نجوم أتـراك: نحـن أَولى بجمهور الشاشات العربية
بعد سيطرة المسلسلات المكسيكية المدبلجة طوال السنوات العشر الأخيرة على عدد كبير من القنوات الفضائية العربية، ظهرت في الأفق بوادرغزو فضائي جديد قادم هذه المرة من تركيا، واستبقت استقباله شاشة «إم بي سي 1» التي تعرض حالياً في وقت متزامن مسلسلين تركيين هما «نور» و«سنوات الضياع». فيما انفردت العام الماضي بمسلسل «إكليل الورد» لتدشن مرحلة جديدة تجاوبت معها سريعاً عدد من الفضائيات العربية المنافسة.
وفي لقاء جمعهم بوسائل الإعلام المحلية، أول من أمس في فندق رويال ميراج بدبي، أعرب أبطال المسلسل التركي المدبلج إلى العربية «سنوات الضياع» الذي يتم عرضه حالياً على شاشة «إم بي سي»، عن دهشتهم من الاحتفاء الشديد الذي قوبلوا به من الجمهور العربي في دبي، ، مشيرين إلى «أن هناك تركيزاً شديداً من قبل القائمين على صناعة الدراما التركية، لإيلاء اهتمام كبير بتسويق الأعمال التلفزيونية، وبشكل خاص المسلسلات المدبلجة إلى المنطقة العربية، بعد أن ظلت المسلسلات المكسيكية تستأثر بحصة كبيرة في هذه السوق الواعدة بمفردها لسنوات طويلة.
وقالت الممثلة توبا بويوكوستن: «الأتراك هم أكثر الشعوب الغربية تشابها، من حيث القيم والعادات والتقاليد والأنماط المعيشية مع الشعوب العربية، بفضل علاقات الجوار المكاني، والتداخل التاريخي، لذلك فلن يشعر المشاهد العربي بالفجوة الاجتماعية التي يستشعرها في حالة مشاهدة مسلسل مكسيكي على سبيل المثال، قادم من قارة أميركا الجنوبية البعيدة، لذلك أرى أن الدراما التركية هي الأنسب للمشاهد العربي».
وكانت مجموعة «إم بي سي» الإعلامية قامت بتوجيه الدعوة إلى ثلاثة من أبطال مسلسل «سنوات الضياع» الذي تجاوز عدد حلقاته المعروضة على شاشة «إم بي سي 1» نحو 50 حلقة، في حين يمتد المسلسل إلى 150 حلقة، بغرض الترويج له، وهم الممثلة توبا بويوكوستن التي اختار لها «المدبلجون» اسم «لميس»، وسينان توزكو الذي يجسد دور عمر في النسخة المدبلجة وبولنت إينال أو يحيى بحسب النسخة المدبلجة أيضاً.
رغم ذلك لم يخف النجوم الأتراك وجود صعوبة في الوصول إلى القناة العربية التي تعرض «سنوات الضياع»، قاصدين قناة «إم بي سي 1»، في حين ذكرت بويوكستن أنها تمكنت من مشاهدة حلقة واحدة فقط من نسخة المسلسل المدبلجة، مضيفة: «لا أجيد العربية على الإطلاق،لذلك كانت تجربة فريدة حينما استمعت إلى العبارات العربية تبدو وكأنها انطلقت من فمي، حاولت تذكر ما كنت أقوله أثناء تصوير المشاهد بالتركية كي أتمكن من فهم ما يجري بنكهة عربية».
احتفاء الاحتفاء العربي بالآخر سواء كان الأمر ذا صلة بـ «كرم الضيافة» العربية أو حالة «الانبهار» الشديد بكل ما هو آت من جهة الغرب،جعل الممثل التركي سينان توزوكو يصرح :«لن أكون مبالغاً إذا أجزمت بأن عرض بعض حلقات مسلسل «سنوات الضياع» عربياً فاق تأثيره العديد من المسلسلات التي قدمتها من أجل الوصول إلى الجمهور التركي، فمنذ أن هبطنا إلى مطار دبي هناك مشاعر احتفاء شديدة من المحيطين بنا، وعبر زيارتنا القصيرة تأكدنا أن جمهورنا مرشح للتضاعف بشكل سريع خارج تركيا فقط، إذا تم الاهتمام بعرض مزيد من الأعمال على الشاشات العربية».
وكان توزوكو حسب معلومات حصلت عليها «الإمارات اليوم» من أحد مرافقيهم في زيارته لدبي، قد صادفه وزميليه احتفاء شديد من الجمهور الذي تعامل معهم بحميمية شديدة، تأثر فيها البعض بالدراما «الاجتماعية المأساوية التي يقدمونها في «سنوات الضياع» و تعالج قضايا اجتماعية مختلفة مثل الحب والصراع الطبقي ومشكلات الفقر ومغريات المال والعمل ولكن في تركيا».
زيارة وقام أبطال «سنوات الضياع» بزيارة لمقر مجموعة «إم بي سي» وجالوا في استيديوهاتها، حيث لاقوا ترحيباً مميزاً من العاملين فيها والجمهور المحتشد في الأماكن العامّة التي زاروها. ولم تكن بويوكوستن «لميس»تدرك ـ حسب مسؤول في «إم بي سي» ـ أن النظارات الشمسية السوداء الداكنة، غير كفيلة بحجب هويّتها الحقيقية عن محبّيها والمعجبين بها من المشاهدين والمتنزهين، وهي تجول في أسواق المنطقة والأماكن العامّة، متنزهة ومتسوقة. فقد كانت الحشود توقفها في كل متر مربع تقريباً، تارةً تناديها باسمها الحقيقي «توبا»، وطوراً باسم «لميس»، والكل يريد محادثتها والتعرف إليها، والتقاط الصور التذكاريَة، مفاخراً بتحميله نغمة مسلسل «سنوات الضياع» على هاتفه المتحرك.
وفي هذا الصدد قالت بويوكستن : «لقد فوجئت حقٌّا! لم أكن أتوقع أن يلاقي المسلسل هذا النجاح الباهر. لا شك في أن وصولنا إلى الملايين من المشاهدين العرب عبر «إم بي سي 1» أسهم بفعالية في نجاح «سنوات الضياع» إلى جانب قصة وسيناريو وحوار المسلسل وأبطاله، التي هي كلها محببة إلى القلوب وقريبة من الثقافة العربيّة الغنيّة». وأبدت «لميس» سعادتها لكون تصفيف شعرها الذي ظهرت به على شاشة «إم بي سي 1»دخلت ضمن تشكيلة الموضة الجديدة لدى السيّدات في المنطقة العربية، ووعدت بأن تعود إليها ثانية، بعد أن تقدم أعمالا أخرى تعرض على الشاشات العربية. دانييل السوري استقطاب الأعمال التركية المرشحة للعرض على الشاشات العربية لم يأت مصادفة، بل هناك في الغالب حالة تخطيط وتنظيم دقيقين من أجل ضبط منظومة تدفق تلك الأعمال، وفي حالة مسلسلات « اكليل ورد» و«نور» و«سنوات الضياع» على قناة «إم بي سي 1»، فإن المسؤول عن متابعة الدراما التركية واختيار المناسب منها لاستقطابه على الشاشة العربية، هو شخص معروف في الأوساط الدرامية التركية يطلق عليه هناك لقب «دانييل السوري»، وهو أمر يجعلنا نتساءل بطريق الإحالة ، من يروج للمسلسلات العربية سواء كانت مصرية أو سورية أو خليجية خارج حدود الوطن العربي، ومتى يفلح القائمون على تلك الصناعات في توظيف «دانييل»آخر يعمل لتسويق الدراما العربية ؟
|