«الشؤون» تؤهل ذوي الإعاقـة الذهنية وفق ميولهم
كشفت مديرة إدارة رعاية وتأهيل المعاقين في وزارة الشؤون الاجتماعية، وفاء حمد بن سليمان، عن بدء تأهيل ذوي الإعاقة الذهنية إلى سوق العمل، من خلال توزيعهم على مراكز التدريب المهني، وفق ميولهم المهنية، معلنة عن اطلاق اختبار الميول المهنية الأول من نوعه خليجياً، لأصحاب الإعاقة الذهنية من الذكور، مؤكدة أن الاختبار الجديد يضمن استقطاب المعاقين ذهنياً في مهن مطلوبة في سوق العمل المحلية.
وأوضحت أن الطرق السابقة كانت تعتمد على قدرات المعاقين الجسدية في توزيعهم على التدريب المهني، دون مراعاة ميولهم المهنية، لافتة إلى أن هناك مهناً في مراكز التأهيل غير مناسبة لسوق العمل.
اختبار الميول المهنيةيتكون اختبار الميول المهنية، من 10 مهن تناسب الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، وتشمل كل مهنة من هذه المهن ست صور، موزعة بشكل عشوائي على الأسئلة، وبذلك يتكون الاختبار بشكله النهائي من 60 صورة موزعة على 20 سؤالا، بحيث يتم عرض ثلاث صور مع بعضها في كل سؤال، تمثل هذه الصور ثلاث مهن مختلفة، وأهم المهن الموجودة في الاختبار هي المراسلات والعناية بالحيوانات والميل إلى الأعمال الزراعية والميل نحو خدمات الملابس والنقل والسيارات والمركبات والدهان والنجارة والتصوير وأعمال السوبر ماركت. |
وتفصيلاً: قالت بن سليمان إن اختبار الميول سيطبق على المعاقين ذهنياً منذ سن 13 سنة ويشمل 10 مهن اساسية موزعة على 60 سؤالاً، بحيث يكفل تكرار الأسئلة وصور المهن بطرق مختلفة بيان سبب استجابة المعاق والتأكد من فهمه الكامل لطبيعة المهنة وعدم انجراره وراء الألوان وغيرها.
وأضافت أن الاختبار يدعم تطور المعاق في المهنة، وثباته فيها، فضلاً عن اقناع اهالي المعاقين بتشغيل ابنائهم، لأنهم عادة يتخوفون من استغلالهم، مؤكدة أن مشرفي الوزارة يتابعون بيئة العمل ويتأكدون من ملاءمتها بنسب لا تقل عن 70٪، فضلاً عن جولاتهم الدورية للتأكد من مراعاة أصحاب العمل لسلامة المعاقين وبقائهم في جو آمن وعدم استغلالهم بأي طريقة.
وأوضحت أن الباحثة الاجتماعية التي تختبر المعاقين تلغي الاختبار فوراً بعد السؤال الثالث، حال وجدت ان اختيارات المعاق عشوائية ليعاد تقييمه مجدداً، لأن أصحاب الاعاقة الشديدة لا يصلحون لهذا الاختبار بسبب عدم فهمهم بنوده، وهؤلاء لا يصلحون لسوق العمل لعدم تمكنهم من اداء الأعمال المنوطة بهم.
وذكرت بن سليمان أن ذوي الإعاقة الذهنية يواجهون صعوبات في الحصول على عمل مناسب لقدراتهم وميولهم، نظراً لأن المهن التي تدربوا عليها مختلفة عن الموجودة في سوق العمل، خصوصاً بعد إدخال عناصر التقنية الحديثة.
وأضافت أن مراكز التأهيل كانت في السابق لا تعبأ بميول المعاق ذهنياً قبل البدء في تدريبه، وكانت تبدأ عملية التدريب بناءً على ما هو متوافر من مهن وأعمال، ويظل المعاق ينتقل من مهنة إلى أخرى إلى أن يستقر على مهنة يميل إليها ويرغب فيها.
وأفادت بأن الإدارة ادركت بعد دراسة واقع تشغيل المعاقين، أهمية التعرف إلى ميولهم المهنية قبل إلحاقهم بالتدريب المهني أو التشغيل، لكسب الوقت وتحقيق أكبر قدر من الاستقرار الوظيفي والتطور في بيئة العمل، الذي يكون نابعاً من حب المهنة والميل إليها.
ولفتت بن سليمان إلى أن «اكتشاف الميول المهنية لهم ليس بالأمر السهل، خصوصاً أن كثيرين منهم يواجهون مشكلات في اللغة التعبيرية، فليس من السهل أن يخبرنا المعاق ذهنياً عن المهنة التي يميل إليها، كونه لا يعرف المهن المتوافرة في سوق العمل».
وتوقعت أن يسهم هذا الاختبار في استكشاف ميول المعاق، ما يفيد في التحويل إلى عملية التدريب الملائمة للميول، والاستفادة من نتائج هذا الاختبار عند التحويل لعملية التشغيل، ويتولى اختصاصي التشغيل تحويل المعاق إلى بيئة العمل الملائمة لنتيجة هذا الاختبار، لافتة إلى أن الميول المهنية ليست هي المحك الوحيد لعملية التحويل المهني، بل لابد أن يمتلك المعاق الحد الأدنى من القدرات التي تؤهله لممارسة المهنة، وبالتالي تتم المزاوجة ما بين القدرات والميول للحصول على تحويل مهني مناسب، ونتائج إيجابية أهمها الاستقرار والنمو المهني بعد مرحلة التشغيل.
واعتبرت بن سليمان أن الاختبار باكورة الاختبارات والمقاييس النفسية الموجهة للمعاقين ذهنياً والمقننة من قبل إدارة رعاية وتأهيل المعاقين، مشيرة إلى الحاجة الملحة لبناء وتطوير مثل هذه الاختبارات النابعة من واقع بيئة المجتمع الإماراتي، بدلاً من الاعتماد على اختبارات مقننة على بيئات أخرى قد لا تحقق لنا دقة في النتائج.
وأكدت أن إدارة رعاية وتأهيل المعاقين تقدم مجموعة من الخدمات التعليمية والتأهيلية والتشغيلية لذوي الإعاقة، تطبيقاً لبنود القانون الاتحادي، الذي أقر للأشخاص المعاقين في الدولة مجموعة من الحقوق، وتشير المادة 19 من القانون إلى تشكيل «اللجنة المتخصصة لعمل المعاق»، التي تختص في رسم السياسات اللازمة لعمل المعاق ومتطلبات تحقيق أكبر كفاءة ممكنة، مع ضمان استمرارية العمل لأطول فترة.
من جانبه، أفاد الباحث الاجتماعي في الوزارة، روحي عبدات، بأن اختبار الميول هو مقياس موجه للمعاقين ذهنياً من عمر 13 سنة، فما فوق للتعرف إلى ميولهم المهنية، سواءً أثناء مرحلة التدريب المهني أو التشغيل، لافتاً إلى أنه يفيد العاملين في ميدان التأهيل والتشغيل بتوجيه المعاق نحو المهنة المناسبة، ما يساعده على التكيف مع بيئة العمل والاستقرار فيها.
وأكد أن هذا الاختبار يعتمد على الصور الممثلة لمجموعة من المهن، بحيث تقيس مدى تجاوب وتفاعل المعاق معها، موضحاً أن هدف الاختبار تنظيم عملية تدريب وتأهيل ذوي الإعاقة والخروج من إطار العشوائية في التدريب والالتحاق بسوق العمل.
وأكد عبدات أن نتائج الاختبار تساعد في تشجيع أهالي المعاقين على فكرة تشغيل أبنائهم والتخلص من حمايتهم الزائدة، موضحاً أن أغلب الأهالي يخشون على أبنائهم من فكرة الاستغلال، إلا أن تطبيق هذا الاختبار يجعل المعاق يختار المهنة التي يرغب فيها، والتي تتناسب مع ميوله وإمكاناته العقلية.
مؤكداً أن الاختبار تم تقييمه وفق اعتبارات الصدق والثبات، وتم التأكد من صحته، وتم عرض الاختبار على 124 معاقاً في مراكز التأهيل التابعة للوزارة.