بأن المدارس المذكورة في منطقتي بني ياس شرق وغرب ستهدم، وسيقام بدلاً منها أبنية مدرسية جديدة.

وقال لـ«الإمارات اليوم» إن لدى منطقة ابوظبي التعليميمة خطط إحلال للأبنية التعليمية المتهالكة وفقاً لاستراتيجية تركز على حصرها أولاً، ثم التعرف إلى أسباب عدم صلاحيتها، مضيفاً أن التقارير الفنية بعدم الصلاحية ترسل الى بلدية ابوظبي مع إخطار بإتمام عملية إخلائها من شاغليها، وبدورها تسند البلدية عمليات الهدم إلى مقاولين وتدرج التشييد الجديد في موازناتها المالية.

وحول سياسة البناء التي تطبقها منطقة أبوظبي التعليمية، قال الحاج إن مشروعات المدارس الجديدة تنفذ بحسب الكثافة الطلابية، ووفقاً لأرقى المواصفات العالمية. لكنه أكد أن عمليات الهدم والبناء من اختصاص البلدية، لافتاً الى انحصار دور منطقة أبوظبي التعليمية في إقرار عدم الصلاحية، والإيعاز بالحاجة الى مدارس جديدة.

وقال إن لكل مبنى تعليمي عمره الافتراضي، وبدراسة حالته الانشائية وخضوعه لاختبارات معمارية تحدد صلاحيته من عدمها. وفي ما يخص مدرستي زيد بن ثابت وابن كثير في منطقة بني ياس، فقد تقرر إعادة بنائهما من جديد.

إهدار للمال العام

وقال المهندس في منطقة أبوظبي التعليمية، حمد اليافعي، إن جميع المدارس المذكورة في منطقة بني ياس غير صالحة للدراسة منذ ثلاث سنوات، مؤكداً تسليمها الى بلدية أبوظبي منذ ذلك التاريخ؛ لأن المبالغ التي ستصرف على صيانتها ستكون إهداراً للمال العام. وأفاد بأن المدارس شيدت منذ السبعينات بنظام بنائي قديم وأسقفها غير خرسانية ومصنوعة من الاسبستوس، كما ان غالبيتها صغير الحجم، ومواقعها الجغرافية الحالية لا تخدم المحيطين بها.

وقال اليافعي إن على منطقة ابوظبي التعليمة أن توفر البديل للطلاب قبل أن تقرر انتهاء العمر الافتراضي لمدرستهم، مضيفاً أنه تم فعلاً إنشاء ما يقارب 20 مدرسة متفرقة جديدة في مناطق بني ياس والشامخة والفلاح والشوامخ وضواحيها لاستيعاب الكثافة الطلابية قبل اتخاذ قرار اغلاق المدارس.

البلدية تنفي

قالت مديرة إدارة الصيانة والتشغيل في بلدية أبوظبي، المهندسة إيمان المرزوقي، إن الادارة تجري أعمال الصيانة اللازمة لـ143 مدرسة في أبوظبي بالتنسيق مع مجلس أبوظبي للتعليم ومنطقة ابوظبي التعليمية، مشيرة الى وجود نظام الكتروني حديث يحتوي على كل البيانات المطلوبة لصيانة المدارس على مستوى الإمارة.

وقالت إن هناك مدارس في منطقة بني ياس وجرن يافور حذفت من على النظام ضمن اتفاقات الصيانة لعام 2004 وعام 2005 بناء على رسائل متبادلة بين منطقة أبوظبي التعليمية وبلدية أبوظبي.

ونفت مديرة إدارة الصيانة تسلم بلدية أبوظبي المدارس المهجورة في بني ياس، وقالت انه لم يرد الى البلدية مكاتبات أو تعليمات من المنطقة التعليمية أو جهات أخرى تحث على صيانة المدارس المذكورة، مضيفة أن الموافقة على هدم مدارس، أو إنشائها، من اختصاص جهات حكومية أخرى، أما دور البلدية فينحصر في إجراء أعمال الصيانة وفقاً لاتفاقات الأطراف ذات العلاقة.

المدارس المهجورة
مدرسة ابن كثير للتعليم الأساسي، ومدرسة زيد بن ثابت للبنين، ومدرسة جرن يافور الواقعة في الوثبة جنوب، مقابل الدفاع المدني، شارع 42 وهناك مدرسة منزوعة الاسم في المنطقة نفسها، الى جانب مدارس أخرى مهجورة داخل منطقة بني ياس شرق أو غرب، أزيلت لوحاتها، ما حال دون معرفة أسمائها.

مانشيتات قد يهمك