«أبوظبي للتعليم» يفتتح أول مكتبة مدرسية لأصحاب الهمم
افتتح مجلس أبوظبي للتعليم أول مكتبة مدرسية لأصحاب الهمم المكفوفين، بمدرسة الدهماء للتعليم الثانوي بالعين. وتوفر المكتبة أكثر من 110 وسائل تعليمية مسموعة وملموسة ومقروءة بلغة برايل، للمكفوفين، وذلك في إطار دعم المجلس للطلبة وتوفير خدمات تعليمية تناسب احتياجاتهم وظروفهم الصحية.
وتضمن افتتاح المكتبة الإعلان عن الحقيبة التعليمية التدريبية للغة برايل، التي صممها المجلس كوسيلة تعليمية تساعد في تعليم لغة برايل وتستهدف ذوي الطلبة وحالات ضعف البصر التي حولت لكف بصر، والمعلمين والمعلمات الراغبين في تعليم لغة برايل، حيث تُعد وسيلة مهمة للتعليم في المراحل الأولى للكفيف، إضافة إلى أنها تساعد ذويه في دعمه ومساندته في القراءة والكتابة. وتضم المكتبة أركانا عدة لأصحاب الهمم المكفوفين، منها ركن الحاسوب الناطق، لمساعدتهم على تصفح الحاسوب، وتحميل مكتبة إلكترونية لمجموعة من الكتب في مختلف المجالات، ومساعدة الكفيف على الاعتماد على نفسه دون مساعدة من الآخرين.
دعم أكاديمي أكد مجلس أبوظبي للتعليم أن مدارس أبوظبي قادرة على التعامل مع ما يزيد على 12 نوعاً مختلفاً من أصحاب الهمم، منها ضعف السمع والبصر والتوحد، والإعاقة العقلية، والحركية، والاضطرابات السلوكية، مشيراً إلى أنه طور برامج جديدة تواكب أحدث النظم العالمية في مجال دمج الطلبة، أصحاب الهمم، عن طريق توفير الدعم اللازم لهم داخل فصولهم، سواء عبر إمدادهم بالأجهزة المساندة أو المعلمين المتخصصين المؤهلين للتعامل معهم، إضافة إلى التوسع في إنشاء غرف المصادر المتخصصة في أغلب مدارس إمارة أبوظبي، وإنشاء فصول تربية خاصة لتدريس فئات محددة من الطلبة داخل المدارس العادية، مثل فئة الصم. |
وهناك ركن الوحدة السمعية، الذي يحقق مبدأ الدمج والتشاركية مع الطلبة المبصرين، حيث يتم الاستماع من خلال الوحدة لمجموعة من الإسطوانات التعليمية لموضوع محدد في الوقت نفسه وتجرى مناقشة بينهم على أهم نقاط الموضوع، إضافة إلى ركن الكتب والقصص الثقافية المطبوعة بلغة برايل. وأكد المجلس أن مكتبة مدرسة الدهماء للمكفوفين، تُعد فرصة ثمينة يؤكد من خلالها حقوق أصحاب الهمم، وسعيه نحو تحسين مهاراتهم وتنمية شعورهم بالثقة، مشيراً إلى أن المبادرة تقدم أفضل الفرص لأصحاب الهمم، خصوصاً في هذه المرحلة التي تشهد تطوراً ونهضةً مستمرة في كل قطاعات الحياة، وما يطرأ على العالم من تحولات سريعة في أنماط الحياة والتعليم والتدريب وحاجة أصحاب الهمم لمواكبة هذه التطورات.
وأكدت رئيس فريق خدمات التربية الخاصة بمكتب العين التعليمي، فاطمة أحمد الكعبي، أهمية مكتبة المكفوفين لدعم حقهم في القراءة وإبراز مواهبهم القرائية والشعرية وتسليط الضوء عليها. بدورها، طالبت مسؤول تطوير جودة التربية الخاصة، أميرة الخليفي، بتعميم فكرة المكتبة على مدارس مجلس أبوظبي للتعليم التي تضم طلاباً مكفوفين لإنجاح فكرة الدمج المكاني والاجتماعي والأكاديمي، حتى يشعر الطالب بأن له الحقوق والممارسات نفسها التي يتمتع بها زملاؤه المبصرون، مشيرة إلى أن أصحاب الهمم من المكفوفين يظهرون مواهب وقدرات مميزة، أبرزتها فعاليات «أبوظبي تقرأ»، التي أظهرت مواهبهم في الشعر والكتابة.
من جانبه، أكد اختصاصي التربية الخاصة بمدرسة الدهماء وصاحب فكرة مكتبة المكفوفين، أشرف مصطفى، أن الهدف من المكتبة هو دمج المكفوفين في المجتمع المدرسي والتركيز على الجوانب القرائية، وما يتمتع به المكفوفون من قدرات ومواهب قرائية وتدعيمها والعمل على إثرائها وتدعيم ذويهم ومشاركتهم لأبنائهم في القراءة، ما يكون له الأثر الإيجابي الواضح حول ارتفاع المستوى الأكاديمي والنفسي والمعرفي.