قاتل «وديمة» حرم ابنتيه من التـعليم
قالت إدارة مدرسة السعادة النموذجية في دبي، التي كانت تدرس فيها الطفلة المواطنة «وديمة» (ثماني سنوات) التي توفيت قبل نحو ثلاثة أشهر، بسبب المعاملة السيئة التي لقيتها على يد والدها وعشيقته، بحسب تحقيقات أولية أجرتها شرطة دبي، إنها طالبت المتهم بقتل ابنته، حمد سعود، خلال شهري يناير وفبراير الماضيين، بإحضار الطفلة، وشقيقتها التي تصغرها بعام واحد، إلى مدرستهما، أو نقلهما إلى مدرسة قريبة من سكنه، لتفادي فصلهما، بسبب تخلفهما عن الدراسة منذ نهاية نوفمبر الماضي، لكنه لم يستجب لندائها، وفقاً لمساعد مديرة المدرسة مريم الجزيري.
وتابعت الجزيري لـ«الإمارات اليوم»: «بعد استنفاد كل الطرق والوسائل لإعادة الطالبتين إلى مقاعد الدراسة، رفعت المدرسة في 11 مارس الماضي تقريراً إلى منطقة دبي التعليمية، نعلمها فيه بانقطاع الطالبتين عن الدراسة، وخاطبت المنطقة بدورها مؤسسة دبي لرعاية المرأة والطفولة، لكنها رفضت التدخل».
وكانت شرطة دبي أعلنت الخميس الماضي، القبض على رجل قتل ابنته بعد تعذيبها وشقيقتها، بمشاركة امرأة ارتبط بها بعلاقة غير شرعية، ثم دفنها في منطقة رملية مهجورة بين دبي والشارقة، وبدأت النيابة من حينها التحقيق في الواقعة مع المتهمين المحبوسين على ذمة القضية.
ووفقاً لتقرير الطب الجنائي الخاص بتشريح جثة الطفلة، فقد مرّ على دفنها ما بين شهرين وثلاثة أشهر.
وفي التفاصيل، ذكرت مساعد مديرة مدرسة السعادة النموذجية مريم الجزيري، أن «وديمة تخلفت عن الدراسة منذ نهاية الفصل الدراسي الأول في نوفمبر الماضي». وكانت المحكمة قضت بالحضانة للجدّة (والدة المتهم) في نوفمبر الماضي، بعدما كانت الطفلتان مع والدتهما منذ طلاقها من أبيهما في عام .2006
«نيابة دبي» تعود «ميرة»
زار وفد من النيابة العامة في دبي أمس، الطفلة «ميرة» شقيقة الضحية «وديمة» في مستشفى لطيفة، للاطمئنان على صحتها وحالتها النفسية، إثر الظروف القاسية التي مرت بها من تعذيب وإهانة نفسية وجسدية. والتقى الوفد الذي ترأسه رئيس نيابة الأسرة والأحداث المستشار محمد رستم بوعبدالله، بحضور رئيس نيابة مساعد شهاب أحمد، ورئيس قسم الاتصال المجتمعي طارق إبراهيم سيف، ورئيس قسم الرعاية الاجتماعية صنعاء العجماني، والباحثة النفسية خديجة الميدور، حيث تبادلوا معها أطراف الحديث واطمأنوا على حالتها النفسية، وقدموا لها بعض الألعاب والهدايا، رغبة منهم في التخفيف عنها. |
وأوضحت أن الطالبتين «وديمة» في الصف الثالث الابتدائي، و«ميرة» في الصف الأول، كانتا مثالا في التهذيب والسلوك والنظافة والنظام، لافتة إلى أن «وديمة» كانت تستوعب دروسها سريعاً بشهادة مدرساتها، ولم تشهد المدرسة منها أي حالة غياب، أو مشكلة سلوكية.
وتابعت أن والدتها وذويها كانوا يتابعون حالة الطالبتين باستمرار، وعندما كانت المدرسة تطلبهم، كانوا يسارعون إلى الحضور إليها، مؤكدة اهتمام الأم البالغ بابنتيها.
وبحسب الجزيري، فمنذ نهاية نوفمبر الماضي بدأت الطالبتان التغيب عن المدرسة، وكان الفصل الأول للدراسة على نهايته، ولم نتصل كإدارة مدرسة بذوي الطالبتين للسؤال عنهما، بسبب الأجواء الاحتفالية بمناسبة ذكرى الاتحاد في الثاني من ديسمبر، إذ إن «كثيراً من الطالبات كنّ يتغيبن عن المدرسة في تلك الفترة».
وأضافت: «بعد عيد الاتحاد، وتحديداً في الـ4 من ديسمبر الماضي، حضر الأب (المتهم) إلى المدرسة برفقة الطفلتين، وأخبرنا بأن حضانتهما انتقلت إلى والدته (جدتهما) منذ نوفمبر، طالباً منّا التواصل معه فيما يخصهما، وكان هذا هو الحضور الأول والأخير له إلى المدرسة، وكذلك لم تحضر الطفلتان إطلاقاً بعد ذلك.
ولفتت إلى أنه منذ منتصف ديسمبر بدأت الإجازة، فلم نستغرب عدم حضورهما، لأن الامتحانات منتهية من قبل عيد الاتحاد، لكن بعد الإجازة نصف السنوية، لم تحضر الطالبتان إلى المدرسة كذلك، وبعد مرور أسبوعين اتصلنا بوالدتهما، فأكدت عدم معرفتها بما حدث لهما، كون طليقها حصل على حضانتهما.
وأشارت الجزيري إلى أن الطالبتين لم تكونا تتخلفان عن الدراسة قبل ذلك إطلاقاً، منذ التحاقهما بمدرستهما.
وقالت إن «المدرسة سألت والد الطفلتين، عن سبب غياب الطفلتين، فادعى أنه تعرض لحادث مروري، وانكسرت رجله، ما منعه من توصيلهما إلى المدرسة، خصوصا أنه يسكن في بر دبي، ومدرسة السعادة في ديرة. ونظراً لمصلحة الطالبتين فقد اقترحت عليه نقلهما إلى مدرسة في بر دبي، لتكون أقرب إلى مقر سكنه، فوافق على ذلك، مع أن ألفاظه كانت غير لائقة، ولم يكن مهذباً في الحديث».
وتابعت: «طلبنا منه الحصول على (لا مانع) من مدرسة حصة بنت المر في بر دبي، ثم إيصاله إلينا كي ننهي إجراءات النقل، لكن لم نجد جواباً منه، مع أن اتصالاتنا به كانت متكررة وشبه يومية، خلال شهري يناير وفبراير، ومع الإلحاح أخبرنا بأنه حصل على الموافقة من مدرسة حصة بنت المر، وسيحضرها لنا خلال أيام تمهيداً لإتمام إجراءات النقل الرسمي، فطلبت منه أن يحضر الطفلتين معه لوداعهما، لكون مدرساتهما اشتقن إليهما، لكنه لم يفعل، ولم يعد يجيب عن اتصالاتنا المتكررة، ما اضطرنا لإعداد «إخطار غياب» والاتصال بوالدة الأب، كون الحضانة عندها، لكنها لم تكن تجيب على اتصالاتنا، فاتصلنا بوالدة الأم التي أخبرتنا بأنها لا تعلم شيئاً عنهما».
وتابعت: «عندما استنفدنا كل الطرق والوسائل لإعادة الطالبتين إلى مقاعد الدراسة، ارتأينا في 11 مارس الماضي رفع تقرير إلى منطقة دبي التعليمية خاص بدراسة حالة انقطاع طالبات عن المدرسة، وتابع الموضوع هناك قسم الإرشاد الطلابي، وقد اتخذت المنطقة الإجراءات اللازمة كافة، حيث تواصلت مع مؤسسة المرأة والطفولة في دبي وسلمتهم في مارس الماضي ملفاً كاملاً عن الحالة، لكن جوابهم كان (لسنا مسؤولين، ولا علاقة لنا بهذه القضايا)».
وزارت الجزيري الطفلة «ميرة» في مستشفى لطيفه السبت الماضي، حيث تخضع للعلاج من حروق أصيبت بها جراء تعذيب والدها وعشيقته لها. وقالت الجزيري إن «المدرسات تأثرن بجريمة قتل (وديمة)، فلم نكن نتصوّر أن يكون هذا مصيرها وهي في حضانة والدها».