شركتان تشتريان بضائع بشيكات من دون رصيد
اتهم تجار شركتين تجاريتين بالاحتيال عليهم، من خلال شراء بضائع بملايين من الدراهم مقابل شيكات من دون رصيد، فيما سجلت شرطة دبي نحو 12 بلاغا ضد صاحبي الشركتين اللتين يقع مقراهما في منطقة القرهود.
وقال مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية العميد خليل إبراهيم المنصوري، إن شرطة دبي التزمت بالإجراءات القانونية اللازمة في هذا النوع من القضايا، وفتحت الباب لتلقي البلاغات، ثم أعدت مذكرة استرداد بشأن المتهمين الهاربين. وأفاد ضحايا بأنهم باعوا منتجات مختلفة لشركتي «غولدن كريست» و«الركن الشرقي» مقابل شيكات، وحين استحق موعد صرفها وجدوها من دون رصيد، فتوجهوا إلى مقر الشركتين لمراجعتهما، لكنهم اكتشفوا هروب صاحبيهما إلى موطنيهما في باكستان والهند.
وفي التفاصيل، قال العميد خليل المنصوري إن البلاغات التي تلقتها شرطة دبي تتضمن شيكات حررها المتهمان من دون رصيد، مقابل بضائع اشتروها من الضحايا ولم يسددوا ثمنها، مؤكدا أن شرطة دبي مستمرة في إجراءاتها، من خلال القنوات المختصة، حتى يضبط المتهمان ويستردا للخضوع للمحاكمة.
وأفاد مدير مركز الراشدية بالإنابة الرائد مبارك محمد الكتبي، بأن الشركتين تقعان متقابلتين في مبنى واحد، وثمة علاقة تربط بين صاحبيهما، وفق إفادات المبلغين، كما أنهما فرا في توقيت واحد، بعدما سحبا بضائع من شركات ومتاجر.
وقال الكتبي إن ستة أشخاص اشتكوا في البداية، لكن العدد زاد أخيرا إلى نحو 12 مبلغا، عازيا �0لك إلى استحقاق موعد الشيكات التي حررها المتهمان وإدراك الضحايا أنها من دون رصيد.
وأشار إلى أنه وفق البلاغات، اشترى صاحبا الشركتين الهاربان من بعض المبلغين بضائع مقابل شيكات صحيحة، ومن ثم اشتروا كميات أكبر بشيكات من دون رصيد قبل هروبهما سويا، لافتا إلى أن من بين المبلغين صديقا شخصيا لأحد المتهمين، حصل منه الأخير على نحو مليون و800 ألف درهم مقابل شيك من دون رصيد.
أوقال أحد الضحايا، صاحب شركة لحوم مجمدة وطازجة، أمجد خيري البايض، إن الواقعة بدأت يوم 8 يونيو الماضي، حينما تلقى اتصالاً هاتفياً من شخص بريطاني يعمل في شركة «غولدن كريست»، وتقع في منطقة القرهود، أبلغه بأن شركته تريد شراء كميات من اللحوم الطا�2جة والمجمدة مقابل 116 ألف درهم.
وفي اليوم التالي استقبل مندوبا من الشركة برفقة سكرتيرة وشيك باسم الشركة بالمبلغ المتفق عليه مقابل البضائع، مستحق للصرف بعد أسبوع من تاريخ تسلم اللحوم.أ وأضاف البايض أن الشيك الذي تسلمه كان موقعاً من مدير شركة «غولدن كريست»، ويدعى فراسات أحمد، لافتا إلى أنه لم يواجه مشكلة في صرف الشيك، لذا، اطمأن للشركة ووافق على إبرام صفقة أخرى بكميات أكبر من اللحوم مقابل 585 ألف درهم، وأصر هذا المرة على التوجه بنفسه إلى مقرها في القرهود لزيادة الاطمئنان.
وأشار إلى أنه حصل على أربعة شيكات بالمبلغ الجديد، لكن حين توجه لصرفها فوجئ بعدم وجود رصيد، فاتصل بالشركة لإبلاغ مسؤوليها ب�1د البنك، فطلب منه المحاسب إدخال الشيكات مجدداً إلى البنك، وحينما أدخلها ردها البنك لعدم وجود رصيد فاتصل مجددا بمسؤولي الشركة لكن كانت جميع هواتفهم مغلقة فأدرك أنه تعرض للاحتيال.أ
وتابع أنه توجه إلى مركز��4رطة الراشدية، واكتشف تعرض عدد كبير من التجار لعملية الاحتيال نفسها من جانب الشركة ذاتها، وشركة أخرى في المبنى نفسه، مبينا أنه حاول تحرير بلاغ احتيال، لكن المركز ارتأى أنها قضية شيكات، نظرا لارتباطها بمعاملات تجارية، مطالبا بضرورة التحرك لإنقاذ الضحايا من الخسائر الفادحة التي تعرضوا لها، خصوصا أن المبالغ التي استولت عليها الشركة تقدر بملايين الدراهم، مستحقة لأكثر من 25 تاجرا.
وقال الباي�6 إن البنك الذي رفض الشيكات اتصل بالمتهم الرئيس، وهو باكستاني، ورد فعليا على البنك، لكنه تهرب من المطالبة بسداد التزاماته، لافتاً الى أنه حصل على رقم هاتف المتهم من البنك، وبعض المعلومات التي تؤكد أنه غ�’د�1 الدولة في يوم 14 يوليو الماضي، متوجهاً إلى باكستان.
وأشار البايض إلى أنه حاول التواصل مع الشرطة وإبلاغها بأماكن وجود بقية المتهمين المشاركين في عملية الاحتيال، لافتاً إلى أن اوضاع شركته تتردى، وأنه يفكر في إغلاقها لإيقاف الخسائر الناجمة عن عملية الاحتيال.
وذكر صاحب شركة لحوم ودواجن (معين.أ)، أنه تعرض للاحتيال من الشخص نفسه بالطريقة نفسها، إذ حصل منه على لحوم ودواجن بمئات آلاف الدراهم، مطالبا الشرطة بتفعيل جهودها للقبض عليه وإعادة المبالغ المستحقة، مشيراً إلى أن اللحوم والدواجن منتجات لا يستطيع أن يستردها ويبيعها مرة أخرى.أ
وقال مُبلّغ آخر، صاحب شركة مواد غذائية، رفض ذكر اسمه، إن مدير شركة «غولدن�كريست» اتصل بمسؤول المبيعات في شركته، وطلب منه بضائع على أساس تسديد مقابلها نقداً، وأخذ ثلاث شحنات مواد غذائية يقدر ثمنها بمبلغ 800 ألف درهم، وحرر مقابلها شيكات.
وعند موعد تحصيل المبالغ من ال�(نك تم ردها لعدم وجود رصيد، مشيراً إلى أنه اتصل بالمشرف في الشركة وأبلغه بذلك، فطلب منه القدوم بعد أسبوع للحصول على قيمة الشيكات نقداً.
وتابع أنه توجه في الموعد المحدد مع ضحايا آخرين إلى مقر الشركة في منطقة القرهود، لكنهم وجدوها مغلقة، ولم يجدوا داخل المكاتب إلا بعض الزيوت المبعثرة.