تزايد الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً
أفاد اختصاصي الامراض المنقولة جنسيا في دائرة الصحة والخدمات الطبية في دبي، نائب رئيس الاتحاد الدولي للامراض الجنسية لغرب آسيا الدكتور كمال فاعور، بأن «عيادة علاج الامراض المنقولة جنسيا في الدائرة سجلت 600 اصابة جديدة خلال العام قبل الماضي». مشيراً إلى أن «حجم الاصابة أكبر بكثير من هذا العدد».
وأوضح لـ«الإمارات اليوم» أن «النسبة الكبرى من المرضى يخجلون من زيارة الاطباء، أو يتجهون للعلاج في العيادات الخاصة داخل الدولة أو خارجها». مؤكداً أن «الارقام التي تحت أيدينا لا تمثل حجم الاصابة الحقيقي».
وحذر فاعور من «تزايد الاصابات بهذه الامراض في الدولة». مشيرا إلى أن «احدث الإحصاءات كشفت عن زيادة نسبة الاصابة خمسة اضعاف خلال اعوام قليلة». عازيا «هذا التزايد إلى الجهل بالامراض، والخجل من استشارة الاطباء، وتعدد العلاقات الجنسية غير الشرعية».
ولفت إلى أن «أكثر الامراض انتشاراً في الدولة هي السيلان، والزهري، والهربس التناسلي، والثألول الجنسي». مشيرا إلى أن «الوقاية هي السبيل الافضل للحماية من الاصابة بهذه الامراض، خصوصا ان بعضها لا يشفى منه».
5 أضعاف
وفي التفاصيل، قال فاعور إن «مركز البدع الصحي الذي يعد العيادة الرئيسة لاستقبال مصابي الامراض المنقولة جنسيا، يسجل ارتفاعا في اعداد المصابين بهذه الامراض». مشيرا الى انه «سجل خلال الفترة من مايو 2006 الى سبتمبر 2007 نحو 650 اصابة جديدة».
وأوضح ان «معدل الاصابة ارتفع بمقدار خمسة اضعاف في الفترة من العام 1995 الى العام 2003». عازيا هذا التزايد الى «عوامل عدة ابرزها، العلاقات الجنسية غير الشرعية، التي تعد السبب الاول للاصابة بهذا النوع من الامراض».
ولفت الى ان «بعض الامراض الجنسية قاتلة ومعروفة، والبعض الاخر غير قاتل لكن له مضاعفات مرضية خطرة تلازم المصاب في شبابه وكهولته».
4 أمراض
وحدد فاعور اربعة امراض تكثر الاصابة بها في الدولة،أ يتقدمها السيلان، وهو «مرض ينتج عن جرثومة مجهرية وحيدة الخلية تعيش في المسالك البولية، وتبدأ أعراضها بإفراز سائل صديدي أصفر اللون، يصحبه ألم وحرقة عند التبول». مؤكدا أن من مضاعفاته «التهاب الغدد الذكرية مثل البروستاتا، وضيق المجرى البولي».
وخطورة المرض انه «قد يصيب الرجل والمرأة بالعقم والتهاب أعضائهما التناسلية، وأحيانا تهاجم هذه الجرثومة عضلة القلب، والمخ». وخطورة السيلان ايضا ان «المرأة المصابة به لا تشكو من أية أعراض، وقد لا تنتبه إلى أنها مصابة به».
والمرض الثاني يعرف باسم «الزهري، ومعدل الاصابة به أقل من السيلان، لكنه أكثر خطورة منه»، موضحاً أن «جرثومته تنتقل عن طريق الجروح، لذلك فدخولها للجسم صعب، لكن خروجها صعب». لافتا إلى أن «الجرثومة اذا لم تعالج تهاجم الكبد والعظام والدماغ والقلب والشرايين، فتصيب بأورام وشلل وعمى، وفقدان للادراك، وقد ينتهي الامر بالموت بالسكتة القلبية».
والمرض الثالث في الدولة، وفق فاعور، هو الهربس التناسلي، وهو مرض فيروسي معدٍ، وليس له شفاء، اذ يلازم المصاب به طول عمره، ومن مضاعفاته التهاب غشاء المخ، والاجهاض والقلق النفسي».
ولفت إلى أن «المرض الاخير في قائمة الامراض الجنسية الاكثر انتشارا، هو مرض الثألول الجنسي، وسببه فيروس حليمي، وخطورته انه يصيب بسرطان عنق الرحم».
وأوضح فاعور أن «الامراض الجنسية لا تصيب الزوجين الملتزمللن، وانما تأتي من الممارسة الجنسية خارج اطار الزواج». لافتا إلى أن «النساء عادة يصبحن ضحايا سلوكيات خاطئة للزواج، اذ ينقل الأزواج اليهن امراضا أصيبوا بها اثناء علاقات غير شرعية».
الحمامات العامةأكد اختصاصي الامراض المنقولة جنسيا في دائرة الصحة والخدمات الطبية في دبي الدكتور كمال فاعور، ان الامراض الجنسية لا تنتقل عن طريق غرف الفنادق او مقاعد الحمامات العامة مثل حمامات المراكز التجارية أو المساجد. وأشار إلى أن «دراسات عدة أجريت، اثبتت ان مقاعد الحمامات آمنة، ولا تنقل الامراض». مبينة ان «تلك الامراض تنتقل عن طريق الاحتكاك المباشر للاعضاء التناسلية، أو استخدام أدوات ملوثة». وأضاف فاعور أن «مرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز)، ومرض الالتهاب الكبدي الوبائي، يدخلان ضمن نطاق الامراض الجنسية، وهي أمراض خطرة ومزمنة». |
الجهل والسفر
وحدد اختصاصي الامراض المنقولة جنسيا مجموعة من الاسباب لها الدور الاكبر في تزايد الاصابة بالامراض الجنسية «ابرزها ضعف الوازع الديني عند البعض، والفهم الخاطئ للحرية الشخصية، وسهولة التنقل والسفر لدول تنتشر فيها الدعارة».
وأضاف «الجهل بأعراض الامراض الجنسية، وكيفية انتقالها تسهم في زيادة عدد المصابين». كما ان «بعض النساء يصبن بالامراض الجنسية ولا تظهر عليهن الاعراض، ويظن البعض انهن غير مصابات».
وأشار إلى أن «المرضى لا يستشيرون أطباء، وانما يتجهون مباشرة إلى الصيدليات للحصول على الدواء، ما يسهم في زيادة مناعة تلك الامراض ضد الدواء».
واعتبر أن «التأخر في الحصول على الدواء أو استشارة الطبيب، بسبب عامل الخجل، يساعد على تفاقم الاصابة المرضية».
وشرح فاعور سبل الوقاية من الامراض الجنسية والتي تبدأ «بالوقاية من خلال الالتزام بتعاليم الدين، والابتـعاد عن العلاقات الجنسية المحرمة». لافتا الى ان «الاسراع في استشارة طبيب بمجرد الشـك فـي الاصـابـة، يسهم في السيطرة على المرض مبكرا».