بن ثالث إعلامــي يغرق في هوى التراث

بن ثالث إعلامــي يغرق في هوى التراث

قسم: اخبار العالم » بواسطة adams - 19 ديسمبر 2024

أهتم الإعلامي الاماراتي، جمعة بن ثالث، خلال مشواره العملي بإحياء التراث والموروث الاماراتي الاصيل، وحظيت مهنة الغوص على جل اهتمامه، وبرع في التقاط صور احترافية من تحت اعماق البحار وتوثيقها في كتب تراثية لتكون مرجعا للأجيال المقبلة فضلا عن اذاعتها عبر البرامج التلفزيونية والاذاعية التي يقدمها بطابع تراثي.

وقال إن شغفه بالبحر لا يمكن وصفه، والوقت الذي يقضيه في البحر أكثر من الوقت الذي يقضيه في بيته، متابعاً أنه تعلق بعالم البحار منذ الصغر وغرق في عشقه وبدأ في تأليف الكتاب وراء الآخر عن أعماق البحار.

يروي بن ثالث، لـ”الإمارات اليوم” قصة شغفه بالبحر قائلاً إن “والدي وأجدادي من أهل البحر وجميعهم هواة غوص، ولهذا لم يكن من الممكن أن أخرج عن اتجاهات عائلتي ودخلت البحر وعشقتها لجمالية الكائنات التي تعيش فيها ورأيت أن الكتب المتعلقة بالبحر قليلة ومعظمها تحوي اخطاء في بعض المعلومات ما دفعني إلى البحث عن البحر والبحث عن اسراره.

مواجهة التحديات

أفاد الإعلامي الاماراتي، جمعة بن ثالث، بأن هناك صعوبات كثيرة واجهته أثناء بحثه عن التراث، مؤكداً أن العمل في مجمل التراث كان ممتعاً وميسراً خصوصاً في جمع المعلومات التراثية، منوهاً بدعم هيئة المعرفة والتنمية البشرية للكتب، إذ ذلل القائمون عليها كثير من التحديات التي واجهته.

وأشار إلى أن “الصعوبات التي واجهتني على صعيد جمع المعلومات، كانت تتعلق ببعض الصور التي لم أكن أستطيع الحصول عليها، لاختفاء بعض الكائنات أو المعدات البحرية من الإمارات، ولهذا كنت أتواصل مع أشخاص أعرفهم في دول مجلس التعاون لأجد الشيء الذي أبحث عنه، ومن ثم أسافر بنفسي لالتقاط الصورة خوفاً من أن لا تكون بالدقة المطلوبة أو بالمستوى الفني الذي أريده”.

وأضاف “قدمت برامج تلفزيونية واذاعية عن البحر والعادات والتقاليد والغوص وكثير من الأشياء، فوددت أن أجمع كل التفاصيل في هذا الجانب، حيث كانت متوفرة في حكايات كبار السن وذاكرتهم، وخشيت أن تضيع من دون أن نوثقها في كتاب يكون مرجعا للأجيال الحالية والمقبلة ومن هنا بدأ اهتمامي بالبحث في التراث، خصوصاً في ظل غياب الباحثين المهتمين بجمع التراث وحفظه”، متابعاً “لو رجعنا إلى الخلف قبل سنين فسنجد أن اقتصاد الإمارات كان يقوم على الغوص لاستخراج اللؤلؤ”.

تابع بن ثالث، “أعتقد أن كثير من الأشياء اجتمعت لأقرر ترك عملي السابق في وزارة التربية والتعليم بعد 21 عاماً، من أجل التفرغ لجمع التراث الإماراتي ومن هذا المنطلق بدأت رحلتي في مجال التراث الذي أحبه، وطلبت من جمعية الامارات للغوص، رئاسة فريق الغوص التابع للجمعة الذي عمل في مهرجان دبي للتسوق من عام 1996 إلى 2002، وأصبحت مديراً للمشروعات التراثية في جمعية الإمارات للغوص”، مضيفاً أنه خرج من الجمعة لظروف خاصة وكان يحرص على التطوع يومي الجمعة والسبت والمساهمة في فعاليات الجمعية.

خمسة مهن

وعن المهن التي يحرص على ممارستها قال بن ثالث إن هناك خمسة مهن يحرص على ممارستها هي التقديم الاذاعة والتلفزيوني، وتأليف الكتب، والغوص، والبحث عن كل ما يخص التراث (باحث)، والتصوير، مشيراً إلى أن كل مهنة لها وقتها المعين، لكن أقرب المهن إلى قلبه التصوير، متابعاً أن “الفترة التي عشتها في الماء أكبر من التي عشتها على الأرض ففي الماء أجد نفسي وأبدع في كل لقطاتي وانتقل لعالم آخر من المتعة وصفاء الذهن وعندما أقدم برنامجاً أنهي عملي وأنصرف فوراً أما عندما أنهي رحلتي تحت الماء أجمع صوري التي التقطها وأبدأ العمل فيها وأعيش معها”.

وأضاف “عملي يتعلق بمجال التراث، خصوصاً أنني متخصص في التراث البحري، فأنا ألقي المحاضرات في هذا المجال، وأجري اللقاءات مع وسائل الإعلام عن التراث وتوليت إدارة متحف الأميرة هيا في ملتقى العائلة أخيراً وقمت بتصميمه”، مضيفا “سانتقل إلى عالم البر، فبعد أن أنجزت مهمتي في عالم البحار توجهت إلى كتابة مؤلفات تهتم بالبر لندرتها، فأنا أعتقد أنه ما من أحد جازف وقدم بحثاً أو جمع المعلومات عن الصحراء”.

تصوير

وأشار إلى أن “التصوير من هواياتي المفضلة، فقد درسته قبل 12 عاماً وتخصصت في التصوير تحت الماء ما مكني من التقاط 30 ألف صورة تحت الماء”، معتبراً أن الكاميرا جزء من عدة الغوص الخاصة به تلازمه في رحلات الغوص على الدوام، وهناك بعض المؤسسات العامة التي تعرض صوره على جدرانها، كما أنه شارك في العديد من المعارض، ولديه مجموعة ضخمة من الصور التي تخص عالم البحار، إضافة إلى صور عن الموضوعات التراثية أخرى.

ويقدم بن ثالث عدداً من المحاضرات في مجالس الشباب والطلبة ليحقق هدفه في نشر التراث الاماراتي الاصيل بين فئة الشباب عن طريق البرامج التلفزيونية والاذاعية، حيث قدم برامج متعددة منها أول برنامج “هو يا مال” عرض عليه وهو لا يملك الخبرة الكافية في مجال الاعلام نظرا لعدم دراسته تخصص الإعلام حيث واجهة في بداية الامر صعوبات كثيرة وابرزها طريقة الاخراج وهيبة الوقوف امام الكاميرات وامور اخرى واستطاع تقديم 30 حلقة أحدثت صدى واسع بين أفراد المجتمع ما خلق لديه حب وشغف خوض تجربة الاعلام في برامج أخرى تراثية.

وتابع “بالفعل حصلت على فرصة اخرى في تقديم برنامج “البراحة” ثم برنامج اذاعي “هود يا أهل الدار” ثم بدأت الظهور في الإعلام كمواطن يعشق التراث من حيث تقديم برنامج تراثية وبعدها قدمت برنامج “الخطار” ثم “السنيار” الذي أساهمت في اعداده”.

وأكمل بن ثالث “حبي للتراث ليس له حدود، وسوف أسعى في الأيام المقبلة إلى عمل حملات اعلامية من خلال البرامج الاذاعية والتلفزيونية المتعلقة بالتراث الاماراتي وتعريف المجتمع بتراث الاماراتي الاصيل وهويتها الوطنية” مؤكداً حرصه على انتقاء البرامج التي يقدمها لتفيد المشاهد والمستمع.

الكتب

واصدر بن ثالث مجموعة كتب منها الغوص واللؤلؤ في دولة الإمارات، ومعجم المصطلحات البحرية ورجال الغوص واللؤلؤ الذي تناول فيه أشهر الشخصيات التي عملت في هذا المجال، وكتاب الأسماك والحياة البحرية وكتاب رحلة الغوص واللؤلؤ متعلقة في مواسم الغوص، اضافة إلى كتاب موسوعة الامارات البحرية ويوجد بها نحو 550 صورة بحرية و1400 مصطلحات اماراتية وأخيراً موسوعة الامارات البرية الجزء الاول، لافتاً إلى أن الداعمان الرئيسان له سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وأخيه سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس هيئة الثقافة والفنون في دبي، اضافة إلى الدعم المعنوي من هيئة المعرفة والتنمية البشرية في حكومة دبي، ودورها في ظهور الموسوعة وصدورها فضلا عن دعم مؤسسة دبي للإعلام في جميع الجوانب الاعلامية.

وأشار إلى أن المصادر التي يرجع لها في كتابة الكتب التراثية هم أصدقاء أصغرهم عمره 60 عاماً، ورواة لهم خبرة في هذا المجال عايشوا هذه المرحلة من تاريخ الدولة، كما قرأت العديد من الكتب والمراجع في هذا المجال .

واضاف أكثر ما يسعدني ردود الأفعال التي تأتيني بعد صدور الكتاب من القراء والمهتمين بهذا الجانب، ففي النهاية تبقى مكافأة الباحث هي وصوله إلى القارئ التراثي، لهذا أجد نفسي في المرحة الأخيرة أبذل الكثير من الجهد حتى أختار لكتبي صوراً وأغلفة تليق بها فتكون قادرة على جذب اهتمام القارئ .

الغوص

وأعرب بن ثالث عن استيائه حيال اختفاء مهنة الغوص في الوقت الحالي نظرا لظهور النفط، متابعاً “لو فرضنا أن رجال اللؤلؤ والغوص لا يزالوا بيننا فلن ينزلوا إلى البحر بحثاً عنه بعد توافر سبل الراحة والرفاهية الموجودة الآن اضافة إلى ظهور اللؤلؤ الصناعي الذي زاد الإقبال عليه بعد أن انتشر بشكل واسع في الأسواق ويتميز بانخفاض سعره مقابل الطبيعي”، موضحاً أن “مهنة الغواصة هي أعرق مهنة عرفها الشعب الإماراتي وكذلك الخليجي إلا أنها أصبحت تراثاً لابد أن نحافظ عليه ونعلمه للأجيال الجديدة والشباب ولابد أن يظل في وجداننا”، مشيراً إلى أنه لديه ستة رخص غوص حصل عليها منذ مسيرته في الغوص.

وذكر ان مجتمع الغواصين له عادات وتقاليد وتراث اجتماعي خاص مضيفاً أن مجتمع الغواصة بسيط جداً مفتوح يتميز رجاله بالشهامة والكرم الشديد وحسن الخلق والقدرة على الصبر والتحمل، كانوا لا يشعرون بأي مشكلات، ويقدرون ويحترمون الغوص، فهم يرونه رمزاً للشجاعة والجلد وذو مكانه عالية، كما أن دخله المادي مقارنة ببقية المهن مرتفع.

وعن حياته الاجتماعية قال بن ثالث إن لديه أربعة ابناء، ولدان وبنتان أكبرهم روضة تعمل في المجال المالي، ونجلة في الصف الثالث بجامعة زايد، وسيف مرشح في أكاديمية الشرطة وأصغرهم خليفة لا يزال في المقاعد الدراسية.

مانشيتات قد يهمك