«الفنر».. مطعم ومتحف مصغر للتراث الإماراتي

«الفنر».. مطعم ومتحف مصغر للتراث الإماراتي

قسم: اخبار العالم » بواسطة adams - 15 ديسمبر 2024

«متحف مصغر للثقافة الإماراتية»، كانت هذه فكرة إنشاء هاشم المرزوقي، إنشاء المطعم الشعبي «الفنر» في الدولة، بهدف تعريف زواره سواء من المقيمين أو السياح بالثقافة المحلية، ورغم أن كثيرين من المقربين له استهانوا بالفكرة إلا أنهم بعدما شاهدوا المشروع على أرض الواقع تغيرت فكرتهم تماماً وأصبحوا من الداعمين لها. وحسب المرزوقي، فقد بدأ بافتتاح مطعم في دبي خلال سبتمبر 2011 لفترة تجريبية استمرت شهراً، قبل أن يفتتحه رسمياً في أكتوبر من العام نفسه وضم 100 موظف، وخلال ثلاث سنوات تمكن من افتتاح ثلاثة فروع (اثنان في دبي) و(الثالث في أبوظبي)، وأصبح لديه 310 موظفين، ويهدف إلى افتتاح فروع على مستوى دول الخليج والعالم في خطة استراتيجية للأعوام 2014 إلى 2017.

تجارة وترفيه

أفاد صاحب سلسلة مطاعم (الفنر)، هاشم المرزوقي، بأنه اتجه إلى التجارة منذ وقت طويل، إذ إنه يعمل في قطاعات عدة، أهمها مصنع الفلين في الشارقة الذي يديره منذ تسع سنوات، وقطاع الميكانيكا للمشروعات التجارية الضخمة، وقطاع المدن الترفيهية منذ 1997، وأسس من خلاله أول شركة على مستوى الدول العربية المتخصصة في إنشاء الملاهي، ونفذ مشروعات منذ عام 2000 في مفاجآت صيف دبي، وعالم فيراري، و«ياس ووترورلد».

قصة

قال صاحب سلسلة مطاعم (الفنر)، هاشم المرزوقي، إن المطعم وضع تصميماً خاصاً للديكور الداخلي للمطعم، بحيث تكون الفروع متشابهة، خصوصاً في المركبة الكلاسيكية في مدخل المطعم، موضحاً أنه طلب تصريحاً خاصاً من هيئة الطرق والمواصلات بإغلاق شارع شاطئ جميرا ليلة كاملة لرفع المركبة وإدخالها عبر النوافذ بواسطة رافعة عملاقة.

وأشار إلى أن المطعم يروي قصصاً كاملة عن الدولة، منها حياة البدو وحياة التجار، وحياة الزوّار.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/10/208451.jpg

وتفصيلاً، روى المرزوقي قصة نجاح «الفنر»، لـ «الإمارات اليوم»، قائلاً إنه «في عام 2010 نشرت (الإمارات اليوم) تقريراً عن غياب المطعم الإماراتي عن مراكز التسوق في الدولة، ومن هنا استوحيت فكرة إنشاء مطعم يكون متحفاً مصغّراً للتراث الإماراتي، لتعريف المواطن والزائر الأجنبي بتاريخ الدولة، وقد حرصت في تصميم المطعم الذي كان أول فروعه في مركز تجاري بدبي، على أدق التفاصيل المتعلقة بالتراث، كي أعرّف زوّار الدولة ودبي خصوصاً بالمطبخ المحلي، خصوصاً أن المأكولات الإماراتية مستمدة من مطابخ عدة، أبرزها الهندي والإيراني».

وأضاف: «معظم المقربين لي استهانوا بالفكرة في البداية، حتى والدي أبدى تحفظاً ووصفها بالمجازفة، إذ إنني تاجر وخبير في الشركات الأخرى، والمطاعم بحاجة إلى إدارة مختلفة، إلا أنني صممت على تنفيذها، وبعد مرور عام على افتتاح الفرع الأول دعوت والدي لزيارة المطعم، وعلّق: لو أنك أخبرتني بالفكرة كما أنجزتها لكنت أول الداعمين».

وتابع: «كثر يعرفون معلومات محدودة عن التراث، وأغلبهم لم يدخل المتحف إلا مرة أو مرتين في حياته، وإذا توجهنا لسؤال الأجانب عن العلم قد يخطئون في ألوانه، ومن واجبنا أن ننشر التراث الإماراتي ونعلمه لأفراد المجتمع».

وأكمل المرزوقي: «بدأت التخطيط ودراسة المشروع لمدة عام ونصف العام، ووضعت ميزانية بقيمة خمسة ملايين درهم، ودرست تاريخ الدولة بكل تفاصيله لمدة ثمانية أشهر، بما في ذلك المباني والتصميم الداخلي للمنازل التاريخية، إضافة إلى المأكولات الشعبية والأواني التي تقدم فيها، كما استغرقت ستة أشهر كاملة في اختبار المأكولات الشعبية التي استمدها من الوصفات العائلية، وتجريبها لمعرفة نسبة نجاحها بين الجمهور»، لافتاً إلى أنه بحث عن أفضل الوصفات العائلية بين أفراد الحي «الفريج» ومن معارفهم لأخذ أفضلها وتجربتها، ومن ثم إضافتها إلى قائمة الأطعمة.

وقال: «بعد أن انتهينا من تجربة المأكولات، انتقلنا لإعدادها بكميات أكبر في المطعم، إلا أن اختلاف الكميات التي نطبخها تسبب في تأخير الافتتاح شهراً كاملاً لنتمكن من تجربتها مرة أخرى».

وأكد أن «الطبخ مختلف عن الأعمال الأخرى، ولا يمكن معاملته كحسبة رياضية أو علم جامد، بل هو خليط من المهارات والأذواق المختلفة بين الأشخاص، ما يجعل إرضاء شريحة كبيرة من الزوار أمراً مستحيلاً، لأن الذوق الإماراتي ومكونات المأكولات تختلف من منزل إلى آخر ومن عائلة لأخرى».

وأضاف أنه «لا توجد معادلة خاطئة أو صحيحة في الطبخ، بل يعتمد على الاختيارات الخاصة، وبعض الأشخاص لا يعجبهم التغيير في النكهة المقدمة، كما أن تحضير الطعام في المنزل يختلف بالتأكيد عن تحضيره في المطعم، وفي الوقت نفسه يختلف حسب الوصفات العائلية».

وأوضح أنه بعد افتتاح أول فرع توقع أن يستقطب الأجانب، لكنه فوجئ أن نسبة الزبائن المواطنين 90%، في حين شكل الأجانب والعرب 10% فقط.

وأكمل المرزوقي، أنه «يهدف منذ بداية المشروع إلى منافسة المطاعم العالمية، ووضع المطبخ الإماراتي في الصدارة كعلامة تجارية، ولذا افتتحت المطعم في مركز تجاري، ولم أفكر في افتتاحه في فيلا، أو محل صغير على أحد الشوارع كالمطاعم الجديدة».

وذكر: «لست طباخاً، بل تاجر في السوق وأريد تسويق المطعم، وإيصال التراث الإماراتي لأكبر عدد من الأشخاص والزوار، إضافة إلى الجيل الجديد من المواطنين»، مؤكداً أن زوار الدولة يبحثون أولاً عن المطاعم المحلية ثم يتجهون إلى المطاعم التي يعرفونها، لأنهم يريدون التعرف إلى الثقافة الإماراتية قبل أي شيء.

وأضاف أن «معظم المطاعم العربية في الدولة تقدم المأكولات اللبنانية، وإن استثنيت من القائمة فلا توجد مطاعم أخرى تقدم المأكولات المحلية، ولذا كان دافعه خوض التحدي»، مشيراً إلى افتقار المراجع الفعلية للتراث الإماراتي وتفاصيله الدقيقة، لكنها محفوظة عند كبار السن في العائلات، والمأكولات الإماراتية محصورة في المطابخ الشعبية التي تقدم أصنافاً محدودة منها، وفيها مأكولات من دول أخرى عربية مثل «المندي».

وأوضح المرزوقي أن المطعم (الفنر) يُعد الأول محلياً في التركيز على المأكولات الشعبية فقط، مضيفاً أنه وضع قواعد للعمل في المطعم، خصوصاً أنه ليس موجوداً في المطعم فترات طويلة، وتهدف هذه القواعد إلى الحفاظ على الجودة في الفروع.

وتابع أنه وضع خطة من 2014 حتى 2017 لافتتاح فروع في مناطق مختلفة من العالم، موضحاً أنه تمكن خلال ثلاث سنوات من افتتاح ثلاثة فروع للمطعم (اثنان في دبي والثالث في أبوظبي)، ويعمل فيها 310 موظفين بعد أن كانوا 100 فقط في أول فرع، ويتم إنشاء أكبر الفروع في مدينة العين ليضم 620 شخصاً. وأكمل أن خطته تشمل افتتاح فروع في دول خليجية، كقطر والسعودية والبحرين، إذ إن دولاً طلبت الحصول على الامتياز لافتتاحه لكنه رفض لأنه يجب أن يكون ملكاً للإمارات، لافتاً إلى أنه يطمح إلى افتتاح فروع المطعم في بريطانيا والولايات المتحدة بحلول 2017.

مانشيتات قد يهمك