تقنيات متطورة في جمارك دبـي لمنع التهريب عبر الأحشاء
أفاد مدير إدارة عمليات المطارات في جمارك دبي، علي المقهوي، بأن الجمارك طبقت تقنيات متطورة للغاية تصل نسبة دقتها إلى 100% لرصد الأجسام الغريبة داخل الأحشاء لدعم مفتشين مؤهلين على قراءة لغة الجسد، مضيفاً أن هناك أنواعاً مختلفة من المواد المحظورة التي ضبطت أخيراً، شملت حيوانات نادرة مثل النمور وثعابين «الأصلة» الضخمة وغزلان مهددة بالانقراض، وكذلك كميات كبيرة من عاج الفيل، إذ أنجزت 850 ضبطية متنوعة خلال النصف الأول من العام الجاري، شملت 112 قضية مخدرات، فضلاً عن ضبطيات أخرى من مواد محظورة ونقود وبطاقات ائتمانية مزورة ومواد وطلاسم تستخدم في السحر والشعوذة.
أساليب جديدة لتهريب المخدرات قال مدير إدارة عمليات المطارات في جمارك دبي علي المقهوي، إن المسافرين المهربين يلجأون إلى وسائل وأساليب متطورة لتهريب المخدرات، منها الملابس الخارجية أو الداخلية، وحقائب السفر واليد، وجيوب الملابس، وحافظات النقود، وعلب السجائر، إضافة إلى التهريب عبر الأحشاء والأطعمة مثل اللوز الذي يتم حشوه بالهيروين. وذكر المقهوي أن الإمارات تعد أول دولة في المنطقة وقعت على اتفاقية «سايتس» التي تحظر تهريب الحيوانات والنباتات النادرة، لافتاً إلى ضبط كميات كبيرة خلال العامين الماضي والجاري من الحيوانات الحية والمحنطة والجلود التي يحظر تهريبها. وأضاف أن الحيوانات التي يتم ضبطها يكون بعضها حياً وأخرى محنطة، مثل الغزلان النادرة المهددة بالانقراض التي تحظى بحماية، وكذلك النمور والثعابين. |
وتفصيلاً، قال مدير إدارة عمليات المطارات في جمارك دبي علي المقهوي، في حوار مع «الإمارات اليوم» إن التهريب عبر الأحشاء من الفنون المبتكرة لدى كثير من عصابات التهريب، إلا أن جمارك دبي طورت مستوى التدريب لمفتشيها بدرجة تسمح لهم بقراءة لغة الجسد لاكتشاف الأشخاص الذين يحملون الممنوعات داخل أحشائهم، لأن هذا يعد من أصعب أنواع التهريب.
وأضاف أنه تم توفير أجهزة وتقنيات متقدمة يمكنها كشف أي أجسام غريبة داخل الأحشاء، لتوفر دعماً إضافياً للمفتشين الذين يمكنهم رصد المشتبه فيهم، وتالياً إخضاعهم للفحص المباشر، ما أسهم في إحباط كثير من العمليات.
وأشار إلى أن جمارك دبي ضبطت عدداً كبيراً من عمليات التهريب عبر الأحشاء خلال العام الماضي، بواسطة مفتشين لديهم قدر كبير من الاحترافية في قراءة لغة الجسد ورصد المشتبه فيهم، خصوصاً المتورطين في هذا النوع من التهريب، موضحاً أن إدارة عمليات المطارات في جمارك دبي تحرص كذلك على متابعة كل التقنيات التي تستحدث في هذا المجال، في ظل استغلال عدد كبير من الأشخاص من جانب عصابات التهريب في حمل هذه السموم.
وأكد أن فريق العمل في مكتب التحقيقات الجمركية للمسافرين توصل من خلال العمل إلى عدد من قضايا التهريب عبر الأحشاء، إذ إن المهرب الذي يستخدم في حمل المخدرات داخل أحشائه، يغرر به من جانب عصابات التهريب في دول عدة من خلال منحه مبالغ زهيدة أو ابتزازه وتهديده بإيذاء أسرته، لافتاً إلى أن العصابات تجبره على الصيام طوال فترة الرحلة التي قد تستغرق ساعات طويلة، فيمنع منعاً باتاً من تناول الطعام والشراب بعد ملء أحشائه بكبسولات المخدرات أو أي أغراض أخرى، حتى لا تنفجر الكبسولات داخله.
وبين أن هذه الكبسولات تحشى بأنواع مختلفة من المخدرات التي تكون على شكل بودرة مثل الهيروين والكوكايين، وهذه أغلى أنواع المخدرات، خصوصاً النقي منها وأكثرها فتكاً، شارحاً أن «الكبسولات تتكون من مادة تشبه البالون حتى لا تتأثر بعصارة المعدة ويجبر المهرب على بلعها أو إدخالها بطريقة أخرى في جسده »، لافتاً إلى أن الخطورة تكمن في احتمالات انفجار الكبسولات، لأن بعض الذين يعدونها لا يتمتعون باحترافية كافية ما يؤدي إلى انفجارها أو تعرضها للتسرب، ما يسبب خطورة بالغة على حياة حاملها تصل إلى الوفاة في كثير من حالات التهريب عبر الأحشاء بسبب تسرب كمية بسيطة من المادة المخدرة وتسمم حاملها.
وأضاف أن الضغوط التي يتعرض لها المهرب في المطارات وخوفه من أن يتم ضبطه تجعله مضطرباً نفسياً لدرجة ربما تتسبب في انفجار الكبسولة أو تسرب محتوياتها، مؤكداً أن هذه وسيلة غير إنسانية وتعكس مدى وحشية هذه العصابات واهتمامها بتحقيق مصالحها فقط، مشيراً إلى أنه على الرغم من صعوبة ضبط هذا النوع من التهريب إلا أن مفتشي جمارك يتمتعون باحترافية بالغة، خصوصاً في ما يتعلق بقراءة لغة الجسد.
وشرح أن من الحالات التي سجلت منذ فترة شخص أثار ريبة مفتش الجمارك، فأبلغ زميلته المفتشة في المطار التي لاحظت حالة المسافر واشتبهت فيه كذلك، فتم وضعه تحت المراقبة الدقيقة من جانب فريق العمل الميداني، لافتاً إلى أنه بمجرد اقتراب المسافر المشتبه فيه من أجهزة التفتيش بعد الانتهاء من مرحلة التدقيق على جوازه، استدعاه المفتشون إلى أجهزة التفتيش وللغرابة الشديدة لم يتم التوصل إلى أي شيء في حقائبه أو ملابسه، لكن أصر المفتش على إخضاعه لجهاز فحص الأحشاء وكانت النتيجة المتوقعة هي اكتشاف أجسام غريبة في أحشائه، واعترف الشخص بمفاجأة كبيرة هي أنه لا يحمل في أمعائه مخدرات مثل المعتاد ولكن مادة أغلى كثيراً وهي الألماس الخام.
وأوضح أن المشتبه فيه أرشد كذلك على زميل له مسافر معه عبر الرحلة نفسها ويحمل بداخله كذلك هذه الأحجار الكريمة التي يشترط لحملها وإدخالها إلى الدولة وجود شهادة معتمدة يطلق عليها «كمبرلي»، إلا أن المهربين اللذين ضبطا عمدا إلى إدخالها بطريقة غير مشروعة، مؤكداً أن نسبة دقة الجهاز الذي يستخدم في فحص المواد المهربة عبر الأحشاء تصل إلى 100%، وبعض الأشخاص الذين يضبطون يكونون أحيانا في حالة إعياء بالغة ويتبين من خلال الكشف الطبي عليهم أن الكبسولات التي يحوزونها بداخلهم تعرضت للتسرب أو الانفجار وكادوا أن يتعرضوا للوفاة.
وقال المقهوي، إن جمارك دبي سجلت 112 ضبطية مخدرات خلال النصف الأول من العام الجاري، اشتملت على عدد من أنواع المخدرات، منها الحشيش والهيروين والترامادول والخشخاش والماريغوانا والأفيون والكريستال والكوكايين وعقاقير مخدرة.
وأضاف أن هذه المخدرات ضبطت مع مسافرين ذكور وإناث قادمين إلى الدولة، ومسافرين ترانزيت ينتمون إلى جنسيات من مختلف قارات العالم، وتم ضبطهم عن طريق التسليم المراقب.
وكشف أن كميات العقاقير المخدرة التي تم ضبطها بلغت 65 كيلوغراماً مقابل 5.3 كيلوغرامات من الكوكايين، وكيلوغرامين من الكريستال الخام وكميات متفاوتة من الأفيون والحشيش والماريغوانا والترامادول.
وحول الفئة العمرية للمهربين المسافرين الذين ضبطوا عبر مطار دبي الدولي خلال النصف الأول من العام الجاري، أوضح المقهوي أن 19 شخصاً من الجنسين أعمارهم من 15 إلى 25 سنة، و47 شخصاً أعمارهم من 26 إلى 35 عاماً، إضافة إلى 28 متهماً تراوح أعمارهم من 36 إلى 45 سنة و12 مهرباً في الفئة العمرية من 46 إلى 55 سنة، وثلاثة أشخاص تراوح أعمارهم بين 56 و65 عاماً، وشخصين يزيد عمرهما على 65 سنة.