شرطة رأس الخيمة تحل لغز وفاة مواطن بوادي حام في دفتا
تمكنت إدارة التحريات والمباحث الجنائية بالإدارة العامة للعمليات الشرطية في رأس الخيمة، من كشف غموض قضية وفاة المواطن المحامي، أحمد الظنحاني (54 عاما)، قبل أسبوع، والذي عثر على جثته داخل مركبته التي سقطت في أحد الأودية العميقة بمنطقة دفتا جنوب رأس الخيمة، حيث تبين أن الظنحاني لم يلق مصرعه في حادث سير، وإنما قتل بعد أن قررت زوجته التخلص منه بمساعدة شريكين مقابل 110 آلاف درهم.
وتفصيلاً، أوضح مدير عام العمليات الشرطية بالقيادة العامة لشرطة رأس الخيمة، العميد عبدالله خميس الحديدي، أن تفاصيل القضية تعود إلى ورود بلاغ لغرفة العمليات يفيد عن وجود جثة وفاة أحد المواطنين داخل سيارته التي سقطت في وادي حام بمنطقة دفتا جنوب رأس الخيمة.
وأضاف أنه فور تلقي البلاغ، انتقلت كافة الجهات المعنية وذات الاختصاص لموقع الحادث، مشيرا إلى أنه من خلال المعاينة المبدئية للجثة ولمكان الحادث، ثارت الشكوك حول وجود شبه جنائية في الحادث، نتيجة تقييد قدمي المتوفى بـ “إيزار”، حيث تمت إحالة الجثة للطب الشرعي بشرطة رأس الخيمة، لإعداد التقرير الطبي عن الإصابات الموجودة بالجثة، وتحديد سببها، ولتبيان الأسباب الحقيقة للوفاة.
وتابع العميد الحديدي، قام فريق آخر برفع الآثار المتخلفة من مكان الحادث عن طريق فريق مسرح الجريمة وخبراء المختبر الجنائي والبصمة الوراثية، وجاء تقرير الطب الشرعي مفاده بأن المتوفى تعرض لإصابات متعددة نتيجة السقوط في الوادي، منها كسر في الأنف، وسحجات وكدمات متعددة بالرأس وأنحاء متفرقة من الجسم، علاوة على كسرين في العمود الفقري بمنطقة العنق.
وقال إنه مع تكثيف عمليات البحث والتحري وجمع المعلومات، تمكنت الفرق الميدانية المشكلة والمكلفة بمتابعة ملابسات القضية من التوصل إلى معلومات مهمة ومؤكدة، تقود إلى أن الوفاة نتيجة جريمة قتل ويقف خلفها زوجة المتوفى بمشاركة شخصين آخرين.
وأضاف أنه وبعد استكمال جميع المعلومات وتوفر الأدلة الكافية واللازمة لإثبات جريمة القتل، ووصول كافة نتائج وتقارير المختبر الجنائي، ألقي القبض على زوجة المتوفى (ر. أ.ح) مواطنة، وشريكيها (ح.ع.ش) مواطن و(أ.ز) من جنسية دولة آسيوية، ويعمل سائق لدى والد الشريك الأول.
وذكر الحديدي، أنه وبمواجهة زوجة القتيل، اعترفت بقيامها بالتخطيط والتنفيذ لقتل زوجها بمعاونة شريكيها المواطن والآسيوي، وذلك نتيجة الخلافات الزوجية المتعددة والمتراكمة بينهما منذ فترة طويلة، وخاصة وأنها متزوجة منه منذ سنوات ولديها منه عدد من الأبناء، مشيرا إلى أنه نتيجة لتلك الخلافات قررت التخلص منه، وأنها حاولت قتله في مرات سابقة، لكنها لم تنجح في ذلك، لذا قررت الاستعانة بشريكها المواطن لقتل زوجها والتخلص من جثته مقابل دفعها له مبلغ 100 ألف درهم وتكفلها بسداد كافة التزاماته المالية، والذي بدوره قام بالاستعانة بسائق والده الآسيوي مقابل مبلغ 10 آلاف درهم تدفعه له زوجة القتيل.
وأضاف مدير عام العمليات الشرطية، أنه وفي اليوم المحدد لتنفيذ الجريمة، وضعت زوجة المتوفى عددا من الأقراص المنومة التي جلبها لها شريكها الأول في شراب وطعام زوجها لتبقيه في حالة ضعف وعدم قدرة على المقاومة، كما وضعت أبنائها في غرفهم في الطابق العلوي من المنزل، وأغلقت جميع النوافذ والستائر، كما أطفأت جميع الأنوار في المنزل، ومكنت شريكيها من الدخول إلى المنزل عبر أحد الأبواب الجانبية، ودخلا غرفة المتوفى وهو في حالة نوم وانقضا عليه وشل حركته وتكميم فمه لمنعه من الصراخ، فيما قامت الزوجة بدورها بحقنه بحقنة أنسولين، ثم حقنه الشريك المواطن بحقنة أخرى، إلى أن خارت قوى الزوج وتوقف عن الحركة.
وتابع الحديدي، أن الشريكين حملا المتوفى بمساعدة الزوجة ووضعوه في غرفة المجلس، حسب ما كانوا متفقين عليه وإبقائه هناك ليظهروا بأن وفاته طبيعية، إلا أن الزوجة غيرت الاتفاق وطلبت من شريكيها وضعه في إحدى سيارات المتوفى والتي أعدتها لذلك، ومن ثم أخذه والتخلص من جثته بإلقائه من مكان مرتفع في إحدى الأودية العميقة.
وقال مدير عام العمليات الشرطية، إن الشريك المواطن قاد مركبة المغدور بعد أن وضع جثته في المقعد الأمامي بجانب السائق، وقام الشريك الآسيوي بالجلوس في المقعد الخلفي للسيارة إلى أن وصلا إلى مركبة الشريك المواطن ونزل الشريك الآسيوي وقادة مركبة شريكه وصولاً إلى وادي حام بمنطقة دفتا برأس الخيمة، حيث أوقف الشريك المواطن مركبة المتوفى عند حافة الوادي ونزل منها بعد أوضع المركبة في حالة السير على الأمام لتندفع في الوادي وتسقط على الصخور، مسببة العديد من الكسور في جسم المتوفى والتي أدت إلى وفاته المباشرة نتيجة كسرين في العمود الفقري بمنطقة العنق.