بالفيديو: موقف إنساني على نقطة تفتيش تابعة لشرطة دبي
كلاهما في خط الدفاع الأول، الطرف الأول يضم شرطيين بالإدارة العامة للمرور يقضيان ساعات طويلة في نقطة تفتيش حيوية، يدققان بكل دأب على كل سيارة وعابر لضمان التزم الجميع بالإجراءات الاحترازية من عدوى فيروس كورونا كوفيد 19.
والطرف الثاني طبيبة شابة قضت ساعات طويلة في عملها بالمستشفى كفرد في فريق يضم جميع الطوابق الطبية المعنية بمكافحة الفيروس، وعائدة في طريقها إلى المنزل في الواحدة صباحاً بعد يوم مرهق.
جمعتهم الظروف في موقف إنساني بنقطة التفتيش المحورية على شارع الوحدة في الاتجاه المؤدي إلى إمارة الشارقة بعد مركز الملا بلازا التجاري، انتهى بدموع استثنائية لم تستطع الطبيبة السيطرة عليها، حين عبر الشرطيان بشكل تلقائي عن تقديرهما البالغ لدور زميلتهم في الخطوط الأمامية بتحية عسكرية لا إرادية دون سابق معرفة بها.
“الإمارات اليوم” تجولت ميدانياً في نقطة التفتيش التي شهدت الواقعة والتقت الشرطيين بطلي الواقعة، للاستفسار عن دوافعهما، خصوصاً بعد تأثر عشرات الآلاف من أفراد المجتمع إنسانياً مع الواقعة بعد روايتها من قبل الطبيبة لـ”الصحيفة”
يقول رقيب أول عماد نبيل محمد إنه كان على رأس عمله برفقة زميله شرطي جاسم محمد سليمان في نقطة التفتيش بشارع الوحدة، خلال فترة المناوبة الليلية، حين مرت عليهما الطبيبة عائشة سلطانة، لافتاً إلى أنه استوقف السيارة كإجراء روتيني يتخذه مع كل السيارات التي تتحرك خلال فترة تقييد الحركة التي تمتد من العاشرة مساء وحتى السادسة صباحاً.
ويضيف أنه عادة حين يرى طبيباً في السيارة يرتدي المعطف المميز للأطباء لا يوقفه، إذ من الوارد أن يكون في مهمة طارئة، لذا نحرص على عدم عرقلة طريقه أو تعطيله.
ويشير إلى أن الطبيبة كانت ترتدي معطف الأطباء وحين أوقف السيارة بادرت من تلقاء نفسها بالبحث عن هويتها لإبرازها، لافتاً إلى أنه وزميله بادرا بإلقاء التحية عليها تقديراً لدورها، فنحن نمثل سوياً خط الدفاع الأول وندرك حجم التحديات التي تواجهها الطواقم الطبية.
ويتابع أنه لم يتخيل إطلاقاً رد فعل الطبيبة، أو تفاعل أفراد المجتمع مع الواقعة، فهو في النهاية يعمل وفق منظومة وضعها القائد العام لشرطة دبي الفريق عبدالله خليفة المري ترتكز إلى التعامل الإنساني مع أفراد المجتمع بمختلف فئاتهم، إذ يمثل رجال الشرطة خط التماس مع الجمهور في الشارع.
من جهته قال زميله الشرطي جاسم محمد سليمان إن العالم كله يثمن دور الأطباء في مواجهة فيروس كورونا، وما فعلناه رد فعل لم نفكر به تقديراً لطبيبة شابة عائدة إلى منزلها في الواحدة صباحاً، معرباً عن تقديره البالغ لموقف الطبيبة التي اتصلت به وشكرته على تصرفه.
وقال سليمان إن رجال الشرطة يواجهون مواقف مختلفة ويتعاملون مع فئات متنوعة من أفراد المجتمع، لكن باستراتيجية واحدة أساسها الود والاحترام، وفي ظل هذه الظروف نتصرف بتلقائية بحسب ما يقتضيه الموقف وهذا ما حدث مع الطبيبة.
وكانت الطبيبة عائشة سلطان قالت لـ الإمارات اليوم” إنها خريجة حديثة لكن التحقت بفرق العمل في الخطوط الأولى المعنية بمكافحة فيروس “كورونا “كوفيد 19، لافتة إلى أن تصرف الشرطيين معها أعجزها عن الرد، وشعرت أن هذه أفضل مكافأة يمكن أن تتلقاها لعملها.
وشرحت أنها كانت في طريق عودتها إلى المنزل، حين تم استيقافها في نقطة تفتيش، فأخبرت الشرطيان أنها طبيبة ثم استدارت لإحضار بطاقة العمل والهوية، وحين أدارت رأسها فوجئت بهما يوجهان إليها التحية العسكرية، فلم تتمالك نفسها وتساقطت دموعها.
وأضافت أنها كانت تشعر بالتعب والإرهاق بعد يوم طويل من العمل، لكن تبددت كل تلك المشاعر، وأحست بطاقة إيجابية، مؤكدة أن لا شيء أفضل من الشعور بأن هناك من يقدر عملك، وهذه اللفتة الطيبة كان لها تأثير رائع وتعكس قيمة هذا الوطن العظيم.