بوراشد «صقر إذاعــي».. يهوى القراءة والفروسية والسباحــة
في مجالس الشيوخ والمواطنين، كان يجلس الصبي عبدالله، مستمعاً عن نهم، مراقباً عن كثب لأداء الكبار في إدارة الأحاديث، يجول بخاطره لينغمس في مشكلات الناس، لم يكن الآخرون يدركون أن هذه المجالس ستكون مرحلة الإعداد لواحد من ألمع إعلاميي الإمارات «بوراشد»، الذي يعد برنامجه «بث مباشر» طقساً صباحياً لمعظم الذين يعيشون على أرض الدولة.
أسرة تتكون أسرة الإعلامي عبدالله راشد بن خصيف من ستة أبناء أكبرهم راشد أنهى الثانوية العامة والتحق بالخدمة الوطنية، ويطمح إلى إكمال دراسته في الجامعة الأميركية بالشارقة في تخصص إدارة أعمال، ومحمد (آخر سنة دراسة)، وكنة أول ثانوي 15 عاماً، وفاطمة (13 عاماً)، وعمار وأسماء. |
ولد عبدالله راشد بن خصيف، في عجمان وعاش فيها حتى المرحلة الابتدائية، ثم انتقل إلى مدرسة خالد بن الوليد العسكرية في الشارقة، وبعد انتهائه من الثانوية، لحق بزملائه الذين سبقوه إلى العمل في شرطة أبوظبي، ولكن بعد ثلاثة أشهر من عمله توفي والده، فكان عليه أن يتحمل مسؤولية أسرته باعتباره أكبر أفرادها، ولعل هذا التحول في مسار حياته، كان تمهيداً لمرحلة جديدة في حياته وهي مجال الإعلام، الذي كان شغوفاً به منذ صغره حد الولع.
ولكن في الجانب الآخر بعيداً عن حياته العملية، فإن لـ «بوراشد» هوايات عدة أبرزها صيد الصقور، والقراءة وركوب الخيل وصيد الأسماك والتصوير والسباحة، لافتاً إلى أنه يحرص بشكل دائم على ممارسة السباحة، كما أن له عادات خاصة بعيداً عن الدوام، وعلى رأسها قضاء أطول فترة ممكنة مع الأبناء، ومتابعة أحوالهم الدراسية والتنزه معهم في العطلات الرسمية أو الخاصة، كما يحرص خلال الإجازة السنوية على السفر مع الأسرة إلى فرنسا كونها الدولة المفضلة لديه.
وتفصيلاً، يقول «بوراشد»، لـ «الإمارات اليوم»: «في صباي كنت أحضر مجالس الشيوخ والمواطنين، بصحبة والدي الذي كان يرافق المغفور له بإذن الله، الشيخ راشد بن حميد النعيمي، بصفته مستشاراً له، وقد اكتسبت من خلالها خبرات وتجارب حياتيه عدة، ومن مخالطة من هم أكبر مني سناً، تعلمت قصص الماضي وتراث الآباء والأجداد، والعادات والتقاليد العربية الأصيلة، التي تتنقل من خلال المجالس إلى أبناء الجيل الجديد».
وتابع: «عقب وفاة والدي وتركي العمل في شرطة أبوظبي، قررت الالتحاق باستديوهات عجمان التي تم افتتاحها في عام 1986، وقدمت طلباً إلى مديرها، وتم تعييني موظفاً فنياً قبل أن أنتقل إلى قسم المونتاج والتسجيل، ومنه إلى العمل مساعد مخرج ثم مخرجاً، وبعد 10 سنوات تقريباً تم إطلاق قناة تلفزيون عجمان، فقررت الاتجاه إلى مجال إعداد البرامج وإخراجها، وكانت البداية برنامج (خفايا)، الذي شاء القدر أن تتوفى مقدمته بعد الحلقة الأولى، وكان لابد من استمراره فوقع عليّ الاختيار لتقديمه وبالفعل سجلت الحلقات الـ 15 التي كانت متبقيه منه، وسبقت هذه المحطة في حياتي الانتقال إلى الإذاعة على الهواء مباشرة، من خلال برنامج قرية التراث».
وأضاف «بوراشد»: «بعد افتتاح إذاعة الرابعة والناس اقترح رئيس مجلس إدارة الاستديوهات عبدالله مراد، فكرة تقديمي برنامجاً صباحياً يناقش قضايا ومشكلات المجتمع، وأثناء تقديمي لإحدى الحلقات اتصلت مواطنة تشكو حالها وتطلب مساعدة المسؤولين وأخذت في البكاء، وتلقيت بعدها عدداً هائلاً من المكالمات الهاتفية من مسؤولين ومتبرعين عرضوا مساعدتها، ونتيجة لذلك سلك البرنامج مساراً آخر، فأصبح منبراً لطرح وحل مشكلات الناس وتلبية احتياجاتهم».
وذكر: «فتحت حساباً مصرفياً باسم البرنامج تجاوز رصيده حالياً المليون درهم لتقديم المساعدات الطارئة للحالات الإنسانية والمرضية وتوفير أدوية ومعدات طبية للمرضى، ويحرص أهل الخير على التبرع لهذا الحساب بهدف مساعدة أكبر عدد من الحالات التي ترد إلى البرنامج».
وقال:«أعتز بإشادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بالبرنامج خلال إحدى الجلسات الرمضانية عام 2004، كما أعتز بتكريم صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للبرنامج».
وأكمل «بوراشد»: «البرامج أحدثت نقلة نوعية في تقديم الخدمات للجمهور وإيصال شكاواهم للمسؤولين، فضلاً عن تطوير الجهات الحكومية من خلال طرح نقاط الضعف في دوائرهم وأهمية معالجتها»، مضيفاً: «لأن البرامج قناة تواصل مفتوح بين أفراد المجتمع والمسؤولين، كان من واجبي أن أكون متزناً في التعاطي مع الملاحظات والشكاوى التي تطرح عليّ بشكل يومي وألا أنجر خلف مشاعري في الحكم على ما أسمعه».
وأكد: «الدولة حريصة على تطوير خدماتها وتقديم أرقى الخدمات للجمهور، وبرامج البث المباشر شريك في التطوير، خصوصاً أنه في حال قصور أي جهة عن تقديم خدمات متكاملة للجمهور يحق لنا التواصل مع مسؤوليها وإيصال الشكوى لهم، ويرجع ذلك إلى الشفافية الكبيرة التي يتمتع بها الإعلام في الدولة»، مشيراً إلى أن في كل لقاءات أصحاب السمو حكام الإمارات مع الإعلاميين يوصون بإفساح المجال للناس بتقديم شكاواهم على الهواء.
وقال إن سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان، يقدم له دعماً لا محدود على الصعيدين الشخصي والعملي، لافتاً إلى أن سموه بالنسبة له أخ وصديق، حيث كبر وتربّى معه منذ الصغر وقضى معه فترة الطفولة.
وشدّد على أن إعلام الإمارات يتسم بالشفافية والحرية وعدم وجود قيود معينة بالنسبة للموضوعات التي تنشر أو تتناول في مختلف وسائل الاعلام وهي الإذاعة والتلفزيون والصحافة، لافتاً إلى أن الاعلام في دولة الإمارات وصل إلى مرحلة راقية من خلال توجيه نقد بناء للمسؤولين وايصال شكاوى الناس إلى المسؤول مباشرة، فضلاً عن استجابة المسؤول المباشرة مع القضايا التي ترد إليه من وسائل الإعلام المختلفة (الصحافة والإذاعة).
وأضاف أنه يتعين على الإعلامي والصحافي أن يراعي الأطراف جميعها عند طرحه لقضية معينة، لافتاً إلى أنه يحرص على التواصل الدائم مع المسؤولين في مختلف مناطق الدولة بحكم عمله وصداقته مع عدد من المسؤولين، مؤكداً حرص المسؤولين على التواصل مع البرنامج مع طرح أي مشكلة معنية بدوائرهم أو مؤسساتهم الحكومية.
وأشار إلى أن له طقوساً خاصة بعيداً عن الدوام، وعلى رأسها قضاء أطول فترة ممكنة مع الأبناء ومتابعة أحوالهم الدراسية والتنزه معهم في العطلات، مضيفاً أنه يحرص خلال الإجازة السنوية على السفر مع الأسرة إلى فرنسا كونها الدولة المفضلة إليهم، لافتاً إلى أنه يحرص في إجازة نهاية الأسبوع على ممارسة عدد من الهوايات منها القراءة وركوب الخيل وصيد الأسماك والتصوير والسباحة والصيد بالصقور، لافتاً إلى أنه يحرص بشكل دائم على ممارسة السباحة كونها من الرياضات التي تتسم بتحريك كل عضلة في الجسم وتعيد النشاط إليه.