تواجه الأمهات، مع الطفل المولود حديثاً، ولا سيما الطفل الاول، مشكلة تتجلى في معرفة حاجة الطفل الى الرضاعة؟ ومتى يشعر بالجوع؟ وهل من الافضل ان تتم جدولة نظامه الغذائي تبعاً للوقت ام الاكتفاء بتلبية حاجاته عند البكاء؟ وهل البكاء هو اول علامات الجوع؟ اسئلة عديدة تطرحها الأم على نفسها وتجيب عنها النظريات الطبية المتنوعة التي ركزت حول هذا الموضوع.
تجمع المراكز الصحية ومنها الاكاديمية الاميركية للاطفال على اهمية ارضاع الطفل تبعاً لحاجاته.
وتفيد الاكاديمية الاميركية في هذا الصدد بوجوب حصول الطفل على فرصة الرضاعة على نحو متكرر وغير مقيد، لما لذلك من فوائد عديدة منها:
-إرضاع الطفل على نحو منتظم يساعد على زيادة نسبة الحليب لدى الأم لأن إفراز الحليب يعتمد على الكمية المستهلكة.
-يخفف حليب الام من إمكانية اصابة الطفل باليرقان.
-إرضاع الطفل بصورة منتظمة يؤدي الى ارتفاع نسبة الدسم في حليب الام كونه يتكاثر بفعل الرضاعة المنتظمة.
-يساعد حليب الأم على زيادة المناعة لدى الطفل وبالتالي يخفف من تعرضه للاصابة بالامراض.
لكن هل تعرفين متى يحتاج طفلك للرضاعة؟ يقوم الطفل عندما يصل الى مرحلة الجوع ببعض الحركات التي تعتبر دليلاً على وصوله هذه المرحلة، وذلك قبل ان يبدأ بالبكاء. و هذا يعني انه عليك متابعة الاشارات التي يصدرها كدلالة على جوعه، لأن الطفل عادة لا يبدأ بالبكاء إلا بعد مرور نصف ساعة على بداية شعوره بالجوع.
يستخدم الطفل عدداً من الاشارات كوسيلة للتعبير عن شعوره بالجوع يمكنك ملاحظتها ومتابعتها بدقة وتتمثل بالآتي:
-ازدياد الحركة.
-القيام بحركات قوية في كل أعضاء الجسم.
-تثبيت الكف على الوجه بقوة.
-تمرير اليد على الوجه على نحو متكرر.
-وضع الكف على الفم، ومص الاصابع، وإصدار أصوات الرضاعة او القيام ببعض الحركات التي يقوم بها اثناء الرضاعة.
اما البكاء فهو آخر الانذارات التي يطلقها طفلك لإعلامك بجوعه، لذا عليك الالتفات الى اهمية مراقبة طفلك والحركات التي يقوم بها حين يكون بحاجة الى الطعام. اما ان كان طفلك من الذين يمارسون هذه الحركات المتشابهة على نحو دائم فهذا سيصعب عليك معرفة وقت الجوع عنده. لكن ملاحظة هذه الحركات باستمرار امر له الكثير من الإيجابيات، لأنه يدل على أن الطفل قادر على التعبير عن حاجاته وانك متمكنة من التواصل معه.
وتعاني بعض الامهات من انعدام القدرة على معرفة دلالة اشارات الجوع التي يقوم بها الطفل، لذا ينصح الاطباء الام في هذه الحالة بإبقاء طفلها الى جانبها كي تتمكن من رؤية حركاته باستمرار والاستجابة الى متطلباته في الوقت المناسب، اما عدم تمكنها من ذلك فيعني انه لا بد من جدولة نظامه الغذائي. والالتزام بتوقيت محدد لاطعام الطفل.
تؤكد الاكاديمية الاميركية للاطفال أن الطفل يحتاج الى الرضاعة في فترة تمتد من ساعتين الى ثلاث ساعات. ولكن هنا تجدر الاشارة الى اهمية تأمين الغذاء غير المقيد والكافي له، واحتساب الوقت منذ بداية الرضاعة لأن بعض الأطفال يحتاجون الى وقت اطول، لا سيما إن كانوا ينامون او يأخذون قسطاً من الراحة اثناء الرضاعة. لذا عليك اعطاء طفلك كل الوقت ليحصل على حاجته من الحليب والغذاء، فهذا سيشعركما سوياً بالارتياح.
باختصار إن للطفل احتياجاته وارادته، وعليك تلبية هذه الاحتياجات ولا سيما الغذائية في الوقت الذي يطلبها فيه، لأن ذلك يؤثر في شخصيته مستقبلياً ويعزز ثقته بنفسه وبقدرته على تحقيق الاهداف. لا يعرف الطفل معنى الصبر، وأن تأجيل تأمين احتياجاته لدقيقة واحدة تعني الأزل بالنسبة له. لذا تذكري ان تلبيتك السريعة لحاجات طفلك ستعزز الثقة بينكما وتعزز قدراته المستقبلية على تحقيق الاهداف، كما ستزيد من صبره حين يكبر.
|