«العوضي للاستثمارات» تسعى لطرح جزئي للاكتتاب العام

وتعيد الطريقة التي بدأت بها شركة العوضي للاستثمارات، التذكير بالمسار الذي سارت فيه أغلب الشركات العائلية في منطقة الخليج، فالشركة التي بدأت برأسمال متواضع وبجهود منفردة وغير منسقة، استطاعت خلال وقت قصير تحديد أولوياتها والقطاعات الاستثمارية التي تنشط فيها بدءاً بالعقارات والضيافة والصناعات عالية التقنية والمضاربة المالية، مستفيدة من فرص النمو الاقتصادي ليس فقط في إمارة دبي حيث تأسست الشركة وبدأت أعمالها، ولكن ليمتد نشاطها إلى إمارات عجمان والشارقة والفجيرة.

وقال العوضي «إن الشركة مملوكة لثلاثة إخوان أنا أحدهم، وقبل إطلاق الشركة منذ عامين كنا شركاء في عدد من الأعمال الصغيرة أو المتوسطة، من دون أن تكون هناك مظلة مؤسساتية تجمعنا، وكان رأسمال الشركاء حينها لا يزيد على 20 مليون درهم، وكنا نعمل في كل شيء ونقتنص كل فرصة استثمارية تلوح أمامنا، إن كانت في حدود إمكاناتنا في ذلك الوقت بالطبع، وبدأنا العمل في قطاع العقارات حيث طورنا عدداً من البنايات في الشارقة وعجمان للإيجار».

وبين أن أبرز المشروعات الحالية، تبرز في التركيز على سوق العقارات، إذ نبني مشروعات تابعة للشركة، وحالياً ننفذ أكبر برج من خلال «العوضي للمكاتب» في إمارة الفجيرة وهو الأول من نوعه، ونوفر فيه جميع الخدمات للشركات العاملة في الإمارة، ويبلغ حجم الاستثمار في البرج 150 مليون درهم، وقد انتهينا من نحو 70% من الإنشاءات فيه، ويتكون من طابقاً أرضي و23 طابقاً علوياً ويضم أكثر من 200 مكتب، وهو مطروح للتأجير وليس التملك».

وأضاف أن الشركة «لم تطرح البرج للتسويق بعد، وننتظر حتى الانتهاء الكامل منه لتأجيره، وفيما لا تتوقف الأسعار عن الارتفاع، لذا فنحن نفضل الانتظار لنرى ما ستكون عليه معدلات الأسعار عند الانتهاء من البرج نهاية العام الجاري».

وزاد أن الشركة لديها بنايتان سكنيتان أخريان في الفجيرة توفران أكثر من 250 شقة، يجري العمل عليهما بالتزامن مع مشروع برج المكاتب، وباستثمار يبلغ 50 مليون درهم، أيضاً نستثمر في عقارات التملك الحر في دبي، ونقوم بشراء أبراج سكنية وتجارية كاملة من المطورين لنقوم بتسويقها لصالح شركتنا داخل وخارج الإمارات، واستثماراتنا في هذا القطاع تصل إلى نحو 150 مليون درهم».

وقال أن الاستثمار في العقارات يعتبر الأسهل إلى حد كبير، لكننا لا ننظر إلى صعوبة أو سهولة الاستثمار ولكن نركز على وجود الفرصة الاستثمارية من عدمه، والدليل على ذلك أننا داخلون بقوة إلى قطاع الضيافة في إمارة الفجيرة، وأنهينا الدراسات الخاصة بإنشاء فندق من فئة الخمس نجوم على شاطئ إمارة الفجيرة، وسيكون أكبر استثماراتنا على الإطلاق بقيمة تصل إلى 350 مليون درهم بأسعار اليوم وربما يصل حجم الاستثمار النهائي إلى نحو 450 مليون درهم.

ولفت إلى أن الشركة تجري مباحثات في الوقت الراهن مع إحدى الشركات الأوروبية المتخصصة في إدارة الفنادق، «فيما نسعى لأن يكون فندقنا متوافقاً مع الشريعة الإسلامية، من أرقى الوجهات السياحية في الفجيرة التي تزخر بعدد من المقومات السياحية الطبيعية المميزة»، مضيفاً «نحن نبحث عن الفرص الاستثمارية في أي من القطاعات الاقتصادية، لذلك فقد انتهينا تقريباً من الإجراءات الخاصة بتأسيس شركة للتطوير العقاري تعمل في كل من دبي وعجمان حيث التملك الحر، وخصصنا 150 مليون جنيه كرأسمال للشركة، ونتوقع أن نبدأ قريباً، ولدينا خطط نهائية حول عدد من المشروعات، أفضّل الاحتفاظ بتفاصيلها في الوقت الراهن».

ولفت العوضي إلى أن التطوير العقاري في ظل ارتفاع أسعار مواد البناء، يعتبر بمثابة هاجس كبير يواجهه المطورون، كما يمثل التحدي الأكبر للسوق العقارية في الإمارات، ولابد من اتخاذ إجراءات أكثر حسماً للسيطرة على الأسعار من جانب وتوفير مواد البناء الأساسية مثل الحديد والإسمنت من جانب آخر، ولكن في الوقت ذاته لا يعني هذا أننا يجب أن ننتظر حتى تحل الأزمة، سندخل السوق وسنحاول أن نتدبر أمورنا».

أسعار معقولة
وذكر أن ارتفاع أسعار العقارات محلياً ترافق مع ارتفاع أسعار كل شيء وزيادة تكاليف التشغيل والإنتاج، وأسعار الوقود والمواد الأولية ومواد البناء، وفي الحقيقة مازالت أسعار العقارات في دبي معقولة للغاية والزيادات التي طرأت عليها زيادات طبيعية مرتبطة أكثر بالزيادات في أسعار البناء، لكن ما يقلقنا ليس أسعار العقارات بقدر انخفاض القوة الشرائية للمستهلكين في الإمارات. وتبني الشركة وحدات سكنية للتأجير في الشارقة، فيما تدرس تطوير مشروع سكني في منطقة الممزر مخصص للتملك طبقاً للقوانين المعمول بها في الإمارة والتي تتيح تمليك العرب فقط، ولكن في انتظار صدور قانون واضح بهذا الشأن قريباً» وفقاً للعوضي.