والـــد الضحـيـة «عبيــــدة»: بأي ذنب قُتل
كشف والد الطفل عبيدة (تسع سنوات ــ أردني)، الذي قتل على يد عاطل (من الجنسية نفسها)، بعد خطفه من أمام كراج والده في المنطقة الصناعية بالشارقة، مساء الجمعة الماضية، أنه في اليوم التالي لاختطاف ابنه توصل إلى مركبة المتهم في دبي، وعندما لم يجده انصرف للبحث عنه، والمفارقة أن جثة ابنه كانت في حقيبة السيارة في هذا التوقيت، حسب ما علم عقب الكشف عن الجريمة.
مدرسة الضحية تنعاه نعت إدارة مدرسة الجيل الجديد في الشارقة طالبها الطفل عبيدة (في الصف الثاني الابتدائي) الذي قتله خاطفه، وتقدمت إدارتها ومعلموها وطلابها بالتعازي والمواساة إلى ذويه، سائلين الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته. وأوضحت المدرسة أن طلبتها تأثروا للطريقة الوحشية التي قتل بها «عبيدة». |
وزارت «الإمارات اليوم» منزل الضحية في المنطقة الصناعية في الشارقة، حيث كانت شقيقته الصغرى (أربع سنوات) تبحث عنه للعب معها، ولكنّ أحداً لم يجبها.
ورفضت أسرة الضحية إقامة سرادق عزاء، وقالت إنها لن تتلقى العزاء إلا بعد أن يقتص القضاء من القاتل، وأضافت أن ما يحزنهم بشدة أن الطفل لم يرتكب ذنباً أو إثماً، وتساءل والده إبراهيم صدقي (صاحب كراج ــ 48 سنة): «بأي ذنب قتل».
وجرت مراسم دفن الفقيد عبيدة، بعد صلاة المغرب في مسجد الصحابة في الشارقة، بعد أن تسلم والده جثمانه من شرطة دبي، عصر أمس.
وقال والد المجني عليه، لـ«الإمارات اليوم»: «أعمل في الإمارات منذ 13 عاماً، وليست لي أي عداوة أو خلافات مع أحد، فأنا رجل مسالم، ولا أحب المشكلات، ولم أتوقع على الإطلاق أن تحدث تلك الكارثة لي».
وأضاف: «تعرفت إلى المتهم قبل شهرين تقريباً، عندما حضر إليّ طالباً إصلاح سيارة، وبعدها أبدى رغبته في شراء سيارة كانت موجودة في الكراج الخاص بي، وأخبرني بأنه لا يملك مالاً حالياً، وسيحاول تدبير المبلغ قريباً».
وأضاف: «في كل مرة حضر فيها المتهم إلى الكراج كان يحاول اللعب مع عبيدة، ويلتقط صوراً له على هاتفه، وكان يردد دائماً أنه يكن له حباً شديداً، وقد اصطحبه إلى سيارته وجلس معه بداخلها مرتين، وفي المرتين كنت أطلب من ابني النزول، لكن لم يكن في اعتقادي مطلقاً ما كان ينويه المتهم».
وتابع الأب: «في يوم الحادث كان المتهم موجوداً في الكراج، وتحديداً عند الساعة السابعة والنصف، فطلبت من عبيدة الصعود إلى الشقة التي تقع في البناية نفسها الكائن بها الكراج، وفجأة انصرف المتهم، وبعد ساعة ونصف الساعة تقريباً عدت إلى المنزل، وعندها سألت زوجتي عنه، فأخبرتني بأنه لم يأتِ، فأسرعت للبحث عنه حول المنزل، وسألت جيراننا الذين اعتاد الذهاب إليهم، لكن دون جدوى».
وتابع: «اتصلت بالمتهم لأسأله عن عبيدة، فوجدت هاتفه مغلقاً، فاتصلت بابن أخيه المقيم في دبي، فأعطاني رقماً آخر له، فاتصلت به فأجاب، وعندما سألته قال لي إنه لا يعلم شيئاً عنه، وعندما طلبت مقابلته أخبرني بأنه سيأتي، وعندما تأخر وتهرّب، وأخبرني بأنه بصحبة فتيات ولن يأتي، ساورني الشك فيه، خصوصاً أنه لم يعد يجيب على اتصالاتي».
وقال الأب: «قدمت بلاغاً إلى الشرطة، وبحثت دورياتها عن عبيدة في المنطقة المحيطة بالمنزل، وفي اليوم التالي حاولت في الصباح البحث مراراً عن المتهم، حتى وصلت إلى مكان توقف سيارته في دبي، وعندما وضعت يدي على مقدمتها، وجدت أنها ساخنة، أي أنه غادرها منذ وقت قليل، وقد علمت لاحقاً أن ابني عبيدة كان موجوداً في حقيبة السيارة الخلفية في ذلك الوقت، أي أنه كان مقتولاً وموجوداً داخل السيارة التي أقف بجوارها».
وأضاف: «بعدها تلقيت اتصالاً من الشرطة لتخبرني بالعثور على جثة عبيدة، وعلمت بعد التعرف إلى الجثة أنه تم القبض على القاتل».
وتساءل: «ماذا جنى ولدي ليقتل؟»، مضيفاً: «ابنتي الصغيرة تسألني عن عبيدة منذ يومين، ولماذا لا يأتي ليلعب معها، ماذا أقول لها؟».
إلى ذلك، قالت والدة الطفل الفقيد عبيدة، إنه لن يجف لها دمع، ولن تقبل عزاءً إلا بعد القصاص وإعدام قاتل ابنها. مضيفة: «ابني كان مصراً على الخروج مع والده في يوم الواقعة، وطلب أكثر من مرة الحصول على (سكوتر)، لكننا رفضنا، خوفاً من تعرضه للإصابة بسببه، والقاتل كان يعد ابني بجلب الهدايا له، لكن لم يحضر له شيئاً».
وتابعت: «أنا مؤمنة بقضاء الله وقدره، لكن الفراق صعب».
بالفيديو.. تشييع جنازة الطفل عبيدة من مسجد الصحابة بالشارقة
تصوير مصطفى القاسمي – أحمد عرديتي