غرق سعد «القطري» يجسّد بطولة نادرة
جسّد المواطن القطري سعد مبارك عبدالرحمن، الذي ضحّى بحياته لإنقاذ شاب سوري في رأس الخيمة، أول من أمس، قصة بطولة نادرة في الأوساط الاجتماعية في الإمارات، التي تفاعلت بتأثر بالغ مع الحادث، من خلال النقاش حوله في المجالس الشعبية والمنتديات والمواقع الإلكترونية.
وكان عبدالرحمن وصل إلى الدولة يوم الجمعة الماضي، برفقة صديق له بغرض السياحة، إلا أنه توفي غرقاً بعد محاولته إنقاذ المتوفى الشاب السوري (ع .أ ـ 37 عاماً)، ويعمل ممرضاً في رأس الخيمة، بعد أن سقطت مركبته في مياه الخور.
وثمّن إبراهيم عبدالرحمن، شقيق المتوفى القطري، مبادرة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بالتكفل بنقل جثمان الفقيد إلى الدوحة بطائرة خاصة، مشيراً إلى «الاهتمام الكبير من سموّه، ومن المعنيين في دولة الإمارات بالحادث، الأمر الذي خفّف من مصابهم».
وأوضح لـ«الإمارات اليوم» أن «أسرته صدمت بتلقيها خبر وفاة (سعد) غرقاً في رأس الخيمة، لاسيما والدته التي أُصيبت بحالة من الذهول بسبب الفاجعة»، مؤكداً أن «وفاته كانت حدثاً صاعقاً لجميع الأسرة».
وأفاد بأن «شقيقه يعمل موظفاً، وأنه ترك خلفه خمسة أبناء، بينهم طفلان، هما مبارك وعمره عام ونصف العام، وطفلة لم يتجاوز عمرها العام، إضافة إلى ثلاث بنات، تراوح أعمارهن بين 28 و23 عاماً»، ولفت إلى أن «الجهات المعنية في الإمارات تواصلت مع العائلة وأبلغتها بوفاة (سعد)»، منوّهاً بالجهود الكبيرة والحثيثة التي بذلتها أجهزة الإنقاذ في إمارة رأس الخيمة، لإخراج الجثمان من مياه الخور».
وقال إن «الحادث لم يكن متوقعاً، إلا أن مبادرة ومواقف أهل الإمارات لم تكن مفاجئة».
في غضون ذلك، تكفّل صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بنقل جثمان المواطن القطري البالغ من العمر47 عاماً، ووجّـه سموّه بنقل جثمانه على متن طائرة خاصة إلى الدوحة، منوهاً بـ«شجاعته وشهامته العربية الأصيلة، التي دفعته إلى محاولة إنقاذ غريق لا يعرفه، الأمر الذي يؤكد مروءته وتجسيده معاني التكافل والاستعداد لنجدة الآخر، التي تؤكدها القيم العربية».
إلى ذلك، قال مصدر في شرطة رأس الخيمة لـ«الإمارات اليوم» إن «(سعد) كان واقفاً بجانب رصيف الخور برفقة صديقه مبارك، قبل أن يشاهد مركبة تسقط في مياه الميناء، بعد أن انحرفت عن مسارها، فلم يتردد في إلقاء نفسه في المياه لإنقاذ حياة السائق من الغرق».
وأوضح أن «المركبة كانت تطفو على سطح البحر عندما سقطت، وأن (سعد) حاول فتح الباب الأمامي، إلا أنه لم يتمكن، ففتح الباب الخلفي لإخراج السائق من داخل المركبة، ما أدى إلى دخول المياه بشكل سريع إلى داخل المركبة، فسحبته معها».
وتابع أن «المركبة بدأت بالنزول إلى المياه وبداخلها القطري والسوري، وتم توجيه سيارات الإنقاذ البحري والإسعاف إلى مكان الحادث ونزل الغواصون إلى المياه، وأخرجوا الجثتين من داخل المركبة وسحبوا المركبة من المياه».