قبل قليل..هجمة الاستعمار الجديد!

قبل قليل..هجمة الاستعمار الجديد!

قسم: اخبار العالم » بواسطة adams - 25 يناير 2025

قبل قليل..هجمة الاستعمار الجديد! في متابعة لأحدث التطورات، نعرض لكم تفاصيل هذا الخبر الهام الذي يشغل الرأي العام في الوقت الحالي. مع تطور الأحداث، نوافيكم بكل ما هو جديد في هذا السياق، ونقدم لكم نظرة شاملة عن أهم النقاط التي يجب أن تعرفها. تابع معنا التفاصيل الكاملة لهذا الخبر.

تحولات دراماتيكية تشهدها المنطقة منذ سقوط النظام السورى وهروب بشار الأسد. التمدد الناعم لقوى الإرهاب الدولى ومن يقف خلفها تشير إلى مخططات يجرى تنفيذها للوصول إلى ما أطلق عليه نتنياهو بـ«الشرق الأوسط الجديد».

 

لا يمكن قراءة المشهد العربى بمعزل عن التدخلات الإقليمية والدولية التى باتت تتحكم فى مفاصل الأزمات التى تعصف بالمنطقة. إيران وتركيا، كلاعبين إقليميين رئيسيين، تتنافسان على النفوذ فى مناطق الصراع على حساب العرب ومقدراتهم من سوريا إلى اليمن، ومن طنجة إلى صلالة، فى الوقت الذى تتدخل القوى الدولية الكبرى كالولايات المتحدة وروسيا وفرنسا لإعادة هندسة خرائط تقسيم المصالح الجيوسياسية أولًا والاقتصادية ثانيًا.

 

الأحداث المتسارعة فى سوريا والعراق واليمن، وما يرتبط بها من تدخلات إقليمية ودولية، تثير تساؤلات جدية حول مستقبل المنطقة، التى يبدو أن خريطتها الجيوسياسية فى طريقها إلى إعادة الترسيم وفقًا للرؤية الصهيوأمريكية المعادية للعرب بشكل عام.

 

الدول العربية بشكلها الحالى فى قلب العاصفة، وفى عين الاستعمار القديم/ الجديد الذى يحاول العودة من خلال حصان طروادة الصهيونى الذى غرسه المستعمر القديم قبل إخلاء قواته من المنطقة لضمان الهيمنة.

 

الحفاظ على الدولة الوطنية حاليًا مع تجنيب أى مشكلات داخلية واجب مقدس. مقاومة المخططات الغربية الخبيثة التى استغلت حالة السيولة الناجمة عن موجات ما يعرف بـ«الربيع العربى» لتفكيك الدول العربية على أسس عرقية/ إثنية وطائفية/ مذهبية لإعادة تركيبها مرة أخرى بما يتوافق مع مصالح الكيان الصهيونى – ذراع الاستعمار القديمة فى المنطقة – هى عين الجهاد الوطنى.

 

المنطقة العربية منذ اندلاع ثورات الربيع العربى تحولت إلى مركز لصراعات إقليمية ودولية معقدة، انعكست على استقرارها السياسى والاقتصادى والاجتماعى. فى سوريا مثلًا، الصراع المستمر منذ أكثر من عقد أنتج مأساة إنسانية وسياسية لم تشهد لها المنطقة مثيلًا. تدخل قوى إقليمية مثل إيران وتركيا، ودولية مثل روسيا والولايات المتحدة دفع الشعب السورى للقبول بأى بديل يخلصه من مأساته دون التفكير فى عواقب هذا التغيير التى قد تكون كارثية على أمنه ومستقبله. وكالمستجير من الرمضاء بالنار لم يرفض السوريون صعود المتطرفين للخلاص من الديكتاتور ونظامه.

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                               

فى العراق أيضًا، ورغم القضاء على تنظيم داعش عسكريًا، لا تزال البلاد تواجه تحديات تتعلق بإعادة بناء الدولة ومعالجة الانقسامات الطائفية والعرقية رغم خلاصهم من صدام حسين منذ أكثر من 20 عامًا. وفى اليمن، أضاف الصراع بين التحالف العربى بقيادة السعودية والحوثيين بُعدًا جديدًا للتوتر الإقليمى، ما قذف بالبلاد إلى أتون كارثة إنسانية ممتدة لا تبدو لها نهاية قريبة.

 

التحولات الجيوسياسية

 

التحولات التى تشهدها المنطقة العربية ليست معزولة عن السياق الدولى. القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة، روسيا، والصين تسعى لإعادة تشكيل نفوذها فى المنطقة. الولايات المتحدة، التى لطالما كانت اللاعب الرئيسى فى الشرق الأوسط، تعيد الآن تقييم استراتيجيتها المتمثلة فى تقليص وجودها العسكرى بالمنطقة، وتوجيه اهتمامها نحو مواجهة النفوذ الصينى المتصاعد فى آسيا.

 

منذ طوفان الأقصى أعادت الولايات المتحدة إرسال قوات عسكرية وأسلحة نوعية جديدة إلى الشرق الأوسط لمساعدة حليفتها إسرائيل مع العرب ومواجهة نفوذ إيران وأذرعها.

الحضور العسكرى والدبلوماسى لروسيا والصين فى المنطقة لملء الفراغ الذى خلفه التراجع الأمريكى أحد عوامل إعادة النظر فى تلك الاستراتيجية بعد أن استشعرت واشنطن خطرًا على مكانتها الدولية من تنامى النفوذ الروسى الصينى.

 

الصين، رغم تركيزها التقليدى على الاقتصاد، بدأت تتخذ خطوات لتوسيع نفوذها الجيوسياسى فى المنطقة، عبر مبادرات مثل «الحزام والطريق»، وتوقيع اتفاقيات استراتيجية مع دول خليجية وإقليمية، فجاء الرد الأمريكى بمبادرة التنمية والازدهار لتجديد تموضعها بالمنطقة.

 

القوى الإقليمية تلعب إلى جانب القوى الكبرى، دورًا محوريًا فى تشكيل المشهد. إيران، التى تعزز نفوذها من خلال دعمها لجماعات مسلحة مثل حزب الله فى لبنان، والحوثيين فى اليمن، تسعى لفرض رؤيتها السياسية والدينية على المنطقة. دول الخليج، بقيادة السعودية والإمارات أصابها قلق عميق من تنامى النفوذ الإيرانى، فراحت تعمل على مواجهته وتحجيمه بجميع الطرق سواء من خلال التحالفات العسكرية، أو عبر تعزيز نفوذها الدبلوماسى والاقتصادى. أما تركيا، فقد اعتمدت نهجًا توسعيًا يعتمد على القوة الناعمة والصلبة، خصوصًا فى سوريا وليبيا وشرق المتوسط.

 

محور الصراع المركزى

 

رغم التحولات الكبرى، تبقى القضية الفلسطينية فى قلب الصراع العربى الصهيونى، وتمثل اختبارًا حقيقيًا لمدى قدرة الدول العربية على توحيد مواقفها. فى السنوات الأخيرة، شهدنا تطبيع بعض الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل، فى خطوة أثارت جدلًا واسعًا حول تأثيرها على القضية الفلسطينية. ومع ذلك، لا تزال معاناة الفلسطينيين مستمرة، فى ظل غياب أفق سياسى حقيقى لحل القضية واستعادة الحق الفلسطينى، فى ظل استمرار العدوان الإسرائيلى على كامل التراب الفلسطينى.

 

تعريب الديمقراطية

 

لا يمكن الحديث عن التحولات فى المنطقة دون التطرق إلى ما يُعرف بالربيع العربى، الذى انطلق عام 2011 حاملًا آمال الشعوب فى الحرية والديمقراطية. ورغم النجاحات المحدودة التى حققتها بعض الدول، مثل تونس، إلا أن المشهد العام يعكس تراجعًا فى هذه الطموحات، مع عودة التوترات فى عدة دول، وتصاعد الصراعات التى أجهضت أحلام الشعوب فى التغيير.

 

ورغم التحديات الجسيمة التى تواجه المنطقة العربية، فإن الأمل فى التغيير يظل قائمًا. فالتاريخ أثبت أن الشعوب العربية – رغم ظروفها الصعبة – قادرة على مسايرة التطور البشرى ولو بأدوات مختلفة. توافر إرادة سياسية حقيقية، ورؤية استراتيجية طويلة المدى، تعالج جذور الأزمات بدلًا من الاكتفاء بإدارة نتائجها هى أولى خطوات تعديل البوصلة للحفاظ على بقاء الدولة الوطنية واستقلال قرارها فى وجه الهجمة الاستعمارية الشرسة التى تتحين الفرصة للانقضاض.

 

السؤال الأهم الذى ستصيغ الإجابة عنه تفاعلات المرحلة القادمة: هل تستطيع الدول العربية الحفاظ على بقائها فى النظام الإقليمى والدولى قيد التشكل؟ أم ستعصف بها عواصف الاستعمار الجديد؟ الإجابة تعتمد على قدرة تلك الدول نفسها لا غيرها على تجاوز خلافاتها، والاستفادة من دروس الماضى، والعمل على بناء مستقبل يحقق تطلعات شعوبها فى الحرية والكرامة والتنمية.

 

ترميم الجبهة الداخلية وتحقيق الاندماج الوطنى لمختلف أطياف المجتمع باتت واجبًا وطنيًا للاستعداد لما هو قادم الذى لن يكون تحديًا بسيطًا فى كل الأحوال. تأسيس نظم حكم ديمقراطية يوسع فرص المشاركة الشعبية هو حائط الصد الأول والأقوى ضد المخططات العربية. النظم المنشودة لن تنجح إذا حاولنا تقليد نظم أعدائنا بالطريقة التى تم تجريبها منذ الاستقلال، بل بابتكار نظم جديدة تتوافق مع خصائص مجتمعاتنا. تعريب الديمقراطية لا استيرادها هو المحاولة الأخيرة للخروج من النفق المظلم لتعثر مسار التحول الديمقراطى فى بلادنا.

وفي الختام، تتابع مانشيتات عن كثب تطورات هذا الحدث وتوافيكم بكل جديد فور حدوثه. لا يزال الوضع في مرحلة التغيير، وسيتم تحديث المعلومات حالما تتوفر تفاصيل إضافية. تابعونا على مانشيتات لمزيد من الأخبار والتفاصيل الهامة.

 

مانشيتات قد يهمك