وفاة 5 مواطنين بحادث مروري في عُمان
توفي خمسة مواطنين إماراتيين من أسرة واحدة (ثلاث نساء ورجلان)، صباح أمس، في حادث تصادم بين ثلاث مركبات في منطقة برهان التابعة لولاية آدم في سلطنة عُمان.
وذكرت شرطة عمان السلطانية، أن الحادث وقع على طريق (آدم – صلالة) في السابعة صباحاً، نتيجة انحراف قائد مركبة الأسرة المواطنة عن مساره، واصطدامه بسيارتين، إحداهما شاحنة كانت قادمة من الجهة المقابلة، ما أدى إلى وفاة المواطنين الخمسة، وإصابة امرأة بإصابات متوسطة.
وأكدت أن «سيارات الإسعاف والدفاع المدني العمانية تحركت الى موقع الحادث فور تلقي بلاغ بوقوعه، وباشرت بإخراج الضحايا، الذين لم ينج منهم سوى زوجة المتوفى أحمد المنهالي، (52 عاماً)، وقد أصيبت بإصابات متوسطة».
وقالت الجهات الشرطية إن «أصغر الضحايا هي الطفلة سلامة، (9 سنوات)، تليها فاطمة (20 سنة)، والثالثة المواطنة وفاء (48 عاماً).
كما أسفر الحادث عن وفاة كل من علي صالح بن ماضي، وأحمد سعد المنهالي (60 عاماً).
وقال ابن المتوفى، محمد أحمد سعد المنهالي، لـ«الإمارات اليوم»: «كان والدي يرغب في الالتحاق بأفراد أسرتي في صلالة لقضاء وقته في هذه الفترة في خريف صلالة بالطائرة، لكنه غيّر رأيه في اللحظة الاخيرة، وقرر الذهاب عن طريق البر»، مضيفاً أنه توجه الى هناك بسيارته، مصطحباً زوجته وشقيقته وابنته، إضافة إلى ابني شقيقيه (فاطمة، 20 عاماً، وعلي، 18 عاماً).
وتابع محمد: «السيارة الأخرى، المرافقة لهم، كان فيها عمي وأسرته، وفي يوم الجمعة عند الثانية فجراً، خرجوا من البيت متجهين إلى صلالة، وقد تلقيت آخر مكالمة من والدي أثناء خروجه من أبوظبي ووصولهم إلى منطقة الختم، الواقعة بين أبوظبي ومدينة العين، وقال لي فيها: «نحن متوكلون على الله، والحافظ الله سبحانه وتعالى».
وأضاف: «حينما وصل والدي إلى منطقة عويفية، أوقف سيارته في محطة البترول للتزود بالوقود، وذهب لكي يتوضأ لصلاة الفجر، وبعد انتهائه من الصلاة والقيادة لمدة تصل إلى قرابة الساعة، فوجئ بالشاحنة التي مرت عليه والتي تسببت في الحادث، وكان عمي خلفه، لكنه تحاشاها في اللحظة الأخيرة».
وقال محمد إن عمه أكد له أن سائق الشاحنة كان يقودها بسرعة جنونية، مردفاً: «هاتفنا عمي صباح الجمعة وأخبرنا بالحادث. كانت فاجعة لنا، لكن لا نقول إلا إنا لله وإنا إليه راجعون، علماً بأن والدي متقيد بالنظام المروري، ولا يسرع أبداً، وكان دائماً يقود مركبته في الطرقات السريعة بسرعة أقل من الحدود المتاحة، ولكن قدر الله وما شاء فعل».
وحول تفاصيل الحادث، قال محمد: «خرج والدي من السيارة مع الكرسي وهو رابط حزام الأمان، وكان في المركبة ستة أشخاص، أما والدتي فقد أصيبت بإصابات بسيطة، وقد نقلت الى مستشفى نزوى، ثم إلى مستشفى توام في العين لتلقي العلاج اللازم، وحالياً حالتها مستقرة». وعزا محمد الحادث، بحسب المعلومات التي أفاد بها عمه ماجد المنهالي، إلى محاولة والده تجاوز مركبة كانت تسير أمامه، إذ فوجئ أثناء ذلك بوجود مركبة أخرى قادمة باتجاهه، الأمر الذي اسفر عن انحراف المركبة عن مسارها وأدى الى اصطدامه بالمركبة القادمة، ومن ثم اصطدامه بشاحنة كانت قادمة من الجهة المقابلة، ما ألحق ضرراً كاملاً بالمركبة وأدى إلى وفاة من فيها على الفور. وأكد أن طيران شرطة عمان السلطانية نقل جثمان المواطنين الخمسة الذين لقوا حتفهم نتيجة الحادث إلى الدولة على متن طائرتين، حملت الأولى جثمان ثلاثة من أفراد الأسرة، ووصلت الى مطار العين مساء أمس الجمعة، وحملت الثانية جثمان شخصين، والمصابة والدتي، مبيناً أنه سيتم تشييع جثمان أفراد الاسرة المتوفين اليوم بعد اكتمال الإجراءات، وسيصلى عليهم في مسجد مقبرة بني ياس، حيث سيكون مثواهم الأخير بعد صلاة العصر. وأفاد محمد بأن خبر وفاة الأسرة وصل في ساعات الصباح البكر من يوم الجمعة، عن طريق شقيق السائق المتوفى، أحمد المنهالي، إذ كان يقود المركبة الثانية خلف مركبة أسرته.
وقال إن والده وجميع أفراد أسرته كانوا في طريقهم إلى مدينة صلالة في سلطنة عمان لقضاء فترة إجازة نهاية الأسبوع، مضيفاً أنه يحتسب والده وأسرته عند الله، راجياً أن يتقبلهم في واسع رحمته.
وأكد إيمانه وإيمان أسرة قبيلة المنهالي بالقضاء والقدر، مشيراً إلى أن العائلة ستتقبل المواساة من الأخوة المواطنين والأصدقاء والمحبين في منزل جده سعد عبدالله المنهالي بمنطقة الشامخة في أبوظبي.
كما أعرب عن حزنه لفقدانه والده وبقية أفراد أسرته، وقال: «كان والدي يحسن معاملة الآخرين، وكل من عرفه كان يحبه ويحترمه كثيراً، وكانت سيرته طيبة مع أفراد مجتمعه».