«العيادة الذكية» تحذّر مرضى «الهيموفيليا» من الأدوية المسيّلة للدم
شاركت العيادة الذكية التابعة لهيئة الصحة بدبي، في فعاليات اليوم التوعوي بمرض الهيموفيليا (سيولة الدم)، الذي يعد أحد أمراض الدم الوراثية الناتجة عن نقص أحد عوامل التجلط في الدم بحيث لا يتخثر دم المصاب بالمرض بشكل طبيعي، ما يجعله ينزف لمدة أطول، محذرة مرضى الهيموفيليا من تناول الأدوية المسيلة للدم.
وشارك في العيادة الذكية كل من أخصائي أول أمراض الدم في مستشفى دبي، الدكتورة آمنة سالم المهيري، وأخصائي أمراض الدم في مستشفى دبي، الدكتورة هديل محمود عمار.
نصائح للأهالي نصح الأطباء المشاركون في العيادة الذكية الأهالي بضرورة الحصول على الثقافة العامة حول الهيموفيليا وكيفية تقديم المساعدة والدعم للطفل المصاب، والتأكد من عدم تعرض الطفل للسقوط من على المقعد أو السرير أو أثناء اللعب، واستخدام السجاد في المنزل للحد من تأثير السقوط على الأرض، والتأكد من ابعاد الأدوية عن متناول الأطفال. وأوضحوا الإجراءات الضرورية للتعامل مع النزيف لدى أي مصاب بالهيموفيليا، ومنها عدم استخدام القدم المصابة أو تثبيت الذراع المصابة واستخدام الثلج لزيادة انقباض الأوعية الدموية والتخفيف من نزيف الدم من المنطقة المصابة، واستخدام رباط ضاغط حول المفصل المجروح لدعم المفصل والتقليل من سرعة نزيف الدم. |
من جانبه، أكد المدير التنفيذي لمستشفى دبي، الدكتور عبدالرحمن الجسمي، أهمية التوعية بمرض الهيموفيليا واتخاذ الإجراءات اللازمة للكشف المبكر عن المرض ووضع الخطط والبرامج التثقيفية والعلاجية للتعايش معه، وتدريب الكوادر الطبية والتمريضية لتطبيق أفضل الممارسات الطبية في هذا المجال.
ولفت الجسمي خلال اليوم التوعوي، الذي نظمه مستشفى دبي بمناسبة اليوم العالمي للهيموفيليا، إلى الاهتمام الذي توليه هيئة الصحة في دبي للتوعية بمختلف الامراض، بما فيها أمراض النزف الوراثية، خصوصاً الهيموفيليا الذي يعد أحد الأمراض الوراثية النادرة والمزمنة ويصيب حالة واحدة بين كل 10 آلاف مولود عالمياً.
وتضمن برنامج التوعية العديد من المحاضرات العلمية وورش العمل التثقيفية الموجهة الى الكوادر الطبية والتمريضية ومقدمي الرعاية الصحية ومرضى الهيموفيليا وذويهم بشكل عام.
وحذر الأطباء المشاركون في العيادة الذكية، مرضى الهيموفيليا من تناول الأدوية المسيلة للدم مثل البروفين والاسبرين والفولترين والأرفرين، وهي تستخدم عادة لخفض درجة الحرارة وتسكين الألم.
وأكدوا أهمية وجود عامل التخثر في الدم لحماية الجسم من النزيف المستمر وفقد كميات كبيرة من الدم، مشيرين إلى أن التئام الجروح يمر بسلسلة من العمليات تنشط خلالها البروتينات الخاصة بالتخثر وفي نهاية هذه السلسلة تنتج أليافاً تقوي عمل الصفائح الدموية، لتكوين كتلة دموية قادرة على إيقاف النزيف في الوعاء الدموي المصاب الذي يقوم ببناء وتعويض الخلايا التالفة، وتبدأ الكتلة الدموية المؤقتة في التلاشي.
وأوضحوا أن المعدل الطبيعي لعامل التخثر يراوح من 50-100%، فيما يحتاج المرضى ممن تكون لديهم نسبة التخثر أقل من 1% إلى أخذ حقن مستمرة لعامل التخثر بواقع مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً، خصوصاً أن المريض قد يتعرض لعملية النزيف دون سبب، وإذا كانت النسبة بين 1-5% يتوقف اخذ الحقنة على حالة المريض ورأي الطبيب، مشيرين إلى الكلف العالية لهذه الحقن.
وأشار الأطباء إلى أن مرض الهيموفيليا أكثر شيوعاً عند الذكور من الإناث ويمكن اكتشافه عند عملية الختان للذكور أو الدورة الشهرية عند الإناث أو عند خلع الأسنان أو التعرض للجروح حيث تستمر عملية نزيف الدم، كما يمكن الكشف عن المرض من خلال الفحص المخبري أو خلال مرحلة الحبو عند الأطفال وظهور كدمات زرقاء أو نزيف داخل المفاصل.
وأكدوا أن النزف يمكن أن يحدث في أي مكان مثل المخ، والحلق، والأمعاء، أو المثانة والكلى، مشيرين إلى أن أخطر أنواع النزيف الداخلي هو نزيف الدماغ الذي قد يصاحبه إغماء وتشنجات، حيث تتفاوت نسبة نزيف الدم لأسباب عدة منها درجة نقص عامل التخثر، وعمر الشخص المصاب، ومعدل النشاط الحركي للمريض.
وقالوا إن تكرار نزيف المفاصل يؤدي إلى حدوث التهاب في مرحلة ما بعد النزف وضعف في العضلات، وبعد سنوات قليلة يصبح الطفل معاقاً حركياً، وعند سن البلوغ قد يحتاج إلى عملية لتغيير المفاصل ما لم يتلقَ العلاج المناسب.
وأشار الأطباء الى الخدمات التي يقدمها قسم امراض الدم بمستشفى دبي لهذه الفئة من المرضى من خلال تثقيفهم ومتابعة حالاتهم المرضية وتقديم العلاج الطبيعي للمحتاجين لذلك، وتقديم الدعم النفسي والمعنوي لهم ولذويهم وتدريبهم على كيفية أخذ حقن عامل تخثر الدم في المنزل أو العمل أو المدرسة.
ونصح الأطباء المرضى بمزاولة الرياضة بانتظام، وذلك بعد استشارة الطبيب لتحديد نوع الرياضة المناسبة، والمحافظة على سلامة وصحة الفم والأسنان، وذلك لمنع حدوث نزيف، كما نصح الأطباء بأن يلبس الطفل المصاب بالهيموفيليا الخوذة وحزام الأمان ورباطاً واقياً على منطقة الركبة والمرفق.