مستأجرون يشكون عدم التزام مُـلاك بأعمال الصيانة
شكا مستأجرون في أبوظبي من عدم التزام ملاك بنايات يقطنون فيها، بتنفيذ أعمال الصيانة الدورية المنصوص عليها في عقود الإيجار، على الرغم من تسديدهم مستحقات الأجرة السكنية ورسوم الصيانة السنوية كافة، لافتين إلى «توقف أجهزة التكييف في بناياتهم فترات طويلة، ما اضطرهم إلى التوجه إلى المراكز التجارية هرباً من ارتفاع درجات الحرارة».
في المقابل، دعا رئيس لجنة فض المنازعات الإيجازية في أبوظبي محمد راشد النعيمي، السكان المتضررين إلى التوجه الفوري إلى اللجنة لتقديم شكاوى ضد الملاك الذين لا يلتزمون بتنفيذ بنود عقود الإيجار، لاتخاذ الإجراءات القانونية كافة بحق ملاك البنايات المتهربين من أعمال الصيانة، مؤكداً أن «قانون الإيجارات الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، ألزم ملاك البنايات بتنفيذ أعمال الصيانة الدورية والسنوية، وقضى على الكثير من مظاهر الاستغلال والجشع التي تظهر في مجال العقارات السكنية في إمارة أبوظبي»، مؤكداً أن للمستأجرين الحق في تنفيذها واقتطاع تكلفتها من الأجرة.
وتفصيلاً، تقول لينا خليل، من سكان بناية في منطقة الخالدية في أبوظبي «تعطلت أجهزة التكييف المركزي في البناية منذ أربعة أشهر، ما تسبب في معاناة أسرتي صحياً ومعيشياً طوال الفترة الماضية»، مضيفة أنها اضطرت إلى شراء مراوح للاستعاضة بها عن أجهزة التكييف المعطلة على أمل إصلاحها في القريب العاجل.
وتابعت أنه «نتيجة انقطاع التكييف في البناية انتشرت روائح كريهة على المداخل والممرات، وهو ما يهدد بإصابتنا وأطفالنا بأمراض خطيرة»، مشيرة إلى أنها اتصلت بمالك البناية ومسؤول الصيانة ولم تحصل سوى على وعود، ومازالت المشكلة قائمة، لافتة إلى أن «البناية مكونه من 120 شقة وتعود ملكيتها إلى عدد من الورثة الذين يتقاسمون ملكية الشقق بينهم، من دون الانتباه لمشكلات المستأجرين».
وتقول أم مهند من سكان البناية نفسها «أقيم في البناية منذ 10 سنوات تقريباً، وأعاني سنوياً من مشكلة انقطاع التكييف، وغياب الاهتمام بالصيانة الدورية لجميع المرافق الأخرى» مضيفة أنها اشتكت إلى مالك البناية أكثر مرة ولم يستجب لشكواها فاشتكته للمحكمة التي أمرت بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق.
وأكملت أن تعطل أجهزة التكييف يهدد صحة السكان بالإصابة بأمراض تنفسية مزمنة»، لافتة إلى أن «طفلها الصغير يعاني من الربو وتخشى عليه من الإصابة المزمنة نتيجة انتشار الروائح الكريهة في البناية وانعدام الهواء النقي.
وتتهم ربة منزل من سكان بناية أخرى، فضلت عدم ذكر اسمها، مالك العقار الذي تسكن فيه، بعدم الاهتمام بمعاناة السكان والتهرب من تنفيذ التزامات الصيانة الموقعة في عقود الإيجار، على الرغم من حصوله على مستحقاته المالية كافة.
ويشكو سكان إحدى البنايات في شارع النجدة في أبوظبي من المشكلة نفسها، إذ توقفت أجهزة التكييف في البناية التي تضم 180 شقة منذ 10 أيام، واضطر بعضهم إلى قضاء غالبية وقتهم في المراكز التجارية، هرباً من حرارة المكان داخل البناية .
وقال شحاتة ناصر، «توقف التكييف المركزي في البناية منذ نحو 10 أيام، ويعيش السكان في معاناة مأساوية في ظل أجواء حرارة ورطوبة مرتفعة»، مشيراً إلى أن «صاحب البناية وعد بحل المشكلة واستدعاء شركة الصيانة لإصلاح الخلل، لكن المشكلة مازالت قائمة».
ويضيف سامي بيومي ورمضان قرني، من سكان البناية نفسها، أن أسرتيهما تعيشان في مأساة كبيرة منذ أيام عدة بسبب انقطاع التكييف المركزي، إذ تعانيان من ارتفاع الحرارة والرطوبة داخل الشقق، وهو ما يزيد من خطورة تعرض أطفالهما إلى أمراض خطيرة، مشيرين إلى أنهما يضطران إلى اصطحاب عائلتيهما إلى المراكز التجارية حتى ساعة متأخرة من الليل هرباً من حرارة الجو داخل البناية.
من جانبه، أوضح رئيس لجنة فض المنازعات الإيجازية في أبوظبي، محمد راشد النعيمي، أن «المادة السابعة من القانون تلزم المؤجر بأن يتعهد بصيانة العين المؤجرة لتبقى صالحة للانتفاع، وأن ينفذ أثناء مدة الإيجار جميع الترميمات الضرورية دون الترميمات التأجيرية، ما لم يقض الاتفاق بغير ذلك»، ونصت المادة الثامنة على أنه «إذا تأخر المؤجر بعد أعذاره عن القيام بتنفيذ الالتزامات المبينة في المادة السابقة أو في حالة تعذر الاتصال به يجوز للمستأجر أن يحصل على إذن من اللجنة لإجراء ذلك بنفسه، واقتطاع ما أنفقه من الأجرة، وذلك مع عدم الإخلال بحقه في طلب الفسخ أو إنقاص الأجرة بقدر ما نقص من الانتفاع». وشرح أنه في حال عدم التزام المؤجر بأعمال الصيانة، ينفذ المستأجر هذه الأعمال بإذن من القاضي وتستقطع قيمة الصيانة من الأجرة السنوية، على أن يكون للقاضي الاختيار بين عروض الصيانة التي يقدمها المستأجر للجنة.