30 طبيب امتياز بلا رواتب منذ 7 أشهر
قال أطباء امتياز مواطنون، عاملون في مستشفيات تابعة لوزارة الصحة، إنهم لم يتقاضوا رواتبهم، على الرغم من مرور نحو سبعة أشهر على تسلمهم مهامهم. وأكدوا لـ«الإمارات اليوم» عدم تسلمهم خطابات تعيين، مع أنهم يعملون يومياً في مختلف أقسام المستشفيات، ويؤدون المهام المناطة بهم كاملة، لافتين إلى أنهم طالبوا الوزارة بمساواتهم مع زملائهم المعينين، خصوصاً أن أطباء الامتياز لا يعملون بلا مقابل، لكنهم لم يتلقوا منها ردّاً.
ومن جانبها، قالت مديرة إدارة الموارد البشرية في وزارة الصحة، العنود سليمان، إن «أصحاب الشكوى خريجون جدد، ولايزالون يتلقون تدريبهم في مستشفيات الوزارة بهدف تأهيلهم للعمل في المستشفيات والمراكز الصحية»، مضيفة أن «فترة التدريب تمتدّ لعام واحد ضمن برنامج الامتياز التدريبي، وهي مرحلة أساسية في المسيرة التعليمية والتدريبية لأي خريج جديد، لتأهيله طبياً وفق أحدث المعايير والممارسات العالمية، وتهيئته لدخول معترك العمل طبيباً متخصصاً واستشارياً».
وتفصيلاً، قالت الطبيبة (ع.أ) إن نحو 30 طبيباً وطبيبة امتياز مواطنين، أنهوا دراسة الطب والتحقوا بوزارة الصحة للعمل في مستشفيات الدولة منذ سبتمبر العام الماضي، ولكنهم لم يحصلوا على أي راتب منذ ذلك التاريخ».
وأكدت أنهم راجعوا وزارة الصحة مرات عدة، لكنهم لم يحصلوا على إجابة أو توضيح، معربة عن أملها أن يجد نداؤهم صدى لدى المسؤولين، بعدما اضطروا الى التواصل مع الإعلام، مضيفة أن عدم حصول هؤلاء الأطباء على خطابات تعيين يفاقم مشكلتهم.
وشكت الطبيبة (ن.ج) من الصعوبات المالية التي يواجهها الطبيب خلال هذه الفترة، مضيفة أنها لا تستطيع الاستمرار في الاعتماد على الأهل بعد حصولها على الشهادة والوظيفة، مطالبة الوزارة بمعالجة مشكلة أطباء الامتياز في أسرع وقت ممكن.
وتابعت: «مادمنا قادرين على أداء المهام التي تسند إلينا، وعلى تحمل مسؤولية وظائفنا، فمن حقنا الحصول على مقابل مالي لما نبذله من جهد» مضيفة: «بعد الجهد والتعب والمثابرة من أجل الحصول على شهادة الطب، نحلم بفرصة عمل في بلادنا توفر لنا دخلاً شهرياً ثابتاً، خصوصاً أن سنة الامتياز ليست مجانية، كما نعلم، فراتب طبيب الامتياز بعد الزيادات الحكومية الأخيرة تجاوز 20 ألف درهم، لكننا منذ التحاقنا بمستشفيات وزارة الصحة لا نرى الزيادة ولا الراتب، فنحن نعمل مجاناً، على الرغم من أننا ملتزمون بالعمل وفق برنامج وجدول كل مستشفى».
وقالت الدكتورة (ع.غ) إن الأشهر السبعة التي انقضت كانت حافلة بالعمل، ومع ذلك لم نحصل على ردّ من الوزارة، كأنها غير معنية بنا». وتابعت: «نأمل ألا يكون هذا هو نهج الوازرة، حتى لا يصبح العمل في مستشفياتها بيئة طاردة للمواطن»، لافتة إلى وجود زملاء وزميلات لها عانوا مثل هذه المشكلة في سنوات سابقة «لكنها لم تستمرّ أكثر من ثلاثة أشهر، في حين مازالت مشكلتنا قائمة، ومازلنا ننتظر حلاً».
وأفاد الطبيب (أ.ع) بـ«وجود سبعة أطباء امتياز مواطنين يعملون في مستشفى القاسمي يعانون المشكلة ذاتها»، مطالباً وزارة الصحة بالمبادرة في صرف الرواتب «خصوصاً أننا نقوم بالمهام المطلوبة منا كأطباء من دون تقصير، ونلتزم بطبيعة الدوام سواء في الليل أو في النهار، من دون كلل أو ملل، لكن المعاناة الحقيقية، والتعب الفعلي الذي ما عدنا نحتمله، العمل بلا رواتب او تعيينات».
وفي المقابل، ذكرت مديرة إدارة الموارد البشرية في وزارة الصحة، العنود سليمان، أن وزارة الصحة تدرب خريجي كليات الطب في عدد من المستشفيات والمراكز الصحية في الدولة لمدة عام، يخضعون خلاله لبرنامج مكثف لتدريبهم وتأهيلهم طبياً وتهيئتهم عملياً لدخول معترك العمل كأطباء متخصصين واستشاريين.
وأضافت: «تدرب الوزارة سنوياً قرابة 100 خريج لتأهيلهم للالتحاق بالمستشفيات والمراكز الصحية التابعة لها، ضمن برنامج (الامتياز)، حيث يتدربون خلال الدورة على أهمّ المهام التشخيصية والعلاجية تحت إشراف طبيب استشاري أو أخصائي، ووفق لوائح وتنظيمات الوزارة»، لافتة الى أنها فترة مهمة ومكملة لدراسة الطب، ولا يعتبر طبيب الامتياز مؤهلاً لممارسة مهنة الطب إلا بعد إتمامه تلك الفترة بنجاح.
وتابعت سليمان أن الوزارة تبذل جهوداً حثيثة ومكثفة لإعداد وتأهيل الكوادر الطبية المواطنة في المجالات الطبية كافة، وفق أحدث المعايير والممارسات المتبعة في هذا الشأن. كما تحرص على تشجيع تلك الكوادر للحصول على مزيد من التدريب في مستشفيات الوزارة، مؤكدة أن قطاع الخدمات الصحي يحظى باهتمام خاص من الحكومة.